عنوان الحديث: "أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا"

حديث: عنوان الحديث: "أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا"

عن ابن عباس أن النَّبِي ﷺ قال وهو في قبة له يوم بدر: «أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا» فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله! فقد ألححت على ربَّك - وهو في الدرع - فخرج وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾ [القمر: ٤٥، ٤٦].

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨٧٧) عن إسحاق (هو ابن شاهين الواسطي) حَدَّثَنَا خالد (هو الطحان) عن خالد (هو الحذّاء) عن عكرمة، عن ابن عباس قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه يصور لنا لحظة من أحرج اللحظات في غزوة بدر الكبرى، ويظهر صدق توكل النبي صلى الله عليه وسلم على ربه وطلبه للنصر منه سبحانه.

أولاً. شرح المفردات:

● في قبة له: أي في خيمة صغيرة أو بناء من الشعر كان له صلى الله عليه وسلم في أرض المعركة.
● أنشدك عهدك ووعدك: "أنشدك" بمعنى أسألك وأتوسل إليك. و"عهدك" أي ما عهدته لعبادك من النصر والتأييد. و"وعدك" أي ما وعدت به المؤمنين من الظفر على أعدائهم.
● ألححت على ربك: أي بالغت في الدعاء والمسألة وأكثرت منه.
● وهو في الدرع: أي كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتدي الدرع (الزرد) الذي يقى من ضربات السيوف في الحرب.

ثانياً. شرح الحديث:

يحدثنا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة بدر داخل قبة (خيمة) يدعو الله ويستنصره على قريش. وكان يدعو بهذا الدعاء الخاشع المتضرع: "اللهم أنشدك عهدك ووعدك" أي: أسألك بما وعدتنا به من النصر على أعدائك، "اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا" أي: إن هُزمنا اليوم فلن يعبدك أحد بعد ذلك في الأرض، لأن الإسلام سيندثر.
وهنا يتجلى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على دين الله وانتشاره، وخوفه من ذهاب الدعوة إذا انهزم المسلمون في هذه المعركة الفاصلة.
فلما رأى أبو بكر الصديق رضي الله عنه شدة تضرع النبي وإلحاحه في الدعاء، خاف أن يبلغ الجهد منه، فأخذ بيده ليواسيه ويطمئنه وقال: "حسبك يا رسول الله! فقد ألححت على ربك". أي: كفاك هذا الدعاء، فقد بلغت الغاية في التضرع والابتهال.
فاستجاب الله دعاء نبيه، وخرج صلى الله عليه وسلم من القبة وهو يتبسم ويُسَر، ويُرتِّل آيات من سورة القمر تتنزل عليه في تلك اللحظة تطمئنه على النصر: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} أي: ستهزم قريش وستولّي الأدبار منهزمة. ثم يذكر الله أن الهزيمة الحقيقية لهم هي يوم القيامة: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} أي: أن عذاب الآخرة أشد وأمرّ من هزيمة الدنيا.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- جواز التوسل إلى الله بوعوده وعهوده: كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أنشدك عهدك ووعدك".
2- شدة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الدين: حتى إنه خاف أن يذهب الدين كله لو انهزم في بدر.
3- فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعلمه بربه، حيث عرف مقدار ما يصح أن يلح فيه العبد على ربه.
4- اليقين بنصر الله: فبمجرد أن دعا النبي واستجاب الله له، خرج وهو يقرأ آيات النصر قبل أن يتحقق النصر في أرض المعركة، وهذا من أعلى درجات اليقين.
5- أن الدعاء سلاح المؤمن خاصة في أوقات الشدة والكرب، وهو من أعظم أسباب النصر.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذه الواقعة كانت في غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية للهجرة، وهي من أعظم غزوات الإسلام وأكثرها تأثيراً.
- استشهد في هذه الغزوة من المسلمين 14 رجلاً، وقتل من المشركين 70 وأسر 70.
- كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم من القبة وترتيله للآيات إعلاناً بشيراً للنصر قبل أن تقع أرض المعركة، مما زاد في ثقة المسلمين واعتزازهم بنصر الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٧٧) عن إسحاق (هو ابن شاهين الواسطي) حَدَّثَنَا خالد (هو الطحان) عن خالد (هو الحذّاء) عن عكرمة، عن ابن عباس قال: فذكره. وهو أخذه من عمر بن الخطّاب كما يأتي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 246 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا"

📜 حديث: عنوان الحديث: "أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا"

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا"

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا"

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا"

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية