حديث: أتاك نصر الله وعدته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في مناجاة النَّبِي ﷺ ربه ونزول الملائكة وقتالهم مع المسلمين

عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: خفق رسول الله ﷺ خفقة في العريش، ثمّ انتبه فقال: «أبشر يا أبا بكر! هذا جبريل معتجر بعمامته، آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقْع، أتاك نصر الله وعِدَتُه». وأمر رسول الله ﷺ، فأخذ كفًّا من الحصى بيده، ثمّ خرج، فاستقبل القوم فقال: «شاهت الوجوه» ثمّ نفحهم بها، ثمّ قال لأصحابه: «احملوا» فلم تكن إِلَّا الهزيمة. فقتل الله من قتل من صناديدهم، وأسر من أسر منهم.

حسن: رواه ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي الزّهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير فذكره.

عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: خفق رسول الله ﷺ خفقة في العريش، ثمّ انتبه فقال: «أبشر يا أبا بكر! هذا جبريل معتجر بعمامته، آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقْع، أتاك نصر الله وعِدَتُه». وأمر رسول الله ﷺ، فأخذ كفًّا من الحصى بيده، ثمّ خرج، فاستقبل القوم فقال: «شاهت الوجوه» ثمّ نفحهم بها، ثمّ قال لأصحابه: «احملوا» فلم تكن إِلَّا الهزيمة. فقتل الله من قتل من صناديدهم، وأسر من أسر منهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث العظيم يروي لنا واقعة من وقائع غزوة بدر الكبرى، وهي من أعظم أيام الإسلام، وقد ورد في كتب السيرة والمعاجم، ومنها ما رواه الإمام أحمد في مسنده.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث بحسب الطلب:


1. شرح المفردات:


● خَفَقَ: نام نومة خفيفة، أو أخذ قسطًا قصيرًا من النوم.
● العريش: مظلة أو خيمة صغيرة بناها المسلمون للنبي ﷺ في أرض المعركة ليتابع سير القتال.
● انتبه: استيقظ من نومه.
● معتجر بعمامته: قد عمَّمَ وعصب رأسه بالعمامة، وهي هيئة أهل الجد والعزم.
● آخذ بعنان فرسه: يمسك بلجام الفرس (الحبل الذي يقاد به).
● على ثناياه النقع: الثنايا: الأسنان الأمامية. النقع: الغبار. أي أن الغبار قد علق بأسنان فرسه من شدة السرعة والإقبال.
● شاهت الوجوه: كلمة تقال للمستقبح، أي قبحت وجوه الأعداء وهانت.
● نفحهم بها: رماهم بالحصى.
● صناديدهم: جمع صنديد، وهو الشجاع القوي، زعماؤهم وكبراؤهم.


2. شرح الحديث:


يصف الحديث لحظة حرجة من غزوة بدر، وكان النبي ﷺ في "العريش" يدعو الله ويستنصره، فغلبته سنة من النوم لفترة قصيرة (خَفَقَة)، ثم استيقظ فوراً وبشر صاحبه أبا بكر الصديق رضي الله عنه بأن جبريل عليه السلام قد أقبل بصورته الجليلة (معتجر بعمامته) على فرسه، وقد غُبِّرَ وجهه من شدة السرعة، مبشراً بنصر الله وتحقق وعده.
ثم خرج النبي ﷺ من العريش، فأخذ كفاً من الحصى بيده الشريفة، وتوجه نحو صفوف المشركين، وقال لهم: "شاهت الوجوه"، أي قبحت وجوهكم، ثم رماهم بالحصى، وهو فعل رمزي كان بمثابة إشارة البدء للملائكة والمؤمنين، وأمر أصحابه بالهجوم (احملوا)، فما كان من جند الله إلا أن انتصروا انتصاراً ساحقاً، وهُزِم المشركون هزيمة نكراء، فقُتِل صناديدهم وأُسر من أُسر منهم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ كان في العريش يدعو ويتضرع، ثم خرج ليقود المعركة بنفسه.
2- البشارة الإلهية في أحلك الظروف: في لحظة الشدة جاءت البشارة بنصر الله على لسان جبريل.
3- قوة القلب والثقة بنصر الله: فعل النبي ﷺ (رمي الحصى) كان لرفع معنويات المسلمين وتثبيط همة العدو، وهو من الأمور المعنوية التي أيدها الله بملائكته.
4- مكانة أبي بكر الصديق: كان رفيق النبي في العريش وموضع سره وبشارته.
5- أن النصر من عند الله: فهو الذي ينصر ويخذل، ولو كانت القلة والكثرة معياراً، لكان النصر للمشركين.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الحادثة كانت أثناء غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة.
- قول الله تعالى في سورة الأنفال: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ} [الأنفال: 17] يشير إلى هذه الحادقة، فالله هو الذي أنزل الرعب في قلوب المشركين بذلك الرمي.
- كان رمي الحصى إيذاناً ببدء الهجوم العام، وكانت له أثر نفسي كبير على المشركين.
- في هذه الغزوة تحقق وعد الله بالنصر الأول للمسلمين، وارتفعت راية الإسلام.

أسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه، العاملين بشرعه، المستفيدين من عظات التاريخ الإسلامي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي الزّهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير فذكره. رواه الأموي عنه في مغازيه كما في البداية والنهاية (٥/ ١٢٦).
وذكره ابن هشام في السيرة (١/ ٦٢٦ - ٦٢٧) بدون إسناد.
وهو جزء من حديث استنصار أبي جهل عند الإمام أحمد (٢٣٦٦١) إِلَّا أنه لم يذكر هذا الجزء.
وعبد الله بن ثعلبة صحابي صغير حديثه مرسل، ومرسل الصحابي مقبول عند جمهور أهل العلم.
وفي الباب ما رُوي عن أبي داود المازني - وكان شهد بدرًا - قال: إني لأتبع رجلًا من المشركين لأضربه، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي. فعرفت أنه قد قتله غيري.
رواه الإمام أحمد (٢٣٧٧٨) عن يزيد، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن أبيه، قال: قال أبو داود المازني فذكره.
وهو عند ابن هشام في سيرته (١/ ٦٣٣) وفيه: قال ابن إسحاق: حَدَّثَنِي أبي إسحاق بن يسار،
عن رجال من بني مازن بن النجار، عن أبي داود المازني فذكره.
فظهر منه أن بين إسحاق بن يسار وبين أبي داود المازني رجالا لا يعرفون.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 252 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتاك نصر الله وعدته

  • 📜 حديث: أتاك نصر الله وعدته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أتاك نصر الله وعدته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أتاك نصر الله وعدته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أتاك نصر الله وعدته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب