حديث: أخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رمي النَّبِي ﷺ بقبضة من الحصباء في وجوه المشركين

عن ابن عباس قال: رفع رسول الله ﷺ يده يوم بدر. فقال: «يا رب! إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض أبدًا». فقال له جبريل عليه السلام: خُذْ قبضة من التراب، فأخذ قبضةً من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إِلَّا أصاب عينيه ومنخريه وفمَه تراب من تلك القبضة فولَّوا مدبرين.

حسن: رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٨٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦٧٣) كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حَدَّثَنِي معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: رفع رسول الله ﷺ يده يوم بدر. فقال: «يا رب! إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض أبدًا». فقال له جبريل ﵇: خُذْ قبضة من التراب، فأخذ قبضةً من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إِلَّا أصاب عينيه ومنخريه وفمَه تراب من تلك القبضة فولَّوا مدبرين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث الشريف الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا في ذلك على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن ابن عباس قال: رفع رسول الله ﷺ يده يوم بدر. فقال: «يا رب! إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض أبدًا». فقال له جبريل عليه السلام: خُذْ قبضة من التراب، فأخذ قبضةً من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إِلَّا أصاب عينيه ومنخريه وفمَه تراب من تلك القبضة فولَّوا مدبرين.

1. شرح المفردات:


● رفع يده: إشارة إلى الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.
● العصابة: الجماعة أو الفئة، وهنا يقصد الصحابة الذين كانوا مع النبي ﷺ في غزوة بدر.
● قبضة من التراب: حفنة من التراب.
● منخريه: فتحتا الأنف.
● فولوا مدبرين: هربوا منهزمين.

2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف عظيم من مواقف غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في السنة الثانية للهجرة بين المسلمين والمشركين. كان عدد المسلمين قليلاً (حوالي 313 رجلاً) بينما كان جيش المشركين كبيرًا (حوالي 1000 رجل)، وكانت القوة العسكرية والمعدات لصالح المشركين.
في هذا الموقف العصيب، لجأ النبي ﷺ إلى ربه، فرفع يديه إلى السماء ودعا الله تعالى بحرارة وإخلاص، قائلاً: «يا رب! إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض أبدًا». وهذا الدعاء يحمل معنى عميقًا، فهو يعبر عن خشية النبي ﷺ من أن تهلك هذه الجماعة المؤمنة القليلة، مما سيؤدي إلى انقطاع دعوة الإسلام وعدم بقاء من يعبد الله على الأرض.
فاستجاب الله تعالى لدعاء نبيه، فأرسل جبريل عليه السلام ليأمر النبي ﷺ بأخذ قبضة من التراب ورميها في وجوه المشركين. ففعل النبي ﷺ ذلك، فما من مشرك إلا ودخل التراب في عينيه وأنفه وفمه، مما سبب لهم ارتباكًا وألمًا شديدًا، فانهزموا وولوا مدبرين. وكان هذا سببًا من أسباب النصر الذي كتبه الله للمسلمين في ذلك اليوم.

3. الدروس المستفادة منه:


● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ لم يعتمد على الدعاء فقط، بل قام بكل الاستعدادات الممكنة، ثم لجأ إلى الدعاء.
● قوة الدعاء وأثره: الدعاء سلاح المؤمن، وقد استجاب الله لدعاء النبي ﷺ في هذه اللحظة الحرجة.
● معية الله ونصره للمؤمنين: النصر من عند الله، وهو القادر على أن يغير الموازين بأسباب قد تبدو بسيطة.
● ثقة النبي ﷺ بربه: عبر عن ذلك في دعائه الذي يجمع بين الخشية واليقين في قدرة الله.
● فضل غزوة بدر: التي سماها الله "يوم الفرقان" حيث فرق الله بين الحق والباطل.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- غزوة بدر كانت منعطفًا حاسمًا في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث ارتفع شأن المسلمين وثبتوا في الأرض.
- القصة توضح جانبًا من جوانب العصمة النبوية، حيث أن الله تعالى يدافع عن رسوله وأتباعه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على فهم سنة نبيه والعمل بها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٨٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦٧٣) كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حَدَّثَنِي معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي صالح وهو عبد الله بن صالح كاتب اللّيث، مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث إذا لم يخطئ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 253 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه

  • 📜 حديث: أخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب