حديث: شفاعة النبي محمد لأمته يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب شفاعة النّبيّ ﷺ لأهل الموقف

عن أنس، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يطولُ يومُ القيامَةِ على النّاس، فيقولُ بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر، فيشفع لنا إلى ربِّنا عز وجل، فَلْيَقْضِ بينا، فيأتون آدمَ، فيقولون: يا آدم أنت الذي خلقك اللَّه بيده، وأسكنك جنّتَه، فاشفع لنا إلى ربِّك، فَلْيَقْضِ بيننا، فيقول: إنّي لستُ هُنَاكُم، ولكن ائْتُوا نُوحًا رأس النَّبيين، فيأتونه فيقولون: با نوح اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، فَلْيَقْضِ بيننا، فيقول: إنّي لستُ هُنَاكُم، ولكن ائْتُوا إبراهيمَ خليلَ اللَّه عز وجل، فيأتونه فيقولون: يا إبراهيمُ اشْفَعْ لنا إلى ربِّك فليقض بيننا. فيقول: إنّي لستُ هُناكُم ولكن ائْتُوا موسى الذي اصطفاه اللَّه عز وجل برسالاتِه وبكلامه. قال: فيأتونه فيقولون: يا موسى اشفع لنا إلى ربِّك عز وجل، فَلْيَقْضِ بيننا فيقول: إنّي لَسْتُ هُناكُم ولكن ائْتُوا عيسى روحُ اللَّه وكَلِمَتُه، فَيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، فَلْيَقْضِ بينا، فيقول إنّي لست هُنَاكُم، ولكن ائْتُوا محمَّدًا ﷺ فإنّه خاتَمُ النَّبيّين فإنّه قد حضر اليوم وقد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فيقول عيسى: أَرأَيْتُم لو كانَ مَتاعٌ في وِعاءٍ قد خُتِم عليه هل كان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم؟ فيقولون: لا. قال: فإنّ محمّدًا ﷺ خاتم النّبيين. قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: فيأتُوني، فيقولون: يا محمّد اشْفَعْ لنا إلى ربِّك فَلْيَقْضِ بيننا. قال: فأقول: نعم، فآتي بابَ الجنَّة فآخذُ بِحلقة البابِ
فاستفتِحُ، فيقال: مَنْ أنت؟ فأقول: محمّد، فيفتح لي فأخِّرُ ساجدًا، فأَحْمَدُ ربّي عز وجل بِمحامدَ لم يَحمده بها أحدٌ كان قبلي ولا يحمده بها أحد كان بعدي. فيقول: ارْفَعْ رأسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ منك، وسَلْ تُعْطَهُ، واشْفَعْ تُشَفَّع. فيقول: أيْ ربِّ أمّتي أمّتي. فيقال: أَخْرِجْ من كان في قلبه مثقالُ شعيرة من إيمان، قال: فأخرجهم ثم أخرُّ ساجدًا فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحدٌ كان قبلي ولا يحمده بها أحد كان بعدي. فيقال لي: ارْفَعْ رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول: أيْ ربِّ أمَّتي أمَّتي. فيقال: أَخْرِجْ مَنْ كان في قلبه مثقالُ بَرَّةٍ مِنْ إيمان. قال: فأخرجهم. قال: ثم أَخِرُّ ساجدًا فأقولُ مثل ذلك. فيقال: من كان في قلبه مثقال ذَرَّةٍ من إيمانٍ. قال: فأُخرجهم».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٣٥٩٠) عن عفّان: حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا ثابت، عن أنس، فذكره.

عن أنس، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يطولُ يومُ القيامَةِ على النّاس، فيقولُ بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر، فيشفع لنا إلى ربِّنا ﷿، فَلْيَقْضِ بينا، فيأتون آدمَ، فيقولون: يا آدم أنت الذي خلقك اللَّه بيده، وأسكنك جنّتَه، فاشفع لنا إلى ربِّك، فَلْيَقْضِ بيننا، فيقول: إنّي لستُ هُنَاكُم، ولكن ائْتُوا نُوحًا رأس النَّبيين، فيأتونه فيقولون: با نوح اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، فَلْيَقْضِ بيننا، فيقول: إنّي لستُ هُنَاكُم، ولكن ائْتُوا إبراهيمَ خليلَ اللَّه ﷿، فيأتونه فيقولون: يا إبراهيمُ اشْفَعْ لنا إلى ربِّك فليقض بيننا. فيقول: إنّي لستُ هُناكُم ولكن ائْتُوا موسى الذي اصطفاه اللَّه ﷿ برسالاتِه وبكلامه. قال: فيأتونه فيقولون: يا موسى اشفع لنا إلى ربِّك ﷿، فَلْيَقْضِ بيننا فيقول: إنّي لَسْتُ هُناكُم ولكن ائْتُوا عيسى روحُ اللَّه وكَلِمَتُه، فَيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، فَلْيَقْضِ بينا، فيقول إنّي لست هُنَاكُم، ولكن ائْتُوا محمَّدًا ﷺ فإنّه خاتَمُ النَّبيّين فإنّه قد حضر اليوم وقد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فيقول عيسى: أَرأَيْتُم لو كانَ مَتاعٌ في وِعاءٍ قد خُتِم عليه هل كان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم؟ فيقولون: لا. قال: فإنّ محمّدًا ﷺ خاتم النّبيين. قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: فيأتُوني، فيقولون: يا محمّد اشْفَعْ لنا إلى ربِّك فَلْيَقْضِ بيننا. قال: فأقول: نعم، فآتي بابَ الجنَّة فآخذُ بِحلقة البابِ
فاستفتِحُ، فيقال: مَنْ أنت؟ فأقول: محمّد، فيفتح لي فأخِّرُ ساجدًا، فأَحْمَدُ ربّي ﷿ بِمحامدَ لم يَحمده بها أحدٌ كان قبلي ولا يحمده بها أحد كان بعدي. فيقول: ارْفَعْ رأسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ منك، وسَلْ تُعْطَهُ، واشْفَعْ تُشَفَّع. فيقول: أيْ ربِّ أمّتي أمّتي. فيقال: أَخْرِجْ من كان في قلبه مثقالُ شعيرة من إيمان، قال: فأخرجهم ثم أخرُّ ساجدًا فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحدٌ كان قبلي ولا يحمده بها أحد كان بعدي. فيقال لي: ارْفَعْ رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول: أيْ ربِّ أمَّتي أمَّتي. فيقال: أَخْرِجْ مَنْ كان في قلبه مثقالُ بَرَّةٍ مِنْ إيمان. قال: فأخرجهم. قال: ثم أَخِرُّ ساجدًا فأقولُ مثل ذلك. فيقال: من كان في قلبه مثقال ذَرَّةٍ من إيمانٍ. قال: فأُخرجهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الشفاعة، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه بيانٌ لشأن النبي ﷺ يوم القيامة، وتفصيلٌ لمراحل الشفاعة العظمى. وإليك الشرح الوافي للحديث على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● يَطُولُ يوم القيامة: يُصبح اليوم طويلاً جداً على الناس بسبب شدة الهول والانتظار.
● فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا: ليحكم بيننا ويفصل في أمرنا.
● خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ: إشارة إلى تشريف آدم عليه السلام بأن الله خلقه مباشرة بيده دون واسطة.
● رَأْسَ النَّبِيِّينَ: أول الأنبياء وأشرفهم.
● خَلِيلَ اللَّهِ: المحبوب لله تعالى، وهو إبراهيم عليه السلام.
● اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرَسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ: اختاره الله لرسالته وتكليمه.
● رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ: عيسى عليه السلام، وسمي بذلك لأنه خُلق بكلمة الله "كن" ونفخ من روحه.
● خَاتَمَ النَّبِيِّينَ: آخرهم، الذي ختم النبوة بمجيئه.
● مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ خُتِمَ عَلَيْهِ: مثل ضربه عيسى عليه السلام لبيان أن النبي ﷺ هو الخاتم فلا نبي بعده.
● بِحَلْقَةِ البَاب: بمقبض الباب أو يد الباب.
● مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ/بَرَّةٍ/ذَرَّةٍ: وزن أصغر شيء من الإيمان، والبرة: حبة صغيرة، والذرة: أصغر النمل.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف الحديث حال الناس يوم القيامة حين يطول عليهم الانتظار في الموقف، فيبحثون عن شفيع يشفع لهم عند الله ليبدأ الحساب. فيتوجهون إلى آدم عليه السلام، ثم إلى نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، وكلٌ يعتذر ويحيلهم إلى النبي الذي بعده، حتى ينتهوا إلى النبي محمد ﷺ، فيقبل الشفاعة ويذهب إلى الله تعالى، فيُمنح الشفاعة العظمى لإخراج المؤمنين من المواقف الصعبة، فيشفع لجميع من في قلبه أدنى قدر من الإيمان.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة مقام النبي ﷺ: فهو الشافع المشفع يوم القيامة، وقد خُتمت به النبوة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
● فضل الأنبياء ومراتبهم: فالحديث يذكر فضل كل نبي من الأنبياء المذكورين بوصف مميز.
● رحمة الله تعالى: حيث يقبل شفاعة النبي ﷺ ويخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال إيمان.
● أهمية الإيمان: فحتى الذرة من الإيمان تكون سبباً في النجاة يوم القيامة بفضل شفاعة النبي ﷺ.
● التواضع والاعتراف بالتقصير: حيث يعتذر كل نبي عن الشفاعة ويحيل إلى من هو أفضل منه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث الشفاعة العظمى، وهي خاصة بالنبي ﷺ.
- الشفاعة أنواع، منها الشفاعة في إخراج المؤمنين من النار، والشفاعة في رفع درجات المؤمنين في الجنة.
- الحديث يدل على أن الإيمان يزيد وينقص، فمن كان في قلبه أدنى إيمان نجا بفضل الله ثم بشفاعة النبي ﷺ.
- فيه بيان لسجود النبي ﷺ شكراً لله تعالى، وحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبله ولا بعده.
أسأل الله تعالى أن يشفع فينا نبيه ﷺ، وأن يجعلنا من الذين ينالون شفاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٣٥٩٠) عن عفّان: حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا ثابت، عن أنس، فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة (٤٨٦)، فرواه عن الحسن بن محمّد الزّعفراني، حدّثنا عفّان -يعني ابن مسلم- بأسناده غير أنّه لم يسق لفظه، ثم رواه من وجه آخر عن حمّاد بن سلمة، وساق لفظ الحديث نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 852 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شفاعة النبي محمد لأمته يوم القيامة

  • 📜 حديث: شفاعة النبي محمد لأمته يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شفاعة النبي محمد لأمته يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شفاعة النبي محمد لأمته يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شفاعة النبي محمد لأمته يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب