كان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع

حديث: كان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع

عن عمر قال: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله ﷺ مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله ﷺ خاصة، وكان ينفق على أهله نفقة سنته، ثمّ يجعل ما بقي في السلاح والكُراع عدة في سبيل الله.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٩٠٤)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٥٧: ٤٨) كلاهما من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، عن عمرو (هو ابن دينار)، عن الزّهريّ، عن مالك ابن أوس، عن عمر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يروي قصة أموال بني النضير وكيفية تصرف النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وسأشرحه لكم مفصلاً:

أولاً. شرح المفردات:

● بني النضير: قبيلة يهودية كانت تسكن في المدينة المنورة.
● أفاء الله: أي ردها الله وأعطاها لرسوله صلى الله عليه وسلم.
● لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب: أي لم يجهدوا أنفسهم بالقتال باستخدام الخيول أو الإبل للوصول إلى هذه الأموال.
● السلاح: الأدوات الحربية مثل السيوف والرماح.
● الكُراع: الخيل التي تُستخدم في الجهاد، أو الدواب عموماً.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أموال بني النضير كانت من الغنائم التي أعطاها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بدون قتال، حيث إن المسلمين لم يتحركوا بجيوشهم لقتالهم، بل خرج بنو النضير من ديارهم بعد حصارهم، وتركوا أموالهم خلفهم.
فكانت هذه الأموال ملكاً خاصاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يتصرف فيها كما يشاء حسب ما يراه مناسباً لمصلحة المسلمين.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتصرف في هذه الأموال بحكمة بالغة، حيث:
1- ينفق على أهله نفقة سنته: أي يأخذ ما يكفيه وأهل بيته لمدة سنة من الطعام والشراب والملبس وغيرها من necessities.
2- ثم يجعل ما بقي في السلاح والكُراع عدة في سبيل الله: أي أن ما يتبقى بعد النفقة على أهله يخصصه لشراء الأسلحة والخيول وغيرها من أدوات الجهاد لتقوية جيش المسلمين.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التصرف في المال: حيث قدم النفقة الضرورية لأهله ثم وجه الفائض لخدمة الدين والجهاد.
2- أهمية الجهاد والتجهيز له: فقد كان صلى الله عليه وسلم يولي اهتماماً كبيراً لتجهيز الجيش وتقويته.
3- قدوة في إدارة المال العام: حيث لم يكن صلى الله عليه وسلم ينفق على نفسه وأهله إلا بالقدر المعقول، ويوجه الباقي للمصلحة العامة.
4- بيان مصدر من مصادر أموال الدولة الإسلامية: وهي الفيء الذي يأتي بدون قتال.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذه الحادثة وقعت بعد غزوة بني النضير في السنة الرابعة للهجرة.
- الفيء يختلف عن الغنيمة، فالفيء ما حصل عليه المسلمون بدون قتال، أما الغنيمة فهي ما أخذوه بعد القتال.
- هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان زاهداً في الدنيا، لم يكن يجمع الأموال لنفسه، بل كان ينفقها في سبيل الله.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يجعلنا من المتعلمين العاملين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٩٠٤)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٥٧: ٤٨) كلاهما من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، عن عمرو (هو ابن دينار)، عن الزّهريّ، عن مالك ابن أوس، عن عمر فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 339 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع

📜 حديث: كان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية