حديث: لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في كراهية المفاضلة بين الأنبياء

عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيّ ﷺ قال: «ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متَّى».

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٠٣) عن مسعود، حدّثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدّثني الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، فذكر الحديث.

عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيّ ﷺ قال: «ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متَّى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فقد ورد هذا الحديث العظيم في الصحيحين وغيرهما، وسأقوم بشرحه وبيان فوائده على النحو التالي:

الحديث بلفظه الكامل:


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى». [رواه البخاري ومسلم]


1. شرح المفردات:


● ينبغي: يعني لا يصح، أو لا يليق، أو لا يجوز.
● خير: أفضل وأكمل منزلة.
● يونس بن متى: هو النبي يونس عليه السلام، المذكور في القرآن، وأضيف إلى أمه (متى) تعظيمًا له، كما هو شأن بعض الأنبياء كعيسى بن مريم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أن يدعي أحد من الناس أنه أفضل من النبي يونس عليه السلام، مع أن يونس قد وقع منه ما وقع (كما في قصة ذهابه دون إذن قومه، وابتلاع الحوت له)، ومع ذلك فلا يجوز لأحد أن يزعم أنه خير منه؛ لأن يونس نبي كريم، والأنبياء هم صفوة الخلق، ولا يصح المقارنة بينهم وبين غيرهم في الفضل.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تعظيم الأنبياء جميعًا: فالأنبياء كلهم في أعلى مراتب الفضل، ولا يجوز لمسلم أن يفضل نفسه – أو يظن ذلك – على نبي من أنبياء الله، مهما بلغت مرتبته في العلم أو العبادة.
2- التواضع واجتناب الكبر: النهي عن التفاخر والتطاول على الآخرين، خاصة على من هو أفضل منا.
3- عدم الاستهانة بذنبٍ وقع من نبي: فما حدث من يونس – وهو خروجه عن قومه قبل أن يأذن الله له – لا يقلل من منزلته؛ لأنه تاب وأناب، وقبلت توبته.
4- تقدير التائبين: فالنبي يونس عليه السلام هو مثال التائب النادم، وقد قبل الله توبته، فلا يجوز لأحد أن يعيبه بذنب قد تاب منه.
5- التنبيه على أن الفضل بيد الله: فليس لأحد أن يدعي فضلاً لم يمنحه الله إياه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- ورد في روايات أخرى زيادة: «ونسبه إلى أبيه»، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يونس بن متى» ولم يقل «يونس بن فلان» تعظيمًا له وتكريمًا.
- بعض العلماء استدل بهذا الحديث على تحريم تفضيل غير النبي على نبي، وأن الأنبياء كلهم أفضل من غيرهم.
- قصة يونس عليه السلام مذكورة في القرآن في سورتي الأنبياء والصافات، وقد مدحه الله بقوله: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87]، ثم نجاه الله وأخرجه من بطن الحوت.
- هذا الحديث يرد على من قد يزعم – جهلاً أو كبرًا – أنه أفضل من بعض الأنبياء بسبب ما وقع منهم من أخطاء، مع أن أخطاء الأنبياء مغفورة، وهم معصومون من الكبائر.


خلاصة:


الحديث يحذر من التطاول على الأنبياء، ويؤكد على وجوب احترامهم وتقديرهم جميعًا، ويدعو إلى التواضع وعدم التفاخر بالعمل أو النسب. وهو درس في أدب المؤمع مع أولياء الله والصالحين.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٠٣) عن مسعود، حدّثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدّثني الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 663 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى

  • 📜 حديث: لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب