إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها

حديث: إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها

عن عبد الله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول: اللهم! إني أسألك القصر الأبيض عن
يمين الجنة إذا دخلتها. فقال: أي بني! سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء».

صحيح: رواه أبو داود (٩٦)، وابن ماجه (٣٨٦٤)، وصحّحه ابن حبان (٦٧٦٤)، والحاكم (١/ ١٦٢، ٥٤٠) كلهم من حديث حماد بن سلمة، ثنا الجريري، عن أبي نعامة، عن عبد الله بن مغفل فذكره إلا أن ابن ماجه لم يذكر «الطهور».

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يقول: "اللهم! إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها". فقال: "أي بني! سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء»".
رواه أبو داود والنسائي وأحمد، وصححه الألباني.

1. شرح المفردات:

● القصر الأبيض: بناء عالٍ فاخر في الجنة، أبيض اللون نفيس.
● عن يمين الجنة: في أفضل المواضع وأكرمها، إذ اليمين موضع الكرامة.
● يعتدون: يتجاوزون الحد المشروع، يبالغون زيادة عن الاعتدال.
● الطهور: الوضوء والغسل من الحدث.
● الدعاء: الطلب والمناجاة مع الله تعالى.

2. شرح الحديث:

يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يدعو الله بأن يُعطيه قصرًا أبيض مُحددًا في الجنة عن يمينها، فَنَهاه عن ذلك التحديد والتفصيل، وأمره بأن يسأل الله الجنة بشكل مطلق، وأن يتعوذ من النار، ثم استدل على ذلك بحديث النبي ﷺ الذي يحذر من الاعتداء في الدعاء والطهور.
المعنى الإجمالي:
- النهي عن التحديد التفصيلي في سؤال نعيم الجنة (كطلب قصر معين بلون معين في مكان معين).
- الأمر بسؤال الجنة والتعوذ من النار على وجه الإطلاق دون تفصيل.
- التحذير من الغلو والمبالغة في العبادات، ومنها الدعاء والطهارة.

3. الدروس المستفادة:

1- الاعتدال في الدعاء: الدعاء عبادة عظيمة، ولكن ينبغي أن يكون ضمن الحدود الشرعية، دون غلو أو تشديد، كطلب أمور مفصلة لم يرد بها نص، أو التكلف في الصياغة.
2- سؤال الجنة والتعوذ من النار: من هدي النبي ﷺ أن ندعو بسؤال الجنة بصفة عامة، والتعوذ من النار، كما في الحديث: «إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة» [رواه البخاري].
3- التحذير من الغلو في الدين: الاعتدال في كل العبادات،包括 الطهارة (كالإسراف في الماء أو التكلف في كيفية الغسل)، والدعاء (كالتحديد المبالغ فيه).
4- توجيه الآباء للأبناء: حرص الصحابة على تربية أبنائهم على السنة، وتصحيح أخطائهم بلطف وحكمة، كما فعل عبد الله بن مغفل مع ابنه.
5- التأسّي بالنبي ﷺ: الاستدلال بكلام النبي ﷺ في النصح والإرشاد.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم التحديد في الدعاء: إذا ورد نص بتحديد مكان أو نعيم في الجنة (كطلب الفردوس الأعلى)، فيجوز؛ لأن النص ورد به. أما إن كان من تلقاء النفس دون دليل، فيُكره؛ لأنه قد يؤدي إلى الغلو.
● الاعتداء في الطهور: هو مجاوزة الحد الشرعي في الوضوء أو الغسل، كغسل العضو أكثر من ثلاث مرات، أو الإسراف في الماء، وقد قال النبي ﷺ: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يَعْتَدون في الطُّهور والدعاء» [رواه أبو داود]، وهو تحذير من البدع والغلو.
● البدع في الدعاء: كالتلفظ بصيغ غير مأثورة، أو اعتقاد أن صيغة معينة "أفضل" دون دليل، أو رفع الصوت المبالغ فيه، وغير ذلك.

الخلاصة:

الحديث يحثنا على:
- الاعتدال في العبادة واجتناب الغلو.
- الدعاء بالمأثور وبما ورد في النصوص.
- تربية الأبناء على السنة والمنهج الصحيح.
- سؤال الجنة بصفة عامة، والتعوذ من النار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٩٦)، وابن ماجه (٣٨٦٤)، وصحّحه ابن حبان (٦٧٦٤)، والحاكم (١/ ١٦٢، ٥٤٠) كلهم من حديث حماد بن سلمة، ثنا الجريري، عن أبي نعامة، عن عبد الله بن مغفل فذكره إلا أن ابن ماجه لم يذكر «الطهور». وإسناده صحيح.
وصحّحه أيضا ابن حجر في التلخيص (١/ ١٤٤).
وبمعناه ما روي عن أبي نعامة، عن ابن لسعد قال: سمعني أبي وأنا أقول: اللهم! إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال. يا بني! إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء» فإياك أن تكون منهم، إن أعطيت الجنة أعطيتها، وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار، أعذت منها وما فيها من الشر.
رواه أبو داود (١٤٨٠) عن مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة فذكره. وقد وقع في إسناده اضطراب شديد فإن زياد بن مخراق وإن كان ثقة، فإنه لم يُقِمْ إسناد هذا الحديث كما قال أحمد، فإن الصحيح أنه من حديث عبد الله بن مغفل كما سبق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 144 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها

📜 حديث: إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية