حديث: ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم منه، إياكم والغلول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحريم الغلول

عن عبادة بن الصَّامت أن النَّبِيّ ﷺ كان يأخذ الوبرة من جنب البعير من المغنم فيقول: «ما لي فيه إِلَّا مثل ما لأحدكم منه، إياكم والغلول؛ فإن الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة، أدوا الخيط والمخيط وما فوق ذلك، وجاهدوا في سبيل الله تعالى القريب والبعيد في الحضر والسفر؛ فإن الجهاد باب من أبواب الجنّة، إنه لينجي الله تبارك وتعالى به من الهم والغم، وأقيموا حدود الله في القريب والبعيد، ولا يأخذكم في الله لومة لائم».

حسن: رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (٢٢٧٩٥) عن عبد الله بن سالم الكوفي المفلوج، حَدَّثَنَا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن عبادة بن الصَّامت فذكره.

عن عبادة بن الصَّامت أن النَّبِيّ ﷺ كان يأخذ الوبرة من جنب البعير من المغنم فيقول: «ما لي فيه إِلَّا مثل ما لأحدكم منه، إياكم والغلول؛ فإن الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة، أدوا الخيط والمخيط وما فوق ذلك، وجاهدوا في سبيل الله تعالى القريب والبعيد في الحضر والسفر؛ فإن الجهاد باب من أبواب الجنّة، إنه لينجي الله ﵎ به من الهم والغم، وأقيموا حدود الله في القريب والبعيد، ولا يأخذكم في الله لومة لائم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يحمل في طياته دروساً عظيمة في الأمانة والجهاد والإخلاص. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستنداً إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
الراوي: هو عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أحد كبار الصحابة، وهو من نقباء الأنصار.
المصدر: أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وقال عنه الشيخ الألباني: "إسناده حسن".

### ثانياً. شرح المفردات
● الوبرة: الشعرة الصغيرة من وبر الجمل (وهو الشعر الناعم).
● المغنم: ما يحصل عليه المسلمون من أموال الكفار في الحرب.
● الغلول: هو الخيانة في الغنيمة بأخذ شيء منها بغير حق قبل القسمة.
● الخيط والمخيط: أصغر الأشياء وأتفهها، كالخيط والإبرة.
● في الحضر والسفر: في جميع الأحوال، سواء كنتم مقيمين أو مسافرين.
● ينجي الله به من الهم والغم: يخلص الله به المجاهد من الهموم والأحزان.
● لا يأخذكم في الله لومة لائم: لا تمنعكم مخافة لوم الناس عن القيام بأمر الله.

### ثالثاً. شرح الحديث
1- قوله ﷺ: «كان يأخذ الوبرة من جنب البعير...»:
كان النبي ﷺ يرفع يده إلى جنب البعير ويأخذ شعرة صغيرة منه، ثم يعلن أمام الجيش أن هذه الوبرة الصغيرة تعد من الغنيمة، وأنه كقائد للجيش ليس له حق فيها أكثر من أي جندي عادي. هذا تواضع عظيم منه ﷺ وتأكيد على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات.
2- «إياكم والغلول...»:
يحذر النبي ﷺ من خطورة الغلول (الخيانة في الغنائم)، ويبين أن عاقبته وخيمة يوم القيامة، حيث يكون عاراً وخزياً على صاحبه. والغلول من الكبائر؛ لأنه خيانة للأمانة واعتداء على مال المسلمين.
3- «أدوا الخيط والمخيط...»:
يأمر النبي ﷺ برد كل شيء ولو كان تافهاً كخيط أو إبرة، فلا يجوز لأحد أن يأخذ شيئاً من الغنيمة قبل القسمة العامة. وهذا تأكيد على دقة الإسلام في حفظ الحقوق والأموال.
4- «وجاهدوا في سبيل الله...»:
يحث النبي ﷺ على الجهاد بشقيه:
● الجهاد القريب: وهو جهاد النفس والهوى والشيطان.
● الجهاد البعيد: وهو جهاد الأعداء في ساحات القتال.
ويبين أن الجهاد باب من أبواب الجنة، وأنه ينجي صاحبه من الهموم والأحزان في الدنيا والآخرة.
5- «أقيموا حدود الله...»:
يأمر بإقامة حدود الله وشرائعه على القريب والبعيد، أي على النفس أولاً ثم على الآخرين، فلا محاباة لأحد في تطبيق شرع الله.
6- «ولا يأخذكم في الله لومة لائم»:
يحث على الثبات على الحق وعدم الخوف من لوم اللائمين أو انتقاد المنتقدين، فمرضاة الله فوق كل اعتبار.

### رابعاً. الدروس المستفادة
1- العدل والمساواة:
النبي ﷺ يطبق مبدأ المساواة حتى في أصغر الأشياء، وهذا درس للقادة والحكام أن يكونوا قدوة في العدل.
2- تحريم الغلول وخطورته:
الغلول من الكبائر، وهو خيانة للأمانة، ويجب على المسلم أن يتقي الله في الأموال العامة.
3- الحث على الجهاد:
الجهاد ليس قتالاً فقط، بل يشمل جهاد النفس والهوى، وهو طريق للجنة وسبب للنجاة من الهموم.
4- إقامة حدود الله:
يجب تطبيق شرع الله على الجميع دون محاباة، والثبات على الحق وعدم الخوف من انتقاد الناس.
5- الإخلاص لله:
لا ينبغي للمسلم أن يلتفت إلى لوم الناس إذا كان يعمل لرضا الله تعالى.


خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحديث يدخل في باب الزهد والورع، حيث كان النبي ﷺ أزهد الناس في الدنيا.
● الغلول من الذنوب التي تظهر في الدنيا قبل الآخرة، كما قال ﷺ: «مَن غَلَّ جاء بما غَلَّ يوم القيامة» (متفق عليه).
- الجهاد أنواع: جهاد بالنفس، والمال، واللسان، والقلب، وأفضلها جهاد النفس.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (٢٢٧٩٥) عن عبد الله بن سالم الكوفي المفلوج، حَدَّثَنَا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن عبادة بن الصَّامت فذكره.
ومن هذا الطريق رواه ابن ماجة (٢٥٤٠) مقتصرا على جزء الحدود. وفي إسناده ربيعة بن ناجد فيه جهالة لكن الحديث له طرق أخرى يتقوى بها. وهي مذكورة في كتاب الحدود.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 327 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم منه، إياكم والغلول

  • 📜 حديث: ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم منه، إياكم والغلول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم منه، إياكم والغلول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم منه، إياكم والغلول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم منه، إياكم والغلول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب