حديث: الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب بيان أن المسلمين هم الذين يغزون المشركين بعد غزوة الأحزاب
صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤١١٠) عن عبد الله بن محمد، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا إسرائيل: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت سليمان بن صرد يقول: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك. هذا حديث عظيم له قصة عظيمة ودروس كبيرة، سأشرحه لك بإذن الله تعالى وفق الخطوات المطلوبة.
الحديث بلفظه كاملاً:
عن سليمان بن صرد رضي الله عنه يقول: سمعت النَّبِيّ ﷺ يقول حين أجلي الأحزاب عنه: «الآن نغزوهم، ولا يغزوننا نحن نسير إليهم».
(رواه البخاري في صحيحه)
1. شرح المفردات:
● أجلي: من الإجلاء، أي انصرفوا وارتحلوا وذهبوا.
● الأحزاب: هم جيوش الكفار المتحالفة التي حاصرت المدينة في غزوة الخندق (وتسمى أيضاً غزوة الأحزاب).
● نغزوهم: من الغزو، أي نجاهدهم في عقر دارهم.
● نسير إليهم: أي نتوجه إلى أرضهم لنقاتلهم.
2. شرح الحديث:
السياق التاريخي:
قال النبي ﷺ هذه الكلمات بعد انتهاء غزوة الأحزاب (سنة 5 هـ)، حيث تحالفت قريش مع عدة قبائل مثل غطفان ويهود بني قريظة لمحاصرة المدينة والقضاء على الإسلام. حفر المسلمون الخندق لحماية المدينة، واستمر الحصار نحو شهر. بفضل الله ثم بحكمة النبي ﷺ وبمعجزة نصر الله (بإرسال الريح والملائكة)، دب الخلاف بين صفوف الأحزاب، وانفضوا عائدين إلى ديارهم خائبين.
شرح الكلمات:
بعد أن رحل الأعداء وانكشف الحصار، وقف النبي ﷺ وهو يرى جيوش الكفر تنسحب، وأعلن بثقة وإيمان ناطقة بهذه الكلمات التي تحمل بشارة ونصراً للمستقبل. قوله: «الآن نغزوهم، ولا يغزوننا» يعني: لقد انتهى زمن الدفاع والخوف، وبدأ زمن الهجوم والقوة. لم نعد نحن الذين نُحاصر في ديارنا، بل سنكون نحن المبادرين بالغزو والجهاد في أرض العدو. وقوله: «نحن نسير إليهم» تأكيد على هذا المعنى، وأن主动权 (المبادرة) أصبحت بيد المسلمين.
3. الدروس المستفادة منه:
هذا الحديث كنز من الدروس والعبر، منها:
1- بشارة نبوية وتحقق وعد الله: كان هذا القول منه ﷺ بشارة للمؤمنين، وقد تحقق ذلك بالفعل، فبعد هذه الغزوة بدأت حقبة جديدة قوية للمسلمين، حيث غزوا بعدها خيبر، وفتحوا مكة، ووصل الإسلام إلى أقصى بقاع الأرض.
2- نصر الله بعد الصبر والابتلاء: غزوة الأحزاب كانت من أشد الابتلاءات على المسلمين (جوع، خوف، شدة برد، خيانة المنافقين)، فجاء النصر بعد الصبر، وتحول الضعف إلى قوة.
3- ثقة القائد ورفع همة الأمة: النبي ﷺ لم يكتفِ بانتصار الدفاع، بل رفع همة المسلمين نحو هدف أعلى وهو الهجوم المبادر لتحرير الأرض ونشر الدين.
4- سنة التداول: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]. فالله تعالى يداول الأيام بين الناس، فاليوم لك وغداً لعدوك، والعكس صحيح. فالمسلم يجب أن يستفيد من أيام قوته.
5- استشراف المستقبل بثقة في نصر الله: المؤمن ينظر إلى المستقبل بعين التفاؤل والثقة في نصر الله، حتى في أحلك الظروف.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من أعلام النبوة، حيث أخبر ﷺ بالمستقبل فتحقق كما قال.
- بعد انتهاء غزوة الأحزاب، توجه النبي ﷺ مباشرة إلى يهود بني قريظة الذين خانوا العهد، فحاصرهم حتى حكموا في أنفسهم.
- نزلت في غزوة الأحزاب آيات عظيمة من سورة الأحزاب تذكر المؤمنين بنصر الله وتفضح المنافقين.
- كان هذا القول النبوي بمثابة الإعلان عن بدء مرحلة جديدة في تاريخ الدعوة الإسلامية، مرحلة القوة والتمكين والفتوحات.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يفقهنا في سنن نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قوله: «حين أجلي الأحزاب عنه» أي رجعوا عنه.
وفيه علم من أعلام النبوة فإنه ﷺ اعتمر في السنة المقبلة فصدته قريش عن البيت، ووقعت الهدنة بينهم إلى أن نقضوها، فكان ذلك سبب فتح مكة، فوقع الأمر كما قال ﷺ. انظر الفتح (٧/ ٤٠٥).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 434 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 409 الحق فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة
- 410 إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم يوم الخندق
- 411 حذيفة بن اليمان يأتي بخبر القوم يوم الأحزاب
- 412 كنت مع النسوة في أطم حسان يوم الخندق
- 413 حتى أستأمر السعود سعد بن عبادة وسعد بن معاذ
- 414 لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار
- 415 اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
- 416 المسلمون يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون: نحن الذين بايعوا...
- 417 اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
- 418 لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
- 419 الحديث: تقتله الفئة الباغية
- 420 حديث رقم 8897
- 421 جابر بن عبد الله يصف معجزة طعام الخندق مع النبي...
- 422 النبي ﷺ يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية
- 423 ضرب النبي ﷺ الصخرة في الخندق وبرقت معها البرق
- 424 ليت رجل صالح من أصحابي يحرسني الليلة
- 425 من يأتينا بخبر القوم إن لكل نبي حواريًا وحواري الزبير
- 426 اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب
- 427 ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى
- 428 عمر بن الخطاب يسب كفار قريش ويشكو تأخر صلاة العصر
- 429 قلنا لرسول الله ﷺ يوم الخندق وقد بلغ منا الجهد:...
- 430 لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده
- 431 آيبون عابدون ساجدون لربنا حامدون
- 432 نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور
- 433 النصر بالصبا وإهلاك عاد بالدبور
- 434 الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم
- 435 لا يغزوكم بعدها أبدًا ولكن نغزوهم
- 436 أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل ومات من جرحه
- 437 خرجوا إلى بني قريظة
- 438 كأني أنظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم
- 439 عزم على الناس ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة
- 440 لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة
- 441 قال النبي ﷺ لحسان: اهجهم وجبريل معك
- 442 نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ
- 443 سعد بن معاذ يغذو جرحه دماً فمات
- 444 لبث قليلاً يدرك الهيجا حمل ما أحسن الموت إذا حان...
- 445 رمي سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي بيده بمشقص
- 446 أصبت حكم الله فيهم
- 447 من أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل
- 448 امرأة تضحك ظهرًا وبطنًا وقد علمت أنها تقتل
- 449 أجلى يهود المدينة كلهم
- 450 عطاء النبي الكريم لأم ايمن
- 451 إسلام ثمامة بن أثال وحب النبي والمدينة بعد الكراهية.
- 452 صلاة الخوف مع النبي ﷺ في عسفان
- 453 صلاة الخوف في ضجنان وعسفان
- 454 بعث رسول الله ﷺ بعثًا قبل الساحل وأمر عليهم أبا...
- 455 بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش
- 456 بعثنا رسول الله ﷺ نرصد عير قريش فأكلنا الخبط
- 457 اغزوا جميعًا في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله
- 458 أمر النبي بذود وراع لقوم عكل وعرينة فقتلوا الراعي
معلومات عن حديث: الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم
📜 حديث: الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








