حديث: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيان أن الله هو الذي هزم الأحزاب ونصر النَّبِيّ ﷺ بالصبا

عن عبد الله بن عباس، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «نصرت بالصّبا، وأهلكت عاد بالدبور».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٠٥) ومسلم في صلاة الاستسقاء (١٧: ٩٠٠) كلاهما عن طريق شعبة، حَدَّثَنِي الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النَّبِيّ ﷺ قال: فذكره.

عن عبد الله بن عباس، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «نصرت بالصّبا، وأهلكت عاد بالدبور».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وغيرهما من أئمة الحديث، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● نُصِرْتُ: أي أُيِّدت وحُزت النصرة والتأييد من الله تعالى.
● بالصَّبا: الريح التي تهب من جهة المشرق، وهي ريح لينة طيبة.
● أُهْلِكَتْ: دُمِّرت وأبيدت.
● عَادٌ: قبيلة عربية قديمة كانت تسكن منطقة "الأحقاف" وكانوا أقوياء جبارين، أرسل الله إليهم نبيه هودًا عليه السلام فكذبوه، فأهلكهم الله.
● بالدَّبُورِ: الريح التي تهب من جهة المغرب، وهي ريح شديدة قوية.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن آية من آيات الله ونعمة من نعمه عليه، حيث يقول إن الله تعالى أيَّده ونصره في غزوة الأحزاب (أو الخندق) بريح الصَّبا، التي هي ريح طيبة، فكانت سببًا في هزيمة الأحزاب وتفريق جموعهم.
وفي المقابل، يذكر النبي صلى الله عليه وسلم العقاب الإلهي، حيث أهلك الله تعالى قوم عاد بريح الدَّبور، التي هي ريح شديدة عاتية، عقابًا لهم على كفرهم وعنادهم.
فالحديث يوضح كيف أن الريح، وهي مخلوق من مخلوقات الله، تكون نعمة ونصرًا للمؤمنين الطائعين، وتكون نقمة وعذابًا على الكافرين المعاندين، بقدر الله تعالى وحكمته.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي صلى الله عليه وسلم خرج للقتال وأعد العدة، ولكن النصر الحقيقي هو من عند الله، الذي سخَّر له الريح.
2- أن النصر من عند الله وحده: فهو الذي ينصر من يشاء وهو القوي العزيز، وليس بالعدد والعُدة فقط {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
3- بيان نعمة الله على هذه الأمة: حيث نصر نبيهم بريح طيبة، على عكس الأمم السابقة التي عُذبت بالريح الشديدة.
4- العبرة من قصص الأمم السابقة: في ذكر إهلاك عاد تحذيرٌ للأمة من عقاب الله وعذابه إذا هم عصوا وتمردوا كما فعلت الأمم من قبلهم.
5- قدرة الله المطلقة: فهو الذي يسخر الرياح رحمةً لقوم وعذابًا لآخرين، {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}.

رابعًا. معلومات إضافية:


- المقصود بالنصرة بالصبا في الغالب هو ما حدث في غزوة الأحزاب، حيث أرسل الله على المشركين ريحًا شديدة قلبت قدورهم، واقتلعت خيامهم، وأطفأت نيرانهم، وفزعت منها خيولهم، فكانت سببًا مباشرًا في انسحابهم وهزيمتهم.
- قوم عاد هم من العرب البائدة، وكانوا طوال الأجساد، أقوياء، يسكنون في بيوت ذات أعمدة ضخمة، ولكنهم طغوا وتجبروا وكفروا بنعمة الله، فأرسل الله عليهم الريح العقيم سبع ليال وثمانية أيام حتى أبادتهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤١٠٥) ومسلم في صلاة الاستسقاء (١٧: ٩٠٠) كلاهما عن طريق شعبة، حَدَّثَنِي الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النَّبِيّ ﷺ قال: فذكره.
قوله: «نصرت بالصبا» بفتح المهملة وتخفيف الموحدة وهي الريح الشرقية.
و«الدبور»: هي الريح الغربية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 432 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور

  • 📜 حديث: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب