حديث: أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل ومات من جرحه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من استشهد من المسلمين يوم الخندق

عن عائشة قالت: أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له: حبّان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب النَّبِيّ ﷺ خيمة في المسجد ليعوده من قريب إِلَّا أن جرحه يغذو دمًا فمات منها.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٢٢) ومسلم في الجهاد (١٧٦٩) كلاهما من حديث عبد الله بن نمير، حَدَّثَنَا هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته في حديث أطول كما سيأتي وأنه مات بعد انصراف الأحزاب بنحو من خمس وعشرين ليلة وبعد أن حكم في بني قريظة.

عن عائشة قالت: أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له: حبّان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب النَّبِيّ ﷺ خيمة في المسجد ليعوده من قريب إِلَّا أن جرحه يغذو دمًا فمات منها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت، وفيه عظة وعبرة. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:


● أصيب سعد: أي جُرح سعد بن معاذ -رضي الله عنه-.
● يوم الخندق: أي في غزوة الخندق (وتسمى أيضاً غزوة الأحزاب) والتي وقعت في السنة الخامسة للهجرة.
● رماه: أي أطلق عليه السهم.
● حبّان بن العرقة: اسم الرامي، وهو من كفار قريش.
● في الأكحل: والأكحل هو عرق كبير في الذراع، إذا جُرح نزف الدم بشدة.
● خيمة: أي بنى له بيتاً صغيراً من شعر أو قماش.
● ليعوده: ليزوره ويطمئن على صحته.
● يغذو دمًا: يغذو بمعنى يسيل ويجري بشدة، أي كان الدم ينزف منه باستمرار دون أن يتوقف.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث عن قصة استشهاد الصحابي الجليل سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، سيد الأوس، الذي كان من أعز الناس على رسول الله ﷺ. في غزوة الخندق، أصابه سهم أطلقه رجل كافر من قريش يدعى حبان بن العرقة، فأصاب العرق الرئيسي في ذراعه (الأكحل)، وهو جرح خطير لأنه يتسبب في نزيف حاد.
حرصًا من النبي ﷺ على سعد ومحبته له، أمر أن تُنصب له خيمة (ما يشبه المستشفى الميداني اليوم) داخل المسجد النبوي؛ حتى يكون قريبًا منه فيزوره بسهولة ويطمئن على حاله، ويُسهِّل على المسلمين زيارته والدعاء له. لكن الجرح كان عميقًا وخطيرًا، استمر الدم ينزف منه دون توقف، حتى تُوفي سعد -رضي الله عنه- متأثرًا بجرحه، فاستشهد في سبيل الله.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة سعد بن معاذ: بيان المكانة العظيمة التي كان يحظى بها سعد بن معاذ -رضي الله عنه- عند رسول الله ﷺ وعند المسلمين، حتى خصه النبي بهذه العناية الفائقة.
2- الاهتمام بالمرضى وزيارتهم: الحديث يُعد من أصول سنن زيارة المرضى وتخفيف آلامهم ومعاناتهم، وبيان فضل هذه العبادة العظيمة. وفعل النبي ﷺ (إقامة الخيمة) هو أعلى درجات المواساة والاهتمام.
3- مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي: المسجد لم يكن مكانًا للصلاة فقط، بل كان مركزًا للشؤون الاجتماعية والتعليمية وحتى الطبية، مما يدل على شمولية الإسلام.
4- ثبات الصحابة وتضحيتهم: قصة استشهاد سعد نموذجٌ رائع لتضحيات الصحابة -رضوان الله عليهم-، حيث بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الله.
5- القضاء والقدر: الجرح البسيط في ظاهره قد يكون سببًا في الموت، فالأجل بيد الله وحده، وما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


● استشهاد سعد: كانت وفاة سعد بن معاذ -رضي الله عنه- مصيبة كبيرة على المسلمين، وبلغ من حزن النبي ﷺ عليه أنه قال عند وفاته: «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ». رواه البخاري.
● فضل سعد: كان سعد بن معاذ -رضي الله عنه- من الأنصار الذين نصروا الله ورسوله، وكان حَكَمًا في قصة بني قريظة، فحكم فيهم بحكم الله.
● العناية الطبية: فعل النبي ﷺ يعد من أوائل صور العناية الطبية المركزة والمتابعة المستمرة للمريض في التاريخ.
أسأل الله أن يتقبل سعد بن معاذ في الشهداء، وأن يرزقنا الإيمان والثبات على الدين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤١٢٢) ومسلم في الجهاد (١٧٦٩) كلاهما من حديث عبد الله بن نمير، حَدَّثَنَا هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته في حديث أطول كما سيأتي وأنه مات بعد انصراف الأحزاب بنحو من خمس وعشرين ليلة وبعد أن حكم في بني قريظة.
وروى موسى بن عقبة عن ابن شهاب في تسمية من استشهد من الأنصار يوم الخندق: أنس بن معاذ بن أوس بن عبد عمرو.
رواه الطبرانيّ في الكبير (١/ ٢٣٨) وهو مرسل.
وذكر أصحاب السير والمغازي ممن استشهد يوم الخندق: عبد الله بن سهل الأشهلي، وثعلبة بن غنمة بن عدي الأنصاري الخزرجي.
وطفيل بن النعمان الأنصاري، وكعب بن زيد الأنصار البخاريّ وسليط بن عوف الأسلمي وسفيان بن عوف الأسلمي وسنان بن صيفي الخزرجي، وفي بعضهم خلاف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 436 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل ومات من جرحه

  • 📜 حديث: أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل ومات من جرحه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل ومات من جرحه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل ومات من جرحه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل ومات من جرحه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب