حديث: المغضوب عليهم والضالون في حديث النبي ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحريم الغلول

عن عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النَّبِيّ ﷺ وهو بوادي القرى وهو على فرسه، فسأله رجل من بلقين فقال: يا رسول الله من هؤلاء؟ قال: «هؤلاء المغضوب عليهم»، وأشار إلى اليهود. قال: ممن هؤلاء؟ قال: «هؤلاء الضالين» يعني النصارى.
قال: وجاءه رجل فقال: استشهد مولاك - أو قال: غلامك - فلان، فقال: «بل يجر إلى النار في عباءة غلها».

صحيح: رواه أحمد (٢٠٣٥١) عن عبد الرزّاق، حَدَّثَنَا معمر، عن بديل العقيلي قال: أخبرني عبد الله بن شقيق فذكره.

عن عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النَّبِيّ ﷺ وهو بوادي القرى وهو على فرسه، فسأله رجل من بلقين فقال: يا رسول الله من هؤلاء؟ قال: «هؤلاء المغضوب عليهم»، وأشار إلى اليهود. قال: ممن هؤلاء؟ قال: «هؤلاء الضالين» يعني النصارى.
قال: وجاءه رجل فقال: استشهد مولاك - أو قال: غلامك - فلان، فقال: «بل يجر إلى النار في عباءة غلها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي ﷺ وهو بوادي القرى وهو على فرسه، فسأله رجل من بلقين فقال: يا رسول الله من هؤلاء؟ قال: «هؤلاء المغضوب عليهم»، وأشار إلى اليهود. قال: ممن هؤلاء؟ قال: «هؤلاء الضالين» يعني النصارى. قال: وجاءه رجل فقال: استشهد مولاك - أو قال: غلامك - فلان، فقال: «بل يجر إلى النار في عباءة غلها».

1. شرح المفردات:


● وادي القرى: منطقة بين المدينة والشام.
● بلقين: قبيلة عربية.
● المغضوب عليهم: الذين استحقوا غضب الله بعلمهم بالحق وتركهم له.
● الضالين: الذين ضلوا عن الحق بجهلهم وعدم علمهم به.
● استشهد: قُتل في سبيل الله.
● يجر إلى النار: يُسحب بعنف إلى عذاب النار.
● عباءة: نوع من الثياب.
● غلها: سرقها من الغنيمة قبل تقسيمها.

2. شرح الحديث:


ينقسم الحديث إلى قسمين:
القسم الأول: يتعلق ببيان حال اليهود والنصارى.
- كان النبي ﷺ في وادي القرى على فرسه، فسأله رجل عن مجموعة من الناس، فأخبره أنهم اليهود، ووصفهم بأنهم "المغضوب عليهم" لأنهم عرفوا الحق فتركوه وكتموه وحرفوه، وعصوا أنبياءهم، فاستحقوا غضب الله.
- ثم سأله عن آخرين، فأخبره أنهم النصارى، ووصفهم بأنهم "الضالين" لأنهم عبدوا الله على جهل وضلال، وابتدعوا في الدين ما لم يأذن به الله.
وهذا الوصف (المغضوب عليهم والضالين) موجود في سورة الفاتحة، والتي نقرؤها في كل ركعة، ليذكرنا الله بحال هاتين الطائفتين ويحذرنا من سلوك طريقهم.
القسم الثاني: يتعلق بمصير الغال (الذي يسرق من الغنيمة).
- جاء رجل إلى النبي ﷺ يبشره بأن غلامه (أو مولاه) قد استشهد في سبيل الله، متوقعًا أن يكون من الشهداء المقبولين.
- فكذب النبي ﷺ ظنَّه ذلك وأخبره بأن هذا الغلام "يُجر إلى النار في عباءة غلها"، أي أنه سُحب إلى النار بسبب عباءة سرقها من غنيمة الحرب قبل أن تقسم.
والغلول هو أخذ شيء من الغنيمة قبل تقسيمها، وهو من كبائر الذنوب، لأنه خيانة لله ولرسوله وللمسلمين، وقد توعد الله الغالين بعذاب شديد.

3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان حال اليهود والنصارى: التحذير من صفاتهم الذميمة، فالمسلم يجب أن يتجنب علم اليهود دون عمل، وعبادة النصارى بغير علم.
2- خطورة الغلول: أن الغلول من الكبائر التي تهلك صاحبها حتى لو كان ظاهره الصلاح والجهاد، وقد يحرم صاحبه من شهادة الشهداء.
3- عدم الاغترار بالأعمال: لا ينبغي للمسلم أن يغتر بعمله الصالح، فرب عمل صغير يهلك، ورب معصية تحرمه من الخير العظيم.
4- الأعمال بخواتيمها: مصير الإنسان مربوط بعمله الأخير، فرب شهيد يختم له بخير، ورب آخر يختم له بشر بسبب معصية.
5- العدل والصدق: بيان شدة عدل الإسلام حيث أن المجاهد الذي يسرق من الغنيمة يعاقب ولا تنفعه شهادته.

4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- الغلول يشمل سرقة أي شيء من الغنائم أو أموال الدولة أو الأمانات العامة.
- فيه تحذير للمجاهدين من الغلول، وأن الجهاد لا يكفر الذنوب إذا أصر المرء على معصية.
نسأل الله أن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، وأن يوفقنا للعمل الصالح الخالص لوجهه الكريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٣٥١) عن عبد الرزّاق، حَدَّثَنَا معمر، عن بديل العقيلي قال: أخبرني عبد الله بن شقيق فذكره. وإسناده صحيح وجهالة الصحابي لا تضر.
وقد صحّحه المنذري في الترغيب والترهيب (٢١١٧). وقال الهيثميّ في مجمع الزوائد (٥/ ٣٣٨): «رواه أحمد ورجاله رجال الصَّحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 328 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المغضوب عليهم والضالون في حديث النبي ﷺ

  • 📜 حديث: المغضوب عليهم والضالون في حديث النبي ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المغضوب عليهم والضالون في حديث النبي ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المغضوب عليهم والضالون في حديث النبي ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المغضوب عليهم والضالون في حديث النبي ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب