رفع إدريس مكانا عليا

حديث: رفع إدريس مكانا عليا

قال ابن عباس: سألت كعبا عن رفع إدريس مكانا عليا؟ فقال: أما رفع إدريس مكانا عليا، فكان عبدًا تقيا، يرفع له من العمل الصالح ما يرفع لأهل الأرض في أهل زمانه، قال: فعجب الملك الذي كان يصعد عليه عمله، فاستأذن ربه إليه، قال: رب ائذن لي إلى عبدك هذا فأزوره، فأذن له، فنزل، قال: يا إدريس، أبشر فإنه يرفع لك من العمل الصالح ما لا يرفع لأهل الأرض، قال: وما علمك؟ قال: إني ملك، قال: وإن كنت ملكا؟ ! قال: فإني على الباب الذي يصعد عليه عملك. قال: أفلا تشفع لي إلى ملك الموت فيؤخر من أجلي لأزداد شكرًا وعبادة؟ قال له الملك: لا يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها. قال: قد علمت ولكنه أطيب لنفسي، فحمله الملك على جناحه فصعد به إلى السماء فقال: يا ملك الموت، هذا عبد تقي نبي، يرفع له من العمل الصالح ما لا يرفع لأهل الأرض، وإنه أعجبني ذلك فاستأذنت إليه ربي، فلما بشرته بذلك سألني لأشفع له إليك ليؤخر من أجله فيزداد شكرًا وعبادة لله، قال: ومن هذا؟ قال: إدريس، فنظر في كتاب معه حتى مر باسمه، فقال: والله ما بقي من أجل إدريس شيء، فمحاه فمات مكانه.

ضعيف: رواه ابن أبي شيبة (٣٢٥٤٤) عن حسين بن علي، عن زائدة، عن ميسرة الأشجعي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديثٌ رواه الحاكم في المستدرك وصححه، ووافقه الذهبي، وهو من الأحاديث التي تُروى عن كعب الأحبار - رحمه الله - في قصص الأنبياء. وسأشرحه لكم وفقًا للمنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:

● إدريس: نبي من أنبياء الله، ذكره الله في القرآن الكريم، وهو من الصالحين الأوائل.
● مكانًا عليًا: مكانًا عاليًا رفيعًا، أي رفعه الله إلى السماء.
● التقي: المتقي لله، الذي يخشاه ويطيع أوامره.
● الملك: هنا المقصود ملك من الملائكة الموكلين بأعمال البشر.
● ملك الموت: هو الملك الموكل بقبض الأرواح.
● يشفع: يطلب الشفاعة أو الوساطة.
● محاه: أي حذف اسمه من كتاب الأجل.

2. شرح الحديث:

يبدأ الحديث بسؤال ابن عباس - رضي الله عنهما - لكعب الأحبار عن قصة رفع النبي إدريس - عليه السلام - إلى السماء. فيجيب كعب بأن إدريس كان عبدًا تقيًا، يرفع له من العمل الصالح ما يعادل أعمال أهل الأرض جميعًا في زمانه. فتعجب الملك الموكل بتصعيد أعماله إلى السماء، فاستأذن ربه ليزور إدريس ويبشره بأن الله يرفع له من العمل الصالح ما لا يرفع لأحد في زمانه.
فنزل الملك إلى إدريس وبشره، فتعجب إدريس من معرفة الملك به، فأخبره الملك بأنه هو الذي يصعد عمله إلى السماء. ثم طلب إدريس من الملك أن يشفع له عند ملك الموت ليؤخر أجله ليزداد عبادة وشكرًا لله. فرد الملك بأن الله لا يؤخر نفسًا إذا جاء أجلها. فأصر إدريس على طلبه طمعًا في زيادة الطاعة.
فحمله الملك على جناحه وصعد به إلى السماء، وطلب من ملك الموت أن يؤخر أجل إدريس. ففتح ملك الموت كتاب الأجل، فوجد أن أجل إدريس قد انتهى، فمات إدريس في مكانه.

3. الدروس المستفادة منه:

● فضل العمل الصالح: فإن العمل الصالح يرفع صاحبه عند الله، ويثني عليه الملائكة.
● الحرص على زيادة الطاعة: حتى النبي إدريس - عليه السلام - طلب تأخير أجله ليزداد عبادة، فكيف بنا يجب أن نحرص على الوقت والعمل الصالح.
● أن الأجل محتوم: لا يتقدم ولا يتأخر، كما قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} (الأعراف: 34).
● تواضع الأنبياء: فإدريس - عليه السلام - مع مكانته طلب المزيد من العبادة ولم يقتنع بما قدم.
● أن الملائكة تكرم أولياء الله: كما أكرم هذا الملك إدريس وحمله وصعد به.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الإسرائيليات التي يُروى مثلها عن كعب الأحبار، ولا يجوز تصديقها ولا تكذيبها إلا إذا خالفت القرآن أو السنة الصحيحة.
- إدريس - عليه السلام - مذكور في القرآن في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} (مريم: 56-57).
- ينبغي للمسلم أن يعلم أن القصص الواردة في الإسرائيليات لا تُعتبر جزءًا من العقيدة، وإنما يُستفاد منها العبر والدروس.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا إيمانًا وتقوى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي شيبة (٣٢٥٤٤) عن حسين بن علي، عن زائدة، عن ميسرة الأشجعي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال .. فذكره.
ورجاله ثقات إلا أنه موقوف على كعب، وهو كان ممن ينظر في كتب أهل الكتاب إلا أن التوراة الموجودة ليس فيها ذكر إدريس عليه السلام، فلعله أخذه كعب من القصص المشهورة على ألسنة الوعاظ والخطباء، نعم يوجد في التوراة المزعومة ذكر رجل اسمه «أخنوخ» وأنه سار مع الله ولم يوجد، لأن الله أخذه. [التكوين (٥: ٢٤)]
وذكر ابن قتيبة أن إدريس رفع وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة كما ذكره ابن حجر في الفتح (٦/ ٣٧٥) ولعله هو أيضا يقصد به «أخنوخ» في التكوين (٥/ ٢٣) فكانت كل أيام أخنوخ ثلاثمائة وخمسا وستين سنة.
والخلاصة أن قول كعب هذا من الإسرائليات سواء من التوراة المزعومة أو من القصص المشتهرة على ألسنة علماء اليهود.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رفع إدريس مكانا عليا

📜 حديث: رفع إدريس مكانا عليا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رفع إدريس مكانا عليا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رفع إدريس مكانا عليا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رفع إدريس مكانا عليا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية