حديث: اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أمر النبي ﷺ بحفر الخندق حول المدينة وحث أصحابه على ذلك
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٠٩٩) عن عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن حميد (هو الطويل) عن أنس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، هذا حديث عظيم يروي لنا موقفاً من مواقف الصبر والثبات والجهاد في سبيل الله، سأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله ثم بكتب أهل العلم المعتمدة.
الحديث بلفظ آخر:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الخَنْدَقِ، فَإِذَا المُهَاجِرُونَ وَالأنْصَارُ يَحْفِرُونَ في غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذلكَ لهمْ، فَلَمَّا رَأَى ما بهمْ مِنَ النَّصَبِ والجُوعِ قالَ: "اللَّهُمَّ إنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرَةِ" فَقالوا مُجِيبِينَ له: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدًا علَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أبَدًا.
(رواه البخاري في صحيحه)
1. شرح المفردات:
● الخندق: هو الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة للدفاع عنها في غزوة الأحزاب (أو غزوة الخندق) سنة 5 هـ.
● في غداة باردة: الغداة هي وقت الصباح الباكر. أي كانوا يحفرون في صباح بارد شديد البرودة.
● لم يكن لهم عبيد: لم يكن لديهم خدم أو عمال يقومون بهذا العمل الشاق نيابة عنهم.
● النصب: التعب والمشقة والإعياء.
● الجوع: كانوا في حالة مجاعة وشدة بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضه عليهم الأحزاب.
● عيش الآخرة: الحياة الحقيقية الدائمة هي حياة الجنة والنعيم المقيم في الآخرة، أما الحياة الدنيا فزائلة وفانية.
● بايعوا محمدًا على الجهاد: أي أعطوه العهد والميثاق على الاستمرار في الجهاد وعدم التراجع.
2. شرح الحديث:
يصف أنس بن مالك رضي الله عنه مشهداً من مشاهد الإيمان والتضحية خلال غزوة الأحزاب، التي كانت من أشد الغزوات التي مرت على المسلمين.
● الموقف: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليتفقد سير العمل في حفر الخندق، فوجد أصحابه من المهاجرين والأنصار يعملون في ظروف قاسية جداً: برد شديد، وجوع، وتعب، وهم يقومون بهذا العمل الشاق بأيديهم دون أن يكون لديهم خدم أو عمال يساعدونهم.
● دعاء النبي ﷺ: تأثر النبي صلى الله عليه وسلم بشدة لما رأى معاناة أصحابه وإخلاصهم. فدعا الله بهذا الدعاء العظيم الذي يعلي من شأن الآخرة ويحقر الدنيا: "اللَّهُمَّ إنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرَةِ". أي: اللهم إن الحياة الحقيقية التي تستحق أن تُسمى حياة هي الحياة في الجنة، فاغفر لهذين الفريقين المخلصين (الأنصار والمهاجرين) وارحمهم وأدخلهم جنتك.
● رد الصحابة: كان رد الصحابة رضي الله عنهم رداً يملأ القلب إيماناً، ويظهر مدى تعلقهم برسول الله وعهدهم مع الله: "نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدًا علَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أبَدًا". أي: نحن الذين عاهدنا محمداً صلى الله عليه وسلم على أن نستمر في الجهاد مادمنا أحياء، ونحن على عهدنا ووعدنا ثابتون.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- بيان شدة ما لاقاه الصحابة في سبيل الله: الحديث يصور لنا نموذجاً حياً لمعاناة الصحابة رضي الله عنهم وتضحياتهم الجسام في سبيل نصر دين الله.
2- تقديم الآخرة على الدنيا: دعاء النبي ﷺ "إن العيش عيش الآخرة" هو تذكير بقيمة الدار الآخرة وحقارة الدنيا وزوالها، وهو أساس التصور الإيماني للمسلم.
3- فضل المهاجرين والأنصار: الحديث يخص هذين الفريقين بالدعاء، مما يدل على فضلهم العظيم ومكانتهم السامية في الإسلام.
4- القيادة الرحيمة: النبي صلى الله عليه وسلم هنا يظهر كم كان رحيماً بأصحابه، مشفقاً عليهم، معترفاً بفضلهم وتضحيتهم، داعياً لهم.
5- الوفاء بالعهد: رد الصحابة هو قمة الوفاء والثبات على المبدأ، والاعتزاز بالبيعة والعهد الذي أعطوه لله ورسوله.
6- الجهاد ليس لحظة عابرة بل هو استمرار: قولهم "ما بقينا أبداً" يدل على أن الجهاد هو منهج حياة مستمر حتى الموت.
7- قوة العقيدة تذلل الصعاب: البرد والجوع والتعب لم يمنعهم من العمل، لأن قوة إيمانهم جعلتهم يتغلبون على كل الشدائد.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● غزوة الأحزاب (أو الخندق) كانت اختباراً عسيراً للمسلمين، ولكنها انتهت بنصر مؤزر من الله تعالى، حيث أرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يروها فشتتت شملهم.
- هذا الحديث جزء من سلسلة أحاديث تبين أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ورقته ورحمته بأمته، وكيف كان يعترف بالجميل ويدعو لأصحابه.
تخريج الحديث
ورواه مسلم في الجهاد (١٣٠: ١٨٠٥) من وجه آخر عن أنس مختصرًا.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 415 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 390 المهاجرون يردون منائحهم إلى الأنصار بعد فتح خيبر.
- 391 أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم...
- 392 أجلى يهود المدينة كلهم بني قينقاع ويهود بني حارثة.
- 393 تحريق النبي ﷺ نخل بني النضير وقطع البويرة
- 394 حريق نخل بني النضير
- 395 ما تركه النبي صدقة لا يورث
- 396 كفار قريش يهددون المسلمين ويخططون للغدر
- 397 الدعاء قبل القتال كان في أول الإسلام.
- 398 ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى...
- 399 رسول الله ﷺ إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه
- 400 فخرت عائشة مغشيا عليها لما سمعت حديث الإفك.
- 401 حسان بن ثابت ينشد عائشة شعرًا ويشبب بأبيات له
- 402 عنوان الحديث: "استأذن النبي في هجاء المشركين كيف بنسبي"
- 403 تزويج النبي ﷺ جويرية بنت الحارث وأثرها في إعتاق قومها.
- 404 العنوان: زينب بنت جحش عصمها الله بدينها فلم تقل إلا...
- 405 لما نزل عذري قام النبي على المنبر فذكر ذلك
- 406 علي كان مسلما في شأن عائشة
- 407 عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة فلم يجزه
- 408 أول يوم شهدته يوم الخندق.
- 409 الحق فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة
- 410 إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم يوم الخندق
- 411 حذيفة بن اليمان يأتي بخبر القوم يوم الأحزاب
- 412 كنت مع النسوة في أطم حسان يوم الخندق
- 413 حتى أستأمر السعود سعد بن عبادة وسعد بن معاذ
- 414 لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار
- 415 اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
- 416 المسلمون يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون: نحن الذين بايعوا...
- 417 اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
- 418 لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
- 419 الحديث: تقتله الفئة الباغية
- 420 حديث رقم 8897
- 421 جابر بن عبد الله يصف معجزة طعام الخندق مع النبي...
- 422 النبي ﷺ يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية
- 423 ضرب النبي ﷺ الصخرة في الخندق وبرقت معها البرق
- 424 ليت رجل صالح من أصحابي يحرسني الليلة
- 425 من يأتينا بخبر القوم إن لكل نبي حواريًا وحواري الزبير
- 426 اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب
- 427 ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى
- 428 عمر بن الخطاب يسب كفار قريش ويشكو تأخر صلاة العصر
- 429 قلنا لرسول الله ﷺ يوم الخندق وقد بلغ منا الجهد:...
- 430 لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده
- 431 آيبون عابدون ساجدون لربنا حامدون
- 432 نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور
- 433 النصر بالصبا وإهلاك عاد بالدبور
- 434 الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم
- 435 لا يغزوكم بعدها أبدًا ولكن نغزوهم
- 436 أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل ومات من جرحه
- 437 خرجوا إلى بني قريظة
- 438 كأني أنظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم
- 439 عزم على الناس ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة
معلومات عن حديث: اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
📜 حديث: اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








