حديث: أهدى رسول الله ﷺ جملًا كان لأبي جهل في رأسه برة فضة.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في هدايا رسول الله ﷺ في حجّة الوداع والحديبية

عن ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ أهدى عام الحديبية في هدايا رسول الله ﷺ جملًا كان لأبي جهل في رأسه برة فضّة.

حسن: رواه أبو داود (١٧٤٩) عن النّفيلي، حَدّثنَا محمد بن سلمة، حدثنا محمد بن إسحاق.

عن ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ أهدى عام الحديبية في هدايا رسول الله ﷺ جملًا كان لأبي جهل في رأسه برة فضّة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق الكتب المعتمدة عند أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنّ رسول الله ﷺ أهدى عام الحديبية في هدايا رسول الله ﷺ جملًا كان لأبي جهل في رأسه برة فضّة."

1. شرح المفردات:


● أهدى: أي بعث بهدية.
● عام الحديبية: السنة السادسة للهجرة، حين خرج النبي ﷺ وأصحابه لأداء العمرة، ووقعت فيها صلح الحديبية.
● هدايا رسول الله ﷺ: الهدايا التي أرسلها النبي ﷺ إلى الكعبة لتبقى فيها أو تُنحر تقربًا إلى الله.
● جملًا: بعيرًا.
● أبي جهل: عمرو بن هشام، أحد أشد أعداء الإسلام وزعماء قريش، قتل في غزوة بدر.
● برة فضّة: حلقة أو حلية من الفضة كانت مثبتة في أنف الجمل أو رأسه للزينة.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ، أثناء حادثة صلح الحديبية، أرسل هدايا إلى الكعبة تشمل جملًا كان في الأصل ملكًا لأبي جهل (عدو الله ورسوله)، وكان هذا الجمل مزينًا بحلقة من الفضة في رأسه أو أنفه.
المعنى الإجمالي:
كان من عادة العرب أن يزينوا الإبل التي يهدونها للكعبة بحليّ كالفضة والذهب. وهذا الجمل كان من غنائم المسلمين من أموال الكفار، وقد خصصه النبي ﷺ كهدية للبيت الحرام، مما يدل على تعظيم حرمة الكعبة وتطهير الأموال التي كانت للكفار باستخدامها في طاعة الله.

3. الدروس المستفادة:


1- جواز الانتفاع بغنائم الكفار وحليّهم بعد تطهيرها: فالنبي ﷺ استخدم جملًا كان لأبي جهل - وهو من أشد الكفار - وأهداه للكعبة، مما يدل على أن أموال الكفار وحيواناتهم إذا غنمها المسلمون حلالٌ الانتفاع بها بعد تطهيرها بنية صالحة.
2- تعظيم شعائر الله: إهداء الهدايا للكعبة من تعظيم حرمات الله وشعائره.
3- التبرك بتقديم الهدايا للمساجد والأماكن المقدسة: وهذا من القربات التي كان يفعلها النبي ﷺ وأصحابه.
4- أن الحلي من الذهب والفضة يجوز تعليقها على الحيوانات إذا كانت للزينة المباحة: كما في هذا الجمل الذي كان عليه "برة فضة".

4. معلومات إضافية:


- رواه الإمام البخاري في صحيحه (باب هدايا المشركين)، وأحمد في مسنده، وغيرهم.
- هذا الحديث يدل أيضًا على أن النبي ﷺ كان يطهر الأماكن والأشياء التي كانت للكفار بتحويلها إلى طاعة الله، كتخصيص هذا الجمل لخدمة الكعبة.
- قصة صلح الحديبية من الأحداث العظيمة في السيرة النبوية، وكانت مقدمة لفتح مكة، وقد تضمنت دروسًا في الصبر والحكمة والوفاء بالعهود.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٤٩) عن النّفيلي، حَدّثنَا محمد بن سلمة، حدثنا محمد بن إسحاق.
ح وحدّثنا محمد بن المنهال، حدّثنا يزيد بن زريع، عن محمد بن إسحاق -المعنى-، قال: قال عبد الله -يعني ابن أبي نجيح-، حدّثني مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
قال ابن منهال: برّة من ذهب. زاد النفيلي: يغيظ بذلك المشركين.
ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، ولكن صرّح بالتحديث فيما رواه الإمام أحمد (٢٣٦٢) عن يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ قد كان أهدي جمل أبي جهل الذي كان استلب يوم بدر، في رأسه برة فضة، عام الحديبية في هديه.
وقال في موضع آخر: «ليغيظ بذلك المشركين».
ورواه ابن خزيمة (٢٨٩٧، ٢٨٩٨) مع التصريح في الرواية الثانية. وكذلك الحاكم (١/ ٤٦٧) وقال: «صحيح على شرط مسلم».
علاوة على ذلك فإن له طرقًا أخرى غير ابن إسحاق منها ما رواه الإمام أحمد (٢٤٦٦) عن حسين، حدّثنا جرير بن حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ أهدي في بُدنه بعيرًا كان لأبي جهل، في أنفه برة من فضة.
ومن هذا الوجه رواه البيهقيّ (٥/ ٢٣٠) وقال: «هذا إسناد صحيح». إلا أنهم يرون أنّ جرير بن حازم أخذه من محمد بن إسحاق، ثم دلّسه، فإن بيَّن فيه سماع جرير من ابن أبي نجيح صار الحديث صحيحًا, انتهى.
قال الأعظمي: جرير بن حازم ثقة ثبت، ولم يُرم بالتدليس فلا يضرّ عنعنته وله أحاديث معنعنة في الصحيحين، فلا حاجة إلى هذا التعليق الذي ذكره البيهقي رحمه الله تعالى. فإذا صحّ الحديث فلا يعلّ بما لم يصح.
مثل رواية سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.
رواه ابن ماجه (٣١٠٠) من أوجه عن وكيع، قال: حدّثنا سفيان.
وابن أبي ليلي سيء الحفظ، والحكم لم يسمع من المقسم.
ومثل رواية مالك في الموطأ (١/ ٣٧٧) عن نافع، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أنَّ رسول الله ﷺ أهدي جملًا، كان لأبي جهل بن هشام في حجّ أو عمرة، وهذا مرسل.
هكذا رواه يحيى في الموطأ وفيه خطأ بين، فكل من رواه عن مالك لم يذكر فيه نافعًا، كما قال
ابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٤١٣): «وهذا من الغلط البين، ولا أدري ما وجهه، ولم يختلف الرواة للموطأ عن مالك -فيما علمت قديمًا وحديثًا- أنّ هذا الحديث في الموطأ لمالك، عن عبد الله بن أبي بكر، وليس لنافع فيه ذكر، ولا وجه لذكر نافع فيه. ولم يرو نافع عن عبد الله بن أبي بكر قط شيئًا، بل عبد الله بن أبي بكر ممن يصلح أن يروي عن نافع، وقد روي عن نافع من هو أجلّ منه. وهذا الحديث في الموطأ عند جماعة رواته لمالك عن عبد الله بن أبي بكر».
وكذلك لا يصح ما رواه الخطيب في تاريخه (٤/ ٨٢ - ٨٣) في ترجمة أبي عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، أخبرنا سويد بن سعيد، حدثنا مالك، عن الزهري، عن أنس، عن أبي بكر، أنّ النبيّ ﷺ أهدي جملًا لأبي جهل.
وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: أبو عبد الله الصوفي وهم فيه وهمًا قبيحًا، والصواب عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر مرسلًا عن النبيّ ﷺ، والوهم فيه من الصوفي. انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 613 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أهدى رسول الله ﷺ جملًا كان لأبي جهل في رأسه برة فضة.

  • 📜 حديث: أهدى رسول الله ﷺ جملًا كان لأبي جهل في رأسه برة فضة.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أهدى رسول الله ﷺ جملًا كان لأبي جهل في رأسه برة فضة.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أهدى رسول الله ﷺ جملًا كان لأبي جهل في رأسه برة فضة.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أهدى رسول الله ﷺ جملًا كان لأبي جهل في رأسه برة فضة.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب