حديث: المصّة والمصّتان لا تحرمان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن الرضعات المحرِّمة هي الخمسُ للصغير دون الحولين

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا تُحرّمُ المصَّةُ والمصَّتان».

صحيح: رواه مسلم في الرضاع (١٤٥٠) من طريق أيوب، عن ابن أبي مُليكة، عن عبد الله بن الزُّبير، عن عائشة قالت: فذكرته.

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا تُحرّمُ المصَّةُ والمصَّتان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ».
١. شرح المفردات:
* لَا تُحَرِّمُ: لا تثبت بها حرمة الرضاع، فلا يصير بها الطفل محرماً للمرأة التي أرضعته ولا لأقاربها.
* الْمَصَّةُ: المصة هي الرضعة الواحدة التي يمصها الطفل من ثدي المرأة ثم ينفصل عنه.
* وَالْمَصَّتَانِ: رضعتان منفصلتان.
٢. شرح الحديث:
هذا الحديث الشريف يبين أحد الشروط المهمة لثبوت حرمة الرضاع، والتي بمقتضاها يصير الطفل ولداً للمرأة التي أرضعته (رضاعاً) ويحرم على أقاربها كما يحرم أبناؤها منها.
المقصود بالحديث: أن الرضعة الواحدة أو الرضعتين القليلتين اللتين لا تشبعان الطفل ولا تغذيانه لا تثبت بهما الحرمة، أي لا يترتب عليهما أحكام الرضاع المحرم من تحريم الزواج وغيرها.
وهذا لا يعني أن الرضعات القليلة مباحة أو لا أثر لها مطلقاً، بل إنها توجب الاحتياط والورع، ولكنها لا تصل إلى الحد الذي تثبت معه الحرمة الشرعية الكاملة التي أجمع عليها العلماء.
٣. الدروس المستفادة منه:
* الدقة في تشريع الأحكام: بيان أن الإسلام لا يثبت الأحكام المصيرية (كتحريم الزواج) إلا بما يكون له أثر حقيقي في إنشاء اللبن وتغذية الطفل، وهو ما يتم بعدد معين من الرضعات.
* التيسير ورفع الحرج: الحديث يرفع الحرج عمن قد يقع منه مصة أو مصتان دون قصد أو علم، فلا يترتب على ذلك تحريم واسع يؤثر على الحياة الأسرية والاجتماعية.
* بيان قدر الرضاع المحرم: الحديث أصل في الباب، وقد ذهب جمهور العلماء (من المالكية والشافعية والحنابلة) إلى أن الرضاع المحرم هو ما كان خمس رضعات مشبعات متفرقات في أوقات مختلفة، وذلك بناء على حديث عائشة الآخر: "كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات"، وهو حديث صحيح. فالمصة والمصتان دون هذا العدد.
* الحث على الورع والاحتياط: مع أن الحديث يبين أن القليل لا يثبت التحريم، إلا أن الأمر خطير ويتعلق بأنساب وأحكام، فيستحب الورع واجتناب مثل هذه الأمور ولو كانت قليلة.
٤. معلومات إضافية مفيدة:
* حكمة اشتراط العدد: الحكمة من اشتراط عدد معين من الرضعات (وهو خمس عند الجمهور) أن يكون للبن أثر في تكوين جسم الطفل ونشأته، فيثبت بذلك معنى الأمومة والبنوة من جهة الرضاع.
* الخلاف في العدد: اختلف العلماء في قدر الرضاع المحرم:
* قول الجمهور (المالكية والشافعية والحنابلة): يحرم بخمس رضعات مشبعات.
* قول أبي حنيفة: يحرم الرضاع المحرم بثلاث رضعات فأكثر.
* قول الظاهرية وبعض السلف: يحرم بأي قدر من الرضاع، ولو مصة واحدة، عمومًا بقوله تعالى: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ} [النساء: 23]. ولكنهم يؤولون هذا الحديث بأنه منسوخ أو أنه في الصغير الذي لا يعي الرضاع.
* الراجح: الذي عليه جمهور العلماء وأكثرهم هو قولهم بأنه لا يحرم إلا بخمس رضعات، للأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على ذلك.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الرضاع (١٤٥٠) من طريق أيوب، عن ابن أبي مُليكة، عن عبد الله بن الزُّبير، عن عائشة قالت: فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: المصّة والمصّتان لا تحرمان

  • 📜 حديث: المصّة والمصّتان لا تحرمان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المصّة والمصّتان لا تحرمان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المصّة والمصّتان لا تحرمان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المصّة والمصّتان لا تحرمان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب