حديث: إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما رُوي في عقوبة الغالّ

رُوي عن عمر مرفوعًا: «إذا وجدتم الرّجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه».

ضعيف: رواه أبو داود (٢٧١٣)، والترمذي (١٤٦١)، وأحمد (١٤٤)، والحاكم (٢/ ١٢٧ - ١٢٨) كلّهم من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراورديّ، عن صالح بن محمد بن زائدة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطّاب.

رُوي عن عمر مرفوعًا: «إذا وجدتم الرّجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي ذكر -أخي السائل- ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو حديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه أبو داود في السنن وغيره، ولكن إسناده ضعيف.
ومع ذلك، سأقوم بشرحه من الناحية الفقهية واللغوية كما هو وارد في كتب أهل العلم:
1. شرح المفردات:
● وجدتم الرجل قد غل: أي إذا علمتم أن الرجل قد خان في الغنيمة أو في شيء من الأموال العامة.
● فأحرقوا متاعه: المتاع هنا هو ما غله من مال، فيُحرق كعقوبة له.
● واضربوه: أي اضربوه ضربًا غير مبرح.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يتناول عقوبة الغال (أي من يختلس من الغنائم أو الأموال العامة قبل القسمة)، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن عقوبته تكون بحرق متاعه الذي غله وضربه، ولكن هذا الحديث ضعيف، والعقوبة الثابتة في السنة هي ما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ غُلُولَ، وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ» (متفق عليه). والعقوبة التعزيرية للغال تُترك لاجتهاد الحاكم حسب الظروف والحالة.
3. الدروس المستفادة:
- تحريم الغلول والخيانة في الأموال العامة.
- أهمية المحافظة على المال العام وعدم التعدي عليه.
- أن للسلطة الحاكمة الحق في معاقبة من يخون في الأمانة بما تراه مناسبًا من العقوبات الرادعة.
4. معلومات إضافية:
- الغلول هو أخذ شيء من الغنيمة قبل القسمة، وهو من الكبائر.
- العقوبة المذكورة في الحديث (الحرق والضرب) ليست ثابتة بصحيح السنة، وإنما الوارد الوعيد الشديد في الآخرة، وأما في الدنيا فالعقوبة تعزيرية حسب ما يراه الإمام.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧١٣)، والترمذي (١٤٦١)، وأحمد (١٤٤)، والحاكم (٢/ ١٢٧ - ١٢٨) كلّهم من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراورديّ، عن صالح بن محمد بن زائدة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطّاب. فذكره.
قال صالح: فدخلت على مسلمة ومعه سالم بن عبد الله، فوجد رجلًا قد غلّ، فحدث سالم بهذا الحديث فأمر به فأُحرق متاعه، فوجد في متاعه مصحف فقال سالم: بعْ هذا وتصدق بثمنه.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
قال الأعظمي: في إسناده صالح بن محمد بن زائدة مختلف فيه والجمهور على تضعيفه، ولكن قال الإمام أحمد: ما أرى به بأسًا. وقال العجلي: يكتب حديثه.
وروى أبو داود (٢٧١٤) - ومن طريقه البيهقيّ (٩/ ١٠٣) - عن أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي قال: أخبرنا أبو إسحاق عن صالح بن محمد قال: «غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر وعمر بن عبد العزيز فغل رجل متاعا، فأمر الوليد بمتاعه، فأحرق وطيف به، ولم يعطه سهمه».
قال أبو داود: وهذا أصح الحديثين، رواه غير واحد أن الوليد بن هشام أحرق رحل زياد شغر وكان قد غل وضربه. قال أبو داود: شَغر لقبه.
وفي معناه ما رُوي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله ﷺ وأبا بكر وعمر حرقوا متاع الغالّ وضربوه، ومنعوه سهمه.
رواه أبو داود (٢٧١٥) من طريق موسى بن أيوب - وابن الجارود (١٠٨٢)، والحاكم (٢/ ١٣٠ - ١٣١)، والبيهقي (٩/ ١٠٢) من طريق عليّ بن بحر القطان - كلاهما عن الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا زهير بن محمد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. فذكره.
وليس في رواية موسى بن أيوب: «ومنعوا سهمه» إنّما هي في رواية عليّ بن بحر القطان.
وقال الحاكم: حديث غريب صحيح.
قال الأعظمي: زهير بن محمد مجهول لم يرو عنه غير الوليد بن مسلم.
قال البيهقيّ: يقال: إن زهيرا هذا مجهول وليس بالمكي.
وذهب المزي في أطرافه إلى أنه زهير بن محمد التميمي وهو ثقة إِلَّا أن رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة كما قال البخاريّ. والوليد بن مسلم من أهل الشام.
والغالّ: هو الذي يكتم ما يأخذه من الغنيمة فلا يُطلع الإمام عليه ولا يضعه مع الغنيمة.
وأخذ بهذا الحديث الإمام أحمد وفقهاء الشام منهم مكحول والأوزاعي والوليد بن هشام ويزيد بن يزيد بن جابر، وأتي سعيد بن عبد الملك بغال، فجمع ماله وأحرقه وعمر بن عبد العزيز حاضر فلم يعبه.
وقال يزيد بن يزيد بن جابر: السنة في الذي يغل أن يحرق رحله. واستثنوا من ذلك المصحف وما فيه روح.
وقال مالك والشافعي وأصحاب الرأي: لا يحرق؛ لأن إحراق المتاع إضاعة له. وقد نهى رسول الله ﷺ عن إضاعة المال. انظر للمزيد: المغني (١٣/ ١٦٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 331 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه

  • 📜 حديث: إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب