حديث: ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع فارفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب شفاعة النّبيّ ﷺ لأهل الموقف

عن أبي هريرة قال: أُتِي رسولُ اللَّه ﷺ يومًا بلَحْمٍ، فَرُفِع إليه الذِّراعُ وكانت تعجبُه فَنَهَسَ منها نَهْسَةً فقال: «أنا سيد الناس يوم القيامة. وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع اللَّه يوم القيامة الأوّلين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الدّاعي ويَنْفُذُهم البَصَرُ، وتدنو الشّمسُ؛ فيلُغُ النّاسَ من الغَمِّ والكَرْبِ ما لا يُطيقون وما لا يَحتملون؛ فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربِّكم؟ فيقول بعض النّاس لبعض: ائْتُوا آدم، فيأتون آدم فيقولون: يا آدمُ أنت أبو البشر خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكةَ فسجدوا لك اشْفَعْ لنا إلى ربِّك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ ! فيقول آدم: إنِّ ربّي غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنّه نهاني عن الشّجرة، فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحًا فيقولون: يا نوحُ أنت أوّل الرسل إلى الأرض، وسماك اللَّه عبدًا شكورًا، اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى ما قد بلغنا؟ ! فيقول لهم: إنَّ ربّي قد غَضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنّه قد كانت لي دعوةٌ دعوتُ بها على قومي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى إبراهيم ﷺ. فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي اللَّه وخليلُه من أهل الأرض اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ ! فيقول لهم إبراهيم: إنّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله -وذكر كذباته- نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى ﷺ فيقولون: يا موسى أنت رسول اللَّه، فضَّلك اللَّه برسالاته وبتكليمه على الناس، اشفع لنا إلى ربِّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى ما قد بلغنا؟ ! فيقول لهم موسى ﷺ: إنّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفسا لم أُومَر بقتلها، نفسي نفسي، اذهبوا إلى عيسى ﷺ. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول اللَّه، وكلّمت الناس في المهد، وكلمة منه ألقاها إلى مريم
وروح منه، فاشفع لنا إلى ربِّك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى ما قد بلغنا؟ ! فيقول لهم عيسى ﷺ: إنّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله -ولم يذكر له ذنبًا- نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ﷺ. فيأتوني فيقولون: يا محمّد، أنت رسولُ اللَّه وخاتم الأنبياء وغفر اللَّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر، اشْفَعْ لنا إلى ربّك ألا ترى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى ما قد بلغنا؟ ! فأنطلقُ فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربّي ثم يفتح اللَّه عليَّ ويُلهِمُني من محامده وحسن الثّناء عليه شيئًا لم يفْتَحْه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفعْ رأسك سَلْ تُعْطَهْ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فارفع رأسي فأقول: يا ربّ أمّتي أمّتي، فيقال: يا محمّد أدخل الجنّة من أمّتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنّة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفس محمّد بيده إنّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنّة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧١٢)، ومسلم في الإيمان (١٩٤) كلاهما من حديث أبي حيان التّيميّ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

عن أبي هريرة قال: أُتِي رسولُ اللَّه ﷺ يومًا بلَحْمٍ، فَرُفِع إليه الذِّراعُ وكانت تعجبُه فَنَهَسَ منها نَهْسَةً فقال: «أنا سيد الناس يوم القيامة. وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع اللَّه يوم القيامة الأوّلين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الدّاعي ويَنْفُذُهم البَصَرُ، وتدنو الشّمسُ؛ فيلُغُ النّاسَ من الغَمِّ والكَرْبِ ما لا يُطيقون وما لا يَحتملون؛ فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربِّكم؟ فيقول بعض النّاس لبعض: ائْتُوا آدم، فيأتون آدم فيقولون: يا آدمُ أنت أبو البشر خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكةَ فسجدوا لك اشْفَعْ لنا إلى ربِّك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ ! فيقول آدم: إنِّ ربّي غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنّه نهاني عن الشّجرة، فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحًا فيقولون: يا نوحُ أنت أوّل الرسل إلى الأرض، وسماك اللَّه عبدًا شكورًا، اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى ما قد بلغنا؟ ! فيقول لهم: إنَّ ربّي قد غَضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنّه قد كانت لي دعوةٌ دعوتُ بها على قومي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى إبراهيم ﷺ. فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي اللَّه وخليلُه من أهل الأرض اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ ! فيقول لهم إبراهيم: إنّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله -وذكر كذباته- نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى ﷺ فيقولون: يا موسى أنت رسول اللَّه، فضَّلك اللَّه برسالاته وبتكليمه على الناس، اشفع لنا إلى ربِّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى ما قد بلغنا؟ ! فيقول لهم موسى ﷺ: إنّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفسا لم أُومَر بقتلها، نفسي نفسي، اذهبوا إلى عيسى ﷺ. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول اللَّه، وكلّمت الناس في المهد، وكلمة منه ألقاها إلى مريم
وروح منه، فاشفع لنا إلى ربِّك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى ما قد بلغنا؟ ! فيقول لهم عيسى ﷺ: إنّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله -ولم يذكر له ذنبًا- نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ﷺ. فيأتوني فيقولون: يا محمّد، أنت رسولُ اللَّه وخاتم الأنبياء وغفر اللَّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر، اشْفَعْ لنا إلى ربّك ألا ترى ما نحن فيه؟ ! ألا ترى ما قد بلغنا؟ ! فأنطلقُ فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربّي ثم يفتح اللَّه عليَّ ويُلهِمُني من محامده وحسن الثّناء عليه شيئًا لم يفْتَحْه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفعْ رأسك سَلْ تُعْطَهْ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فارفع رأسي فأقول: يا ربّ أمّتي أمّتي، فيقال: يا محمّد أدخل الجنّة من أمّتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنّة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفس محمّد بيده إنّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنّة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه بيان لمقام النبي ﷺ وشفاعته العظمى يوم القيامة. وإليك الشرح الوافي له:

1. شرح المفردات:


● نَهَسَ منها نَهْسَةً: قضم منها قضمة أو أكل منها أكلة يسيرة.
● صعيد واحد: أرض واحدة مستوية.
● يسمعهم الداعي: يسمعهم المنادي الذي يدعوهم للحساب.
● ينفذهم البصر: يتمكن نظرهم من رؤية كل شيء بسبب شدة الموقف.
● تدنو الشمس: تقترب الشمس من الخلائق.
● يُلْغُ النَّاسَ: يبلغ الناس ويصيبهم.
● الغَمِّ والكَرْبِ: الشدة والضيق.
● يَشْفَعْ: يتوسط لدى الله تعالى لرفع البلاء.
● كذباته: المقصود هنا الأقوال التي قالها إبراهيم عليه السلام والتي فيها نوع من المداراة أو التقية وليست كذبًا محضًا.
● تحت العرش: عند عرش الله تعالى.
● يُلهِمُني: يلقي في قلبي.
● محامده: صفات الحمد والثناء.
● مصاريع الجنة: أبواب الجنة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ الحديث بأن النبي ﷺ أُتي بلحم، وقدَّموا له الذراع وهو جزء كان يحبه، فأكل منه قضمة ثم أخبرهم بأنه سيد الناس يوم القيامة. ثم بيَّن السبب في ذلك، وهو أن الله تعالى يجمع الخلائق كلهم في موقف واحد، وتقترب الشمس منهم، ويبلغ بهم العذاب والضيق مبلغًا عظيمًا، فيطلب الناس من يشفع لهم إلى الله تعالى.
فيذهبون إلى آدم عليه السلام، ثم إلى نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى -عليهم السلام- وكلٌ يعتذر ويذكر ذنبه ويحيلهم إلى النبي الذي بعده، حتى ينتهي الأمر إلى النبي محمد ﷺ.
فيقوم النبي ﷺ فيسجد تحت العرش، ويلهمه الله تعالى ثناءً وحمدًا لم يُؤته أحدًا قبله، ثم يؤذن له بالشفاعة، فيشفع لأمته أن يدخل الجنة من لا حساب عليه من الباب الأيمن.

3. الدروس المستفادة منه:


● مقام النبي ﷺ وعلو منزلته: فهو سيد البشر يوم القيامة، وصاحب الشفاعة العظمى.
● عظمة يوم القيامة: وما فيه من أهوال وشدائد تذهل فيها العقول.
● تواضع الأنبياء: حيث يعترف كل نبي بذنبه ويستغفر ربه، ولا يغتر بعمله.
● فضل الأمة المحمدية: بأن النبي ﷺ يشفع لهم، ويدخل عدد كبير منهم الجنة بدون حساب.
● قدرة الله تعالى: في جمع الخلائق كلهم في صعيد واحد.
● الحث على الاستعداد ليوم القيامة: بالعمل الصالح والتقوى.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث الشفاعة العظمى، وهي خاصة بنبينا محمد ﷺ.
- الشفاعة أنواع، منها الشفاعة العظمى (المقام المحمود)، وهي التي يتأخر عنها الأولون والآخرون حتى تأتي للنبي ﷺ.
- ذكر الأنبياء لذنوبهم ليس تقليلاً من شأنهم، بل تواضعًا منهم واعترافًا بفضل الله تعالى، وهم معصومون من الكبائر.
- قوله ﷺ: "وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب" يعني أن الذين يدخلون من الباب الأيمن سيدخلون أولاً، ثم يدخل بقية المؤمنين من الأبواب الأخرى، فيشاركوهم في الدخول من تلك الأبواب.
- المسافة بين مكة وهجر (وهي الإحساء حاليًا) أو بين مكة وبصرى (في الشام) مسافة كبيرة، مما يدل على سعة أبواب الجنة وعظمها.
أسأل الله تعالى أن يبلغنا ذلك اليوم وأن يشفع فينا نبينا محمد ﷺ، وأن يدخلنا الجنة من غير عذاب ولا حساب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٧١٢)، ومسلم في الإيمان (١٩٤) كلاهما من حديث أبي حيان التّيميّ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، فذكر الحديث. واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ قريب منه غير أنه ذكر: «نفسي نفسي نفسي» ثلاث مرّات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 849 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع فارفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي

  • 📜 حديث: ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع فارفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع فارفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع فارفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع فارفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب