حديث: حذيفة بن اليمان يأتي بخبر القوم يوم الأحزاب
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب حال المسلمين يوم الخندق
أتيته أخبرته بخبر القوم، وفرغت قُرِرت، فألبسني رسول الله ﷺ من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحت فلما أصبحت قال: «قم، يا نومان!»
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٨٨: ٩٩) عن زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعًا عن جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التميمي، عن أبيه (يزيد بن شريك) قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث بصيغته الكاملة:
عن يزيد بن شريك التميمي قال: كنا عند حذيفة فقال رجل: لو أدركت رسول الله ﷺ قاتلت معه وأبليت، فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله ﷺ ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقر، فقال رسول الله ﷺ: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا، فلم يجبه منا أحد. فقال: «قم، يا حذيفة! فأتنا بخبر القوم» فلم أجد بدًا، إذ دعاني باسمي، أن أقوم، قال: «أذهب، فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليّ» فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام، حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهمًا في كبد القوس، فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله ﷺ: «ولا تذعرهم علي» ولو رميته لأصبته. فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، فلما أتيته أخبرته بخبر القوم، وفرغت قُرِرت، فألبسني رسول الله ﷺ من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحت فلما أصبحت قال: «قم، يا نومان!»
1. شرح المفردات:
● ريح شديدة وقر: ريح قوية شديدة البرودة.
● لا تذعرهم علي: لا تُفزعهم أو تُخيفهم من جهتنا.
● كأنما أمشي في حمام: كأني أمشي في مكان دافئ، إشارة إلى الطمأنينة والأمن الذي شعر به.
● يصلي ظهره بالنار: يدني ظهره من النار ليدفئه.
● كبد القوس: وسط القوس وأقوى جزء فيها.
● قُرِرت: شعرت بالبرد الشديد.
● عباءة: رداء من الصوف.
● يا نومان: تصغير "نائم"، كناية عن كثرة نومه.
2. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن موقف عظيم من مواقف الغزوات، وذلك في غزوة الأحزاب (الخندق) التي وقعت في السنة الخامسة للهجرة، حين اجتمعت قوى الكفر لمحاربة المسلمين.
كان الموقف عصيبًا، والجو شديد البرودة والرياح، وكان النبي ﷺ بحاجة إلى معرفة أخبار العدو، فطلب متطوعًا لهذه المهمة الخطيرة، ووعد المتطوع بأن يكون رفيقه في الجنة، لكن الصحابة ترددوا بسبب شدة الخوف والبرد والظلام.
عندما لم يتطوع أحد، اختار النبي ﷺ حذيفة لهذه المهمة، وأوصاه بعدم إفزاع العدو. ذهب حذيفة إلى معسكر المشركين، ورأى أبا سفيان يدني ظهره من النار للتدفئة، وهمّ أن يرميه بسهم لكنه التزم بأمر النبي ﷺ بعدم إفزاعهم.
عاد حذيفة إلى النبي ﷺ وأخبره بأحوال العدو، وكان يشعر ببرد شديد، فكساه النبي ﷺ بردائه ليدفئه، فنام مطمئنًا حتى الصباح.
3. الدروس المستفادة:
● طاعة النبي ﷺ في الشدة والرخاء: فحذيفة نفذ الأمر رغم خطورته.
● الصبر على الشدائد: تحمل الصحابة البرد والجوع والخوف في سبيل الله.
● الوفاء بالوعد: النبي ﷺ حقق وعده بحماية حذيفة وتكريمه.
● الأمر بالالتزام بالتوجيهات: امتناع حذيفة عن قتل أبي سفيان التزامًا بأمر النبي ﷺ.
● التوكل على الله: شعور حذيفة بالأمان رغم المخاطر بسبب ثقته بالله ورسوله.
● تواضع النبي ﷺ ورحمته: حيث كسا حذيفة بردائه واعتنى به.
4. معلومات إضافية:
● حذيفة بن اليمان: من كبار الصحابة، وكان أمين سر النبي ﷺ في معرفة المنافقين.
● غزوة الأحزاب: من أصعب الغزوات التي مرت على المسلمين، وظهرت فيها معجزات النبي ﷺ.
● العباءة التي أعطاها النبي ﷺ: فيها دلالة على فضل كسوة المسلم لأخيه وتدفئته.
● الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، مما يؤكد صحته وقوته.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل طاعة نبيه ﷺ والاقتداء به، وأن يوفقنا لفهم سنته والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قوله: «ريح شديدة وقر» القرّ هو البرد.
قوله: «كأنما أمشي في الحمام» يعني أنه لم يجد البرد الذي يجده الناس.
والحمّام مشتق من الحميم وهو الماء الحار.
ورواه البزار - كشف الأستار (١٨٠٩) وأبو بكر بن أبي شيبة - المطالب العالية (٤٢٧٣) والحاكم (٣/ ٣١) وعنه البيهقي في الدلائل (٣/ ٤٥٠) كلهم من حديث بلال العبسي، عن حذيفة قال: إن الناس تفرقوا عن رسول الله ﷺ ليلة الأحزاب، فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلًا، فأتاني رسول الله ﷺ وأنا جاثم من البرد، فقال: «يا ابن اليمان! قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم»، قلت: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياء - من البرد قال: وبرد الحرة وبرد الصبخة - قال رسول الله ﷺ: «انطلق يا ابن اليمان، فلا بأس عليك من برد ولا حر حتى ترجع إلي» قال: فانطلقت حتى آتي عسكرهم، فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله، وقد تفرق عنه الأحزاب، فجئت حتى أجلس فيهم، فحس أبو سفيان أنه قد دخل فيهم من غيرهم، فقال: ليأخذ كل رجل بيد جليسه، قال: فضربت بيميني على الذي بيميني، فأخذت بيده، وضربت شمالي على الذي عن يساري، فأخذت بيده، فكنت فيهم هنيهة، ثم قمت فأتيت رسول الله ﷺ وهو قائم يصلي، فأومى إلي بيده أن ادن، فدنوت منه حتى أرسل علي من الثوب الذي كان عليه ليدفئني، فلما فرغ ﷺ من صلاته، قال: يا ابن اليمان! اقعد فأخبر الناس، قال: قلت: يا رسول الله! تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا في عصبة توقد النار، وقد صب الله تعالى عليهم من البرد مثل الذي صب علينا ولكن نرجو من الله ما لا يرجون.
قال الحاكم: صحيح الإسناد.
وقال البزار: لا نعلمه عن بلال، عن حذيفة إلا بهذا الإسناد.
وقال الهيثمي في كشف الأستار: حديث حذيفة في الصحيح. وفي هذا زيادة، منها أنه قال: فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلًا. وفيها ما قمت لك إلا حياء وغير ذلك.
وقال ابن حجر في تعليقه على المطالب: هذا حديث حسن وأصله في الصحيح. وفي هذا زيادات.
قال الأعظمي: بلال بن يحيى العبسي الكوفي ليس به بأس كما قال ابن معين، ولكن روايته عن حذيفة مرسلة كما قال يحيى بن معين وغيره فإنه كان يقول: بلغني عن حذيفة، ومع إرساله عن حذيفة فإنه لا يقبل تفرده بهذه الزيادات وإلا فإنه صدوق حسن الحديث.
قال ابن القطان: هو ثقة، روى عن حذيفة أحاديث معنعنة ليس في شيء منها ذكر سماع، وقد صحّح الترمذي حديثه عن حذيفة اعتقادا منه أنه سمع منه.
وقصة حذيفة هذه ذكرها أهل السير والمغازي والتاريخ بتفصيل أكثر منها ما رواه أحمد (٢٣٣٣٤) عن يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي قال: قال فتًى منا من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان فذكر القصة بطولها، وفيه الواسطة بين محمد بن كعب القرظي وحذيفة مبهمة. وأما محمد بن كعب القرظي فلم يدرك حذيفة. ولكن لها أسانيد أخرى تقوّيها.
وكان لنعيم بن مسعود بن عامر بن غطفان دور بارز في بذر الشقاق بين قريظة وغطفان وقريش وكان قد أسلم، وأخفى إسلامه عن قومه، فأتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت، فقال رسول الله ﷺ: «إنما أنت فينا رجل واحد فخذّل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة».
ذكره ابن إسحاق مفصلًا بدون إسناد. انظر: سيرة ابن هشام (٢/ ٢٢٩ - ٢٣٠) وأورده معظم أصحاب السير والمغازي والتاريخ.
وأما قول النبي ﷺ: «الحرب خدعة» فهو متفق عليه مخرج في موضعه، وقد قيل: إن النبي ﷺ تكلم بهذه الجملة في غزوة الخندق.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 411 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 386 دعا النبي على قتلة أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحًا
- 387 قنت رسول الله ﷺ بعد الركوع شهرًا يدعو عليهم
- 388 قنت رسول الله شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية
- 389 النبي ﷺ يعطي أم أيمن عشرة أمثال ما سألت
- 390 المهاجرون يردون منائحهم إلى الأنصار بعد فتح خيبر.
- 391 أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم...
- 392 أجلى يهود المدينة كلهم بني قينقاع ويهود بني حارثة.
- 393 تحريق النبي ﷺ نخل بني النضير وقطع البويرة
- 394 حريق نخل بني النضير
- 395 ما تركه النبي صدقة لا يورث
- 396 كفار قريش يهددون المسلمين ويخططون للغدر
- 397 الدعاء قبل القتال كان في أول الإسلام.
- 398 ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى...
- 399 رسول الله ﷺ إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه
- 400 فخرت عائشة مغشيا عليها لما سمعت حديث الإفك.
- 401 حسان بن ثابت ينشد عائشة شعرًا ويشبب بأبيات له
- 402 عنوان الحديث: "استأذن النبي في هجاء المشركين كيف بنسبي"
- 403 تزويج النبي ﷺ جويرية بنت الحارث وأثرها في إعتاق قومها.
- 404 العنوان: زينب بنت جحش عصمها الله بدينها فلم تقل إلا...
- 405 لما نزل عذري قام النبي على المنبر فذكر ذلك
- 406 علي كان مسلما في شأن عائشة
- 407 عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة فلم يجزه
- 408 أول يوم شهدته يوم الخندق.
- 409 الحق فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة
- 410 إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم يوم الخندق
- 411 حذيفة بن اليمان يأتي بخبر القوم يوم الأحزاب
- 412 كنت مع النسوة في أطم حسان يوم الخندق
- 413 حتى أستأمر السعود سعد بن عبادة وسعد بن معاذ
- 414 لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار
- 415 اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
- 416 المسلمون يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون: نحن الذين بايعوا...
- 417 اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
- 418 لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
- 419 الحديث: تقتله الفئة الباغية
- 420 حديث رقم 8897
- 421 جابر بن عبد الله يصف معجزة طعام الخندق مع النبي...
- 422 النبي ﷺ يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية
- 423 ضرب النبي ﷺ الصخرة في الخندق وبرقت معها البرق
- 424 ليت رجل صالح من أصحابي يحرسني الليلة
- 425 من يأتينا بخبر القوم إن لكل نبي حواريًا وحواري الزبير
- 426 اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب
- 427 ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى
- 428 عمر بن الخطاب يسب كفار قريش ويشكو تأخر صلاة العصر
- 429 قلنا لرسول الله ﷺ يوم الخندق وقد بلغ منا الجهد:...
- 430 لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده
- 431 آيبون عابدون ساجدون لربنا حامدون
- 432 نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور
- 433 النصر بالصبا وإهلاك عاد بالدبور
- 434 الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم
- 435 لا يغزوكم بعدها أبدًا ولكن نغزوهم
معلومات عن حديث: حذيفة بن اليمان يأتي بخبر القوم يوم الأحزاب
📜 حديث: حذيفة بن اليمان يأتي بخبر القوم يوم الأحزاب
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حذيفة بن اليمان يأتي بخبر القوم يوم الأحزاب
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حذيفة بن اليمان يأتي بخبر القوم يوم الأحزاب
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حذيفة بن اليمان يأتي بخبر القوم يوم الأحزاب
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








