حديث: إن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في فضل خالد بن الوليد وأخباره

عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله ﷺ جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة، «فإن قُتل زيد - أو استشهد - فأميركم جعفر، فإن قُتل - أو استشهد - فأميركم عبد الله بن رواحة» فلقوا العدو، فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قُتل، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قُتل، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قُتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد، ففتح الله عليه، وأتى خبرهم النبي ﷺ، فخرج إلى الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: «إن إخوانكم لقوا العدو، وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قُتل - أو استشهد -، ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قُتل - أو استشهد -، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قُتِل - أو استشهد -، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد، ففتح الله عليه» الحديث.

صحيح: رواه أحمد (١٧٥٠)، والنسائي في الكبرى (٨٥٥٠) كلاهما من طريق وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر فذكره.

عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله ﷺ جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة، «فإن قُتل زيد - أو استشهد - فأميركم جعفر، فإن قُتل - أو استشهد - فأميركم عبد الله بن رواحة» فلقوا العدو، فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قُتل، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قُتل، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قُتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد، ففتح الله عليه، وأتى خبرهم النبي ﷺ، فخرج إلى الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: «إن إخوانكم لقوا العدو، وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قُتل - أو استشهد -، ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قُتل - أو استشهد -، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قُتِل - أو استشهد -، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد، ففتح الله عليه» الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونسمع.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما، يروي قصة مؤثرة من قصص بطولة الصحابة وتضحية الأنصار في سبيل الله. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● بَعَثَ: أرسل.
● جَيْشًا: مجموعة من المقاتلين.
● اسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ: جعله أميراً وقائداً عليهم.
● الرَّايَةَ: العلم أو اللواء الذي يمثل قيادة الجيش ورمزاً له.
● لَقُوا الْعَدُوَّ: التقوا بالعدو وخاضوا معركة معهم.
● سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ: كناية عن الشجاعة والبأس الشديد في القتال، فكما أن السيف أداة للنصر، فخالد وأمثاله من المجاهدين هم أدوات نصر الله تعالى.

2. شرح الحديث:


يحدثنا عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل سرية (وهي غزوة مؤتة) وجعل قائدها الأول زيد بن حارثة رضي الله عنه (مولاه وابن بالتبني)، ثم عين خليفة له في القيادة إن قُتل وهو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه (ابن عم النبي وأخو علي)، ثم خليفته إن قُتل هو الآخر عبد الله بن رواحة رضي الله عنه (شاعر الرسول ومن كبار الأنصار).
وقد حدث ما توقعه النبي صلى الله عليه وسلم، فالتقى الجيش الإسلامي (الذي كان عدده ثلاثة آلاف) بجيش الروم (الذي بلغ مائتي ألف) في أرض مؤتة. وقاتل القادة الثلاثة بأعظم بسالة وتضحية:
● زيد بن حارثة: حمل الراية وقاتل حتى استشهد.
● جعفر بن أبي طالب: التقط الراية من الأرض وقاتل حتى قُطعت يمينه، فأخذها بشماله فقطعت، فاحتضنها بعضديه حتى استشهد. وقد وجد في جسده بضع وثلاثون طعنة.
● عبد الله بن رواحة: تقدم بعد ذلك، وكانت تنتابه لحظات تردد طبيعية في نفس المجاهد، ثم عاد إلى ثباته وتقوى الله، فقاتل حتى استشهد.
وبعد استشهاد القادة الثلاثة الذين عينهم النبي، التقط الراية خالد بن الوليد رضي الله عنه (قبل إسلامه بفترة قصيرة)، فأظهر براعة عسكرية فائقة، حيث استطاع بإستراتيجية ذكية أن ينسحب بالجيش بأقل الخسائر، بل إنه حول الهزيمة الظاهرية إلى نصر معنوي، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك "سيف من سيوف الله".
ولما وصل خبر المعركة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، خرج إلى الناس وأخبرهم بخبر إخوانهم، وحمد الله تعالى، وذكر لهم ترتيب استشهاد القادة، وكيف أن الله تعالى أنقذ الجيش في النهاية بقيادة خالد بن الوليد.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب طاعة ولي الأمر: حيث أطاع الجيش أوامر النبي صلى الله عليه وسلم في تعيين القادة بالتسلسل الذي حدده.
● الشجاعة والتضحية في سبيل الله: تضحية القادة الثلاثة بأرواحهم هي أعظم مثال على حب الصحابة للشهادة في سبيل الله.
● الإعداد والتنظيم: بيان حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التخطيط المسبق وتعيين قادة بدلاء، مما يحفظ تماسك الجيش.
● الثقة بقضاء الله وقدره: خروج الجيش رغم معرفتهم بعدم التكافؤ في العدد والعدة، توكلًا على الله.
● فضل خالد بن الوليد: هذا الحديث من أوائل الأدلة على شجاعته وحنكته العسكرية، والتي أهلته لأن يكون من كبار قادة الإسلام.
● الصدق في تبليغ الأخبار: النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ الناس الخبر كما حدث دون زيادة أو نقصان.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الغزوة وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة.
- سميت غزوة مؤتة نسبة إلى المنطقة التي وقعت فيها في بلاد الشام.
- كان استشهاد جعفر بن أبي طالب سبباً في كنيته الشهيرة "جعفر الطيار" أو "ذو الجناحين"، حيث روي أن الله تعالى أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء.
- يعتبر هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الإخبارية، حيث أخبر بما سيجري قبل وقوعه، ووقع exactly كما قال.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإيمان والشجاعة والثبات في سبيله، وأن يجمعنا بهؤلاء الصحابة الأبرار في جنات النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٥٠)، والنسائي في الكبرى (٨٥٥٠) كلاهما من طريق وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر فذكره. وإسناده صحيح.
وبقية الحديث مذكور في كتاب الجنائز في التعزية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 382 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد

  • 📜 حديث: إن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب