حديث: أشد الناس عذابا يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتله نبيٌّ، أو قتل نبيا

عن عبد اللَّه بن مسعود أن رسول اللَّه ﷺ قال: «أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي، أو قتل نبيا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين».

حسن: رواه أحمد (٣٨٦٨)، والبزار كشف الأستار (١٦٠٣) كلاهما من طريق عبد الصمد، عن أبان بن يزيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه (هو ابن مسعود) فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود أن رسول اللَّه ﷺ قال: «أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي، أو قتل نبيا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني، وهو يحذر من ثلاثة أصناف من أشد الناس عذاباً يوم القيامة.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● أشد الناس عذاباً: أكثرهم وأعظمهم شدة في العذاب والنكال.
● رجل قتله نبي: أي قتله نبي من أنبياء الله، فكان عدواً لله ولرسله.
● أو قتل نبياً: أي هو الذي تجرأ وقتل نبياً من أنبياء الله.
● إمام ضلالة: قائد يدعو الناس إلى الضلال والكفر أو البدع والمنكرات، ويصدهم عن سبيل الله.
● ممثل من الممثلين: وهو الذي يمثل بالقتلى أو بالحيوانات بعد ذبحها بتقطيع أطرافها أو تشويهها من غير حاجة أو سبب شرعي.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك ثلاثة أصناف من البشر سيكون عذابهم أشد من غيرهم يوم القيامة، وهم:
● من قتله نبي: لأنه بلغ في العداوة والكفر والظلم مبلغاً جعل نبيّاً من أنبياء الله يقتله بنفسه، كقتل النبي صلى الله عليه وسلم لأبي جهل وأمثاله من صناديد الكفر.
● من قتل نبياً: لشدة جرأته على الله تعالى، وتعديه على حرمة النبوة، كاليهود الذين قتلوا بعض الأنبياء.
● إمام الضلالة: لكونه ليس ضالاً فقط، بل يضل غيره ويجرهم إلى عذاب النار بفعله وقوله.
● الممثل بالخلق: لقسوة قلبه وخلوه من الرحمة، وتعديه على خلق الله بالتشويه من غير حق.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة جريمة قتل الأنبياء ومحاربتهم: فهي من أعظم الذنوب وأشدها عقوبة، لأنها عدوان على حرمة الله ورسله.
● خطر القيادة في الباطل: فالإمامة في الضلال تسبب إضلال الكثيرين، والإثم ليس على الشخص نفسه فقط، بل يتحمل أوزار من أضلهم.
● تحريم التمثيل بالقتلى أو الحيوانات: النهي عن التنكيل بالجثث أو التشويه في القتل، إلا إذا كان فيه حدّ من حدود الله (كقطع يد السارق) أو كان لمصلحة شرعية (كالتشريح للتعلم).
● بيان عدل الله تعالى: حيث يضع الموازين القسط، فيشدد العقوبة على من عظمت جرائمهم وتعدوا على حرمات الله.
● الحذر من التساهل في الدماء: والتحذير من القسوة والغلظة التي تصل إلى حد التمثيل.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن القتال تحت راية إمام ضال (كقائد كافر أو مبتدع) من الكبائر، لأن المتقاتلين يقتل بعضهم بعضاً، فيدخلون فيمن قتله إمام ضلالة أو قاتل تحت رايته.
● التمثيل المحرم هو ما كان للانتقام أو العبث أو إظهار القوة والبطش، أما ما كان لسبب شرعي (كإقامة حد القصاص أو قطع يد السارق) أو لغرض علمي مباح فلا يدخل في هذا الوعيد.
- ينبغي للمسلم أن يتقي الله في نفسه، ويحذر أن يكون سبباً في إضلال غيره، بالدعوة إلى بدعة أو منكر.
نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة، وأن يجنبنا موارد الهلكة.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٨٦٨)، والبزار كشف الأستار (١٦٠٣) كلاهما من طريق عبد الصمد، عن أبان بن يزيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه (هو ابن مسعود) فذكره.
قال البزّار: لا نعلم أسنده عن أبي وائل غير أبان.
قال الأعظمي: لا يضر تفرد أبان بن يزيد فإنه ثقة من رجال الصحيحين.
وإسناده حسن من أجل عاصم هو ابن أبي النجود فإنه حسن الحديث.
وذكر الدارقطني في العلل (٥/ ٣٠٤ - ٣٠٥) هذا الحديث من طرق مدارها على أبي إسحاق السبيعي، وأعلَّها بالوقف، ولكن ليس في إسناد أحمد والبزار ذكر أبي إسحاق. واللَّه أعلم.
وقوله: «من الممثلين» أي مصور، يقال: مثّلت -بالتثقيل، والتخفيف- إذا صورت مثالا، والتمثال الاسم منه. قاله ابن الأثير في النهاية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 666 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أشد الناس عذابا يوم القيامة

  • 📜 حديث: أشد الناس عذابا يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أشد الناس عذابا يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أشد الناس عذابا يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أشد الناس عذابا يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب