حديث: المسلمون يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون: نحن الذين بايعوا محمدًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أمر النبي ﷺ بحفر الخندق حول المدينة وحث أصحابه على ذلك

عن أنس قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون:
نحن الذين بايعوا محمدًا ... على الإسلام ما بقينا أبدًا
قال: يقول النبي ﷺ وهو يجيبهم:
«اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة ... فبارك في الأنصار والمهاجرة»
قال: يؤتون بملء كفيّ من الشعير، فيصنع لهم بإهالة سنخة توضع بين يدي القوم، والقوم جياع، وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤١٠٠) عن أبي معمر، حدثنا عبد الوارث، عن عبد
العزيز (هو ابن صهيب) عن أنس قال: فذكره.

عن أنس قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون:
نحن الذين بايعوا محمدًا ... على الإسلام ما بقينا أبدًا
قال: يقول النبي ﷺ وهو يجيبهم:
«اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة ... فبارك في الأنصار والمهاجرة»
قال: يؤتون بملء كفيّ من الشعير، فيصنع لهم بإهالة سنخة توضع بين يدي القوم، والقوم جياع، وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يصور لنا مشهداً من أروع مشاهد الصبر والإيمان والتضحية في غزوة الخندق (الأحزاب). وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● المهاجرون: هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة فراراً بدينهم.
● الأنصار: هم أهل المدينة من الأوس والخزرج الذين ناصروا رسول الله ﷺ وآووه.
● يحفرون الخندق: يحفرون trench عظيم حول المدينة للتحصين من قوات الأحزاب.
● على متونهم: على ظهورهم، دلالة على شدة الكد والتعب.
● بإهالة سنخة: الإهالة هي الشحم أو الودك، و"سنخة" يعني متغيرة الريح، منتنة.
● جياع: شديدي الجوع.
● بشعة في الحلق: ثقيلة على الحلق، صعبة البلع لرداءتها.

2. شرح الحديث:


يصف أنس بن مالك رضي الله عنه المشقة العظيمة التي عاناها الصحابة أثناء حفر الخندق في غزوة الأحزاب، حيث كانوا يعملون بأيديهم وينقلون التراب على ظهورهم في ظروف قاسية، وهم يرددون هذا النشيد الإيماني تعبيراً عن ثباتهم على بيعتهم للإسلام. وفي وسط هذا الجهد الجسدي والجوع الشديد، كان النبي ﷺ يشاركهم العمل ويدعو لهم بهذا الدعاء الجميل، الذي يحول المعاناة الدنيوية إلى تطلع لأجر الآخرة. ثم يذكر أنس أن طعامهم كان شديد التواضع (قليل الشعير مع شحم منتن)، مما يزيد الصورة وضوحاً في تجسيد معنى الصبر والزهد في الدنيا.

3. الدروس المستفادة منه:


● قوة الإيمان والثبات: التغني بالإسلام والبيعة في أحلك الظروف يدل على عمق الإيمان.
● فضائل المهاجرين والأنصار: الحديث يبرز فضل هاتين الطائفتين وجهادهما.
● الصبر على الشدة: الجوع والتعب في سبيل الله من أعلى درجات الإيمان.
● تواضع النبي ﷺ ومشاركته: كان ﷺ يعمل معهم ويدعو لهم، لا يتعالى عليهم.
● الدعاء بخير الآخرة: توجيه النبي ﷺ للصحابة بأن يطلبوا الخير الحقيقي وهو خير الآخرة، لا متاع الدنيا الزائل.
● قيمة القلة واليسير: البركة في الطعام القليل بإخلاص النية وصحة العمل.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- وقعت غزوة الخندق في السنة الخامسة للهجرة، وكانت من أشد الغزوات على المسلمين.
- فكرة حفر الخندق كانت من اقتراح سلمان الفارسي رضي الله عنه، مما يدل على حكمة اتخاذ الرأي والمشورة.
- الدعاء الذي دعا به النبي ﷺ ("اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة...") يعلمنا أن نجعل همنا الأساسي هو الآخرة حتى في وسط العمل الدنيوي.
- هذا الحديث من الأدلة على معجزة النبي ﷺ في تحمل الصعاب وبث الروح المعنوية في الصحابة.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا صدق الإيمان وصبر الأنبياء. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤١٠٠) عن أبي معمر، حدثنا عبد الوارث، عن عبد
العزيز (هو ابن صهيب) عن أنس قال: فذكره.
قوله «بإهالة» بكسر الهمزة وتخفيف الهاء: الدهن الذي يؤتدم به سواء كان زيتًا أو سمنًا أو شحمًا.
قوله: «سنخة» أي تغير طعمها ولونها من قدمها.
قوله: «بشعة» أن كريهة الطعم تأخذ الحلق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 416 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المسلمون يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون: نحن الذين بايعوا محمدًا

  • 📜 حديث: المسلمون يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون: نحن الذين بايعوا محمدًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المسلمون يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون: نحن الذين بايعوا محمدًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المسلمون يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون: نحن الذين بايعوا محمدًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المسلمون يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون: نحن الذين بايعوا محمدًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب