حديث: إياكم والغلول ينكح المرأة قبل أن يقسم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحريم الغلول

عن ثابت بن رفيع - وكان يؤمر على السرايا - سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إياكم والغلول، الرّجل ينكح المرأة قبل أن يقسم، ثمّ يردها إلى القسم، أو يلبس الثوب حتَّى يخلق ثم يردها إلى القسم».

صحيح: رواه ابن أبي شيبة في مسنده (٦٥٤)، - ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢١٩٨)، والطَّبرانيّ في الكبير (٥/ ١٦) - كلاهما من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن زياد المصفر، عن الحسن، حَدَّثَنِي ثابت بن رفيع فذكره.

عن ثابت بن رفيع - وكان يؤمر على السرايا - سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إياكم والغلول، الرّجل ينكح المرأة قبل أن يقسم، ثمّ يردها إلى القسم، أو يلبس الثوب حتَّى يخلق ثم يردها إلى القسم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستعيناً بالله تعالى، معتمداً على كلام أهل العلم المعتبرين.

نص الحديث:


عن ثابت بن رفيع - وكان يؤمر على السرايا - سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إياكم والغلول، الرّجل ينكح المرأة قبل أن يقسم، ثمّ يردها إلى القسم، أو يلبس الثوب حتَّى يخلق ثم يردها إلى القسم».

1. شرح المفردات:


● إياكم والغلول: إياكم: احذروا. والغلول: هو أخذ شيء من الغنيمة قبل القسمة خفية وخيانة.
● ينكح المرأة: أي يعاشرها ويطأها.
● قبل أن يقسم: قبل أن تقسم الغنائم ويُعطى كل ذي حق حقه.
● يخلق: يبلى ويتهرأ من كثرة الاستعمال.
● يردها إلى القسم: يعيدها إلى الغنيمة ليتم قسمتها مع بقية المال.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يحذر النبي ﷺ فيه من الغلول، وهو أخذ شيء من الغنيمة قبل قسمتها. ويضرب مثلاً على ذلك بأن يأخذ الرجل جارية من السبي فيطأها قبل أن تقسم الغنائم، ثم يردها إلى القسمة بعد أن استمتاع بها. أو يأخذ ثوباً فيلبسه حتى يبلى ويتهرأ من كثرة الاستعمال، ثم يرده إلى القسمة.
والحكمة من هذا التحذير أن هذا الفعل خيانة لأمانة الغنيمة، وظلم للشركاء، لأنه أخذ حقاً مشاعاً بين الجميع واستفاده منفرداً، ثم أعاده بعد أن انتفت فائدته أو قلّت.

3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الغلول والخيانة في الأمانات: فالغلول من الكبائر، وقد توعد الله عليه بالنار كما في قوله تعالى: {وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:161].
2- التحذير من التلاعب بالحقوق المشتركة: فلا يجوز لأحد أن يستفيد من مال مشترك قبل أن يحصل على الإذن أو قبل أن تقسم الحصص.
3- بيان سوء خلق الغال: فهو يريد أن ينال حظاً من الغنيمة خفية، ويستفيد منفرداً بما هو حق للجميع.
4- أن الغلول يشمل كل أخذ خفية من المال العام أو الغنيمة: سواء كان قليلاً أو كثيراً.
5- وجوب رد المغلوب إلى القسمة: إذا أخذ أحد شيئاً من الغنيمة غلولاً، فإنه يجب عليه رده ليقتسم مع المسلمين.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الغلول محرم في الغنائم وفي كل مال عام، كمال بيت المال وغيره.
- من غل شيئاً ثم تاب، فإن عليه أن يرده إلى أصحابه إن كان معيناً، أو يتصدق به إن كان غير معين.
- الحديث يدل على تحريم الانتفاع بالمال المغلوب ولو كان الانتفاع مؤقتاً، كمن يلبس ثوباً أو يركب دابة ثم يردها.
- هذا من رحمة الإسلام وعدله، حيث حمى الحقوق ومنع الظلم والتعدي على أموال الناس.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي شيبة في مسنده (٦٥٤)، - ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢١٩٨)، والطَّبرانيّ في الكبير (٥/ ١٦) - كلاهما من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن زياد المصفر، عن الحسن، حَدَّثَنِي ثابت بن رفيع فذكره. وإسناده صحيح، وزياد المصفر هو زياد بن أبي عثمان الحنفيّ، ثقة، مترجم في الجرح والتعديل (٣/ ٥٣٩).
وثابت بن رفيع ويقال: ابن رويفع قال ابن أبي حاتم: ثابت بن رفيع له صحبة سمعت أبي يقول: هو شامي وهو عندي رويفع بن ثابت.
قال الأعظمي: وحديث رويفع بن ثابت مخرج في البيوع.
وفي الباب عن أم حبيبة بنت العرباض عن أبيها أن رسول الله ﷺ كان يأخذ الوبرة من فيء الله عز وجل، فيقول: «ما لي من هذا إِلَّا مثل ما لأحدكم إِلَّا الخمس، وهو مردود فيكم، فأدوا الخيط والمخيط فما فوقهما، وإياكم والغلول؛ فإنه عار وشنار على صاحبه يوم القيامة».
رواه أحمد (١٧١٥٤)، والبزّار (كشف الأستار ١٧٣٤)، والطَّبرانيّ في الكبير (١٨/ ٢٥٩ - ٢٦٠) كلّهم من طريق أبي عاصم، حَدَّثَنَا وهب بن خالد الحمصيّ، حدثتني أم حبيبة بنت العرباض، عن أبيها فذكره.
وفي إسناده أم حبيبة بنت العرباض لا يعرف لها راوٍ غير وهب بن خالد، ولم يُنقَل توثيقها عن أحد، وذكره الذّهبيّ في فصل النسوة المجهولات من الميزان (٤/ ٦١١). وقال الحافظ في التقريب: «مقبولة» أي عند المتابعة ولم أجد لها متابعا.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٥/ ٣٣٧): «فيه أم حبيبة بنت العرباض ولم أجد من وثقها ولا جرحها وبقية رجاله ثقات».
وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني: أن رجلًا من أصحاب النَّبِيّ ﷺ توفي يوم خيبر فذكروا ذلك لرسول الله ﷺ فقال: «صلوا على صاحبكم» فتغيرت وجوه الناس لذلك فقال: «إن صاحبكم
غل في سبيل الله» ففتشنا متاعه فوجدنا خرزا من خرز يهود لا يساوي درهمين.
رواه أبو داود (٢٧١٠)، والنسائي (١٩٥٩)، وابن ماجة (٢٨٤٨)، وأحمد (١٧٣٠١، ٢١٦٧٥)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٨٥٣)، والحاكم (٢/ ١٢٧، ٣٦٤) كلّهم من طرق عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبَّان، عن أبي عمرة مولى زيد بن خالد الجهني أنه سمع زيد بن خالد الجهني يحدث فذكره.
وقد وقع اختلاف في إسناده فمنهم من لم يذكر الواسطة بين محمد بن يحيى وبين زيد بن خال الجهنيّ، ومنهم من ذكر الواسطة فمنهم من قال: «عن أبي عمرة» ومنهم من قال: «عن ابن أبي عمرة» وقد قال أبو حاتم: «رواه جماعة عن يحيى عن محمد بن يحيى، عن أبي عمرة، عن زيد بن خالد، عن النَّبِيّ ﷺ وهو الصَّحيح. يعني المرسل». علل الحديث (سؤال ٤٦٠).
وأبو عمرة هذا لا يعرف له راو غير محمد بن يحيى بن حبَّان، وذكره ابن حبَّان في ثقاته ولذا قال ابن حجر في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة ولم أجد له متابعا. وذكره الذّهبيّ في الكاشف ولم يذكر فيه شيئًا.
وأمّا الحاكم فقال: رجل من جهينة معروف بالصدق.
وقال أيضًا: صحيح على شرط الشّيخين.
تنبيه: تحرف في بعض المصادر «خيبر» إلى «حنين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 329 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إياكم والغلول ينكح المرأة قبل أن يقسم

  • 📜 حديث: إياكم والغلول ينكح المرأة قبل أن يقسم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إياكم والغلول ينكح المرأة قبل أن يقسم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إياكم والغلول ينكح المرأة قبل أن يقسم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إياكم والغلول ينكح المرأة قبل أن يقسم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب