حديث: ضرب النبي ﷺ الصخرة في الخندق وبرقت معها البرق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

المعجزات التي ظهرت أثناء حفر الخندق

عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ قال: لما أمر النبي ﷺ بحفر الخندق، عرضت لهم صخرة حالت بينهم، وبين الحفر، فقام رسول الله ﷺ وأخذ المعول، ووضع رداءه ناحية الخندق وقال: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنعام: ١١٥] فندر ثلث الحجر، وسلمان الفارسي قائم ينظر، فبرق مع ضربة رسول الله ﷺ برقة، ثمّ ضرب الثانية وقال: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنعام: ١١٥] فندر الثلث الآخر، فبرقت برقة، فرآها سلمان، ثمّ ضرب الثالثة وقال: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنعام: ١١٥]، فندر الثلث الباقي، وخرج رسول الله ﷺ، فأخذ رداءه وجلس. قال سلمان يا رسول الله! رأيتك حين ضربت ما تضرب ضربة، إِلَّا كانت معها برقة؟ ! قال له رسول الله ﷺ: «يا سلمان، رأيت ذلك؟» فقال: أي والذي بعثك بالحق يا رسول الله! قال: «فإني حين ضربت الضربة الأولى، رفعت لي مدائن كسرى وما حولها، ومدائن كثيرة، حتَّى رأيتها بعيني». قال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله! ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا
رسول الله ﷺ بذلك. ثمّ ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها، حتَّى رأيتها بعيني» قالوا: يا رسول الله! ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسول الله ﷺ بذلك. ثمّ ضربت الثالثة، فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى، حتَّى رأيتها بعيني«قال رسول الله ﷺ عند ذلك: ادعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم».

حسن: رواه النسائيّ (٣١٧٦) عن عيسى بن يونس، قال: حَدَّثَنَا ضمرة، عن أبي زرعة السيباني، عن أبي سكينة رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ فذكره.

عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ قال: لما أمر النبي ﷺ بحفر الخندق، عرضت لهم صخرة حالت بينهم، وبين الحفر، فقام رسول الله ﷺ وأخذ المعول، ووضع رداءه ناحية الخندق وقال: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنعام: ١١٥] فندر ثلث الحجر، وسلمان الفارسي قائم ينظر، فبرق مع ضربة رسول الله ﷺ برقة، ثمّ ضرب الثانية وقال: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنعام: ١١٥] فندر الثلث الآخر، فبرقت برقة، فرآها سلمان، ثمّ ضرب الثالثة وقال: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنعام: ١١٥]، فندر الثلث الباقي، وخرج رسول الله ﷺ، فأخذ رداءه وجلس. قال سلمان يا رسول الله! رأيتك حين ضربت ما تضرب ضربة، إِلَّا كانت معها برقة؟ ! قال له رسول الله ﷺ: «يا سلمان، رأيت ذلك؟» فقال: أي والذي بعثك بالحق يا رسول الله! قال: «فإني حين ضربت الضربة الأولى، رفعت لي مدائن كسرى وما حولها، ومدائن كثيرة، حتَّى رأيتها بعيني». قال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله! ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا
رسول الله ﷺ بذلك. ثمّ ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها، حتَّى رأيتها بعيني» قالوا: يا رسول الله! ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسول الله ﷺ بذلك. ثمّ ضربت الثالثة، فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى، حتَّى رأيتها بعيني«قال رسول الله ﷺ عند ذلك: ادعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه أحد أصحاب النبي ﷺ - ولم يُسَمَّ في الرواية - يروي لنا واقعة عظيمة حدثت أثناء حفر الخندق، وهي من معجزات النبي ﷺ التي أيده الله بها، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولًا:

شرح المفردات:
● حفر الخندق: حدث في غزوة الأحزاب سنة خمس من الهجرة.
● صخرة حالت بينهم: حجر كبير صلب منعهم من متابعة الحفر.
● المعول: آدة الحفر (الفأس أو الكرزين).
● ندر: سقط وتكسر.
● برق مع ضربة رسول الله ﷺ برقة: ظهر نور ساطع مع كل ضربة.
● مدائن كسرى: عواصم فارس وإمبراطوريتها.
● مدائن قيصر: عواصم الروم وإمبراطوريتهم.
● مدائن الحبشة: مملكة الحبشة (إثيوبيا حاليًا).
● ادعوا الحبشة ما ودعوكم: اتركوهم ما داموا يتركونكم ولا يعادونكم.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف الحديث معجزة حسية لنبينا ﷺ أثناء مشاركته في حفر الخندق، حيث اعترضتهم صخرة ضخمة لم يستطيعوا تكسيرها، فقام النبي ﷺ بنفسه - وهو القائد - ليضربها، مقرونًا ضرباته بآية كريمة تذكر كمال كلام الله وصدقه وعدله، وهي قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِۦ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}.
مع كل ضربة:
- كانت الصخرة تتكسر جزءًا كبيرًا (ثلثها).
- يظهر نورٌ ساطع (برقة).
- يرى النبي ﷺ برؤية prophetية مدائنَ تلك الممالك العظيمة.
وبسؤاله من سلمان الفارسي رضي الله عنه - الذي كان من كبار الصحابة وأحد أهل البصيرة - عن رؤيته لهذا النور، أكَّد له رؤيته، فبيَّن له النبي ﷺ ما رآه مع كل ضربة:
1- الضربة الأولى: رُفع له مدائن كسرى (فارس) - فدعا أن تفتح للمسلمين.
2- الضربة الثانية: رُفع له مدائن قيصر (الروم) - فدعا كذلك بفتحها.
3- الضربة الثالثة: رُفع له مدائن الحبشة - فقال: "ادعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم"، أي لا تبدؤوهم بعداوة إذا لم يبدؤوكم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- تواضع القائد وأهمية المشاركة العملية: النبي ﷺ يعمل بنفسه مع أصحابه، وهذا من أخلاقه العظيمة.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ يضرب الصخرة ويقرأ القرآن، فجمع بين العمل والدعاء.
3- بركة القرآن وكلام الله: كان يقرأ الآية مع كل ضربة، فانفلقت الصخرة ببركة ذلك.
4- الإعجاز النبوي: ما حصل من انفلاق الصخرة وظهور النور ورؤية المدائن البعيدة هي معجزات حسية لتثبيت المؤمنين وتأييد دعوته.
5- بشارات الفتح: الحديث يحمل بشارة بفتح بلاد فارس والروم، وقد تحقق ذلك في عهد الخلفاء الراشدين.
6- الحكمة في السياسة الشرعية: قوله ﷺ في الحبشة: "ادعوهم ما دعوكم" يعلمنا ألا نبدأ أحدًا بعدوان إذا لم يعادنا، وهي قاعدة ذهبية في العلاقات الدولية في الإسلام.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده" والحاكم في "المستدرك" وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
- سلمان الفارسي رضي الله عنه كان حاضرًا وهو من كان له رأي في حفر الخندق أصلاً، لأنه من بلاد فارس وعرف هذه الطريقة في الدفاع.
- في روايات أخرى أن النبي ﷺ قال بعد الضربة الثالثة: "الله أكبر! أُعطيت مفاتيح فارس، ولقد رأيت قصور المدائن، ولئن عمرت ليفتحن الله عليهم"، وقد فتحت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فهذا الحديث من الأحاديث التي تجمع بين معجزة عملية، وبشارة مستقبلية، وعبرة إيمانية، ودروس قيادية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٣١٧٦) عن عيسى بن يونس، قال: حَدَّثَنَا ضمرة، عن أبي زرعة السيباني، عن أبي سكينة رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ فذكره.
ورواه أبو داود (٤٣٠٢) عن عيسى بن محمد الرملي، عن ضمرة بإسناده مقتصرا على لفظ: «دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم».
إسناده حسن من أجل ضمرة وهو ابن ربيعة الفلسطيني فإنه حسن الحديث، وأبو سكينة هو الحمصي، قيل اسمه محلّم مختلف في صحبته كما في «التقريب».
وأمّا المزي فقال في «تهذيبه» رُوي عن النَّبِي ﷺ، وعن رجل عن النَّبِي ﷺ، ذكر من الرواة عنه بلال بن سعد، ويحيى بن أبي عمرو السيباني.
ولكن قصة إبصار النَّبِيّ ﷺ لم يذكرها البخاريّ في حديث جابر لأنها ليست على شرطه وهي زيادة حسنة.
ويشهد له على ذلك حديث البراء بن عازب رواه أحمد (١٨٦٩٤) وأبو يعلى (١٦٨٥) وأبو نعيم في دلائل النبوة (٤٣٠) كلّهم من حديث عوف عن أبي عبد الله ميمون، عن البراء، قال: أمر رسول الله ﷺ بحفر الخندق قال: عرض لنا صخرة لا تأخذ فيها المعاول، فشكوا ذلك إلى النَّبِيّ ﷺ قال: فأخذ المعول قال: وأحسبه قال: وضع ثوبه - فضرب ضربة وقال: «بسم الله» فكسر ثلث الصخرة، ثمّ قال: «الله أكبر! أعطيت مفاتيح الشام، إني لأنظر إلى قصورها الحمر من مكاني هذا» ثمّ قال: «بسم الله» وضرب أخرى فكسر ثلثها، وقال: الله أكبر! أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأنظر إلى المدائن وقصرها الأبيض من مكاني هذا«ثمّ قال: «بسم الله«وضرب أخرى فكسر بقية الحجر وقال: «الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأنظر إلى مفاتيح صنعاء من مكاني هذا» وإسناده ضعيف من أجل أبي عبد الله ميمون البصري الكندي، ويقال: القرشي فإنه ضعيف باتفاق أهل العلم، قال يحيى بن معين: لا شيء، وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير، وذكره ابن حبَّان في الثّقات وقال: كان يحيى القطان سيء الرأي فيه.
إِلَّا أن الحافظ ابن حجر حسن إسناده في الفتح (٧/ ٣٩٧) وذكر له شاهدا آخر من حديث كثير
بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني قال: حَدَّثَنِي أبي، عن أبيه.
رواه البيهقيّ في الدلائل (٣/ ٤١٨) وجاء فيه: خط رسول الله ﷺ الخندق عام الأحزاب ...
فقطع أربعين ذراعًا بين كل عشرة. وجاء فيه: فهبط رسول الله ﷺ مع سلمان في الخندق، ورقينا عن الشقة في شقة الخندق.
فأخذ رسول الله ﷺ المعول من سلمان فضرب الصخرة ضربة صدعها، وبرقت منها برقة أضاء ما بين لابتيها - يعني لابتي المدينة، حتَّى لكأن مصباحًا في جوف ليل مظلم، فكبر رسول الله ﷺ تكبيرة فتح، فكبر المسلمون.
ثمّ ضربها رسول الله ﷺ الثانية، فصدعها وبرق منها برقة أضاء لها ما بين لابتيها حتَّى لكأن مصباحًا في جوف ليل مظلم، فكبر رسول الله ﷺ تكبيرة فتح، وكبر المسلمون.
ثمّ ضربها رسول الله ﷺ الثالثة، فكسرها، وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها، حتَّى لكأن مصباحًا في جوف بيت مظلم، فكبر رسول الله ﷺ تكبيرة فتح، فكبر المسلمون.
ثمّ أخذ بيد سلمان فرقيَ فقال سلمان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! لقد رأيت شيئًا ما رأيته قطّ، فالتفت رسول الله ﷺ إلى القوم، فقال: هل رأيتم ما يقول سلمان؟ قالوا: نعم يا رسول الله! بأبينا أنت وأمنا، قد رأيناك تضرب، فخرج برق كالموج فرأيناك تكبر، ولا نرى شيئًا غير ذلك، فقال: صدقتم، ضربت ضربتي الأولى، فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور الحيرة، ومدائن كسرى، كأنّها أنياب الكلاب، فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها.
ثمّ ضربت ضربتي الثانية، فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور الحمر من أرض الروم كأنّها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها.
ثمّ ضربت ضربتي الثالثة فبرق منها الذي رأيتم، أضاءت منها قصور صنعاء كأنّها أنياب الكلاب، فأخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها، فأبشروا يبلغهم النصر، وأبشروا يبلغهم النصر، وأبشروا يبلغهم النصر.
فاستبشر المسلمون، وقالوا: الحمد لله موعود صادق بأن الله وعدنا النصر بعد الحصر، فطلعت الأحزاب، فقال المسلمون: ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٢٢].
وقال المنافقون: ألا تعجبون: يحدثكم ويمنيكم، ويعدكم بالباطل، يخبركم أنه بصر من يثرب قصور الحيرة، ومدائن كسرى، وإنها تفتح لكم، وأنتم تحفرون الخندق، ولا تستطيعون أن تبرزوا! !
وأنزل القرآن: ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ [الأحزاب: ١٢].
وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني ضعيف باتفاق أهل العلم.
وله شاهد آخر عن عبد الله بن عمرو بن العاص نحوه.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٦/ ١٣١) أخرجه الطبرانيّ بإسنادين في أحدهما حيي بن عبد الله وثّقه ابن معين وضعّفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصَّحيح.
وله شاهد آخر عن ابن عباس ﵄ قال: احتفر رسول الله ﷺ الخندق، وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع فلمّا رأى ذلك رسول الله ﷺ قال: «هل دللتم على أحد يطعمنا أكلة» قال رجل: نعم، قال: «أما لا فتقدم فدلنا عليه» فانطلقوا إلى رجل فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه فيه، فأرسلت امرأته أن جيء فإن رسول الله ﷺ قد أتانا فجاء الرّجل يسعى.
فقال: بأبي وأمي، وله معزة ومعها جديها فوثب إليها، فقال النَّبِيّ ﷺ: «الجدي من ورائنا» فذبح الجدي، وعمدت امرأته إلى طحينة لها فعجنتها وخبزت، وأدركت وتردت، فقربتها إلى رسول الله ﷺ وأصحابه فوضع النَّبِيّ ﷺ أصبعه فيها فقال: «بسم الله، اللهم بارك فيها، اللهم بارك فيها، اطعموا» فأكلوا منها حتَّى صدروا، ولم يأكلوا إِلَّا ثلثها وبقي ثلثاها، فسرح أولئك العشرة الذين كانوا معه أن اذهبوا، وسرحوا إلينا نغديكم فذهبوا وجاء أولئك العشرة مكانه، فأكلوا منها حتَّى شبعوا، ثمّ قام ودعا لربة البيت وسمت عليها وعلى أهلها، ثمّ مشوا إلى الخندق فقالوا: اذهبوا بنا إلى سلمان، وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها، فقال النَّبِيّ ﷺ لأصحابه: «دعوني فأكون أول من ضربها فقال بسم الله» فضربها فوقعت فلقة ثلثها فقال: «الله أكبر قصور الروم ورب الكعبة» ثمّ ضرب أخرى فوقعت فلقة فقال: «الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة» فقال عندها المنافقون: نحن بخندق وهو يعدنا قصور فارس والروم.
رواه الطبرانيّ في الكبير (١١/ ٣٧٦) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنِي سعيد بن محمد الجرمي، ثنا أبو ثميلة، ثنا نعيم بن سعيد العبدي، أن عكرمة حدث عن ابن عباس فذكره.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٦/ ١٣٢): «رجاله رجال الصَّحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونعيم العبدي وهما ثقتان».
كذا قال: ولم أقف على ترجمة نعيم بن سعيد العبدي فإنه ليس من رجال التقريب، ولا من رجال التعجيل، ولم يترجمه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» وابن حبَّان في ثقاته، فتأكد منه.
وأمّا ما رُوي عن سهل بن سعد الساعدي قال: كنت مع النَّبِيّ ﷺ بالخندق، فأخذ الكرزين فضربه، فصادف حجرًا، فضحك، قيل: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول يساقون إلى الجنّة». فهو ضعيف.
رواه أحمد (٢٢٨٦١) والطَّبرانيّ (٥٧٣٣) كلاهما من طريق الفضيل بن سليمان، حَدَّثَنَا محمد بن أبي يحيى، عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه فذكره.
والفضيل بن سليمان هو النميري البصري ضعيف باتفاق أهل العلم، ومع هذا ذكره ابن حبَّان في الثّقات (٧/ ٣١٦) وأخرج له البخاريّ متابعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 423 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ضرب النبي ﷺ الصخرة في الخندق وبرقت معها البرق

  • 📜 حديث: ضرب النبي ﷺ الصخرة في الخندق وبرقت معها البرق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ضرب النبي ﷺ الصخرة في الخندق وبرقت معها البرق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ضرب النبي ﷺ الصخرة في الخندق وبرقت معها البرق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ضرب النبي ﷺ الصخرة في الخندق وبرقت معها البرق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب