حديث: الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في لبن الفحل

عن عائشة أم المؤمنين، أن رسول الله ﷺ كان عندها، وأنها سمعتْ صوت رجل يستأذنُ في بيت حفصة. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، هذا رجلٌ يستأذن في بيتك. فقال رسول الله ﷺ: «أراه فلانا». لعمٍّ لحفصةَ من الرضاعة. فقالت عائشة: يا رسول الله، لو كان فلان حيا - لعمِّها من الرضاعة - دخل عليّ؟ فقال رسول الله ﷺ: «نعم، إن الرضاعة تُحرِّم ما تُحرِّم الولادة».

متفق عليه: رواه مالك في الرضاع (١) عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن عائشة أم المؤمنين أخبرتها، فذكرته.

عن عائشة أم المؤمنين، أن رسول الله ﷺ كان عندها، وأنها سمعتْ صوت رجل يستأذنُ في بيت حفصة. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، هذا رجلٌ يستأذن في بيتك. فقال رسول الله ﷺ: «أراه فلانا». لعمٍّ لحفصةَ من الرضاعة. فقالت عائشة: يا رسول الله، لو كان فلان حيا - لعمِّها من الرضاعة - دخل عليّ؟ فقال رسول الله ﷺ: «نعم، إن الرضاعة تُحرِّم ما تُحرِّم الولادة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ كان عندها، وأنها سمعتْ صوت رجل يستأذنُ في بيت حفصة. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، هذا رجلٌ يستأذن في بيتك. فقال رسول الله ﷺ: «أراه فلانا». لعمٍّ لحفصةَ من الرضاعة. فقالت عائشة: يا رسول الله، لو كان فلان حيا - لعمِّها من الرضاعة - دخل عليّ؟ فقال رسول الله ﷺ: «نعم، إن الرضاعة تُحرِّم ما تُحرِّم الولادة».

1. شرح المفردات:


● يستأذن: يطلب الإذن للدخول.
● لعمٍّ لحفصة: أي هو عم لحفصة.
● من الرضاعة: أي بسبب الرضاع، فصارت بينهما قرابة رضاع.
● تُحرِّم ما تُحرِّم الولادة: أي تثبت نفس المحرميات التي تثبت بالنسب.

2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ في بيت عائشة رضي الله عنها، فسمعت صوت رجل يطلب الإذن للدخول في بيت حفصة (وهو بيت من بيوت النبي ﷺ). فأخبرت النبي ﷺ بذلك، فظن النبي أن هذا الرجل هو فلان (وهو عم حفصة من الرضاعة). فاستفهمت عائشة رضي الله عنها لتتأكد من الحكم: لو كان هذا العم الرضاعي حياً، هل كان يدخل عليها؟ فأجابها النبي ﷺ بأنه نعم، يدخل عليها لأنه محرم منها بسبب الرضاع.
وقوله ﷺ: «إن الرضاعة تُحرِّم ما تُحرِّم الولادة» هو أصل عظيم في باب الرضاع، حيث أن الرضاع المحرم يثبت به جميع أحكام النسب من حيث حرمة المصاهرة وجواز الخلوة والنظر وغيرها.

3. الدروس المستفادة:


● حرمة الرضاع: الرضاع يثبت به التحريم مثل النسب، فيحرم به ما يحرم بالنسب من الزواج والنظر والخلوة وغيرها.
● جواز خلوة المرأة بمحرمها من الرضاع: كما يجوز لها الخلوة بمحرمها من النسب.
● اهتمام الصحابة بالتعلم: حرص عائشة رضي الله عنها على سؤال النبي ﷺ للاستفادة وتعلم الأحكام.
● التأدب في الاستئذان: الحديث يظهر أدب الاستئذان في البيوت.
● العلم بالحكم الشرعي: أهمية معرفة أحكام الرضاع لئلا يقع الإنسان في محظور.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في مسألة تحريم الرضاع، وهو متفق عليه في البخاري ومسلم.
- يشترط لتحريم الرضاع أن يكون خمس رضعات مشبعات في الحولين، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة.
- من كانت له امرأة فأرضعت طفلة صارت هذه الطفلة محرماً لزوجها، لأنها أصبحت بنته من الرضاع.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الرضاع (١) عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن عائشة أم المؤمنين أخبرتها، فذكرته.
ورواه البخاري في الشهادات (٢٦٤٦)، ومسلم في الرضاع (١: ١٤٤٤) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.
قال الترمذي (١١٤٨) عقب حديث عائشة الأول: «والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم. كرهوا لبن الفحل، والأصل في هذا حديث عائشة. وقد رخص بعض أهل العلم في لبن الفحل. والقول الأول أصح.
وقد سئل ابن عباس عن رجل له جاريتان. أرضعت إحداهما جارية، والأخرى غلامًا. أن يحل للغلام أن يتزوج بالجارية فقال: لا، اللقاح واحد.
ذكره مالك، ومن طريقه الترمذي (١١٤٩) وإسناده صحيح.
قال الترمذي: «وهذا تفسير لبن الفحل، وهذا الأصل في هذا الباب. وهو قول أحمد وإسحاق».
وكذلك ممن كان يحرِّمُ بلبن الفحل: مالك، وسفيان الثوري، والأوزاعي، والأحناف، وغيرهم، وممّن رخّص في ذلك سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار، وعطاء بن يسار، والنخعي، والقاسم بن محمد، وأبو قلابة.
وقال القاسم بن محمد: كان يدخل على عائشة من أرضعه بنات أبي بكر، ولا يدخل عليها من أرضع نساء بني أبي بكر.
ورُويَ عن ابن عمر أنه قال: «لا بأس بلبن الفحل» ذكره ابن المنذر في «الأوسط» (٨/ ٥٦٣ - ٥٦٥) وقال: «وبالقول الأول أقول، وذلك لثبوت الأخبار عن النبي ﷺ الدالة على ذلك».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة

  • 📜 حديث: الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب