حديث: رحمة الله علينا وعلى موسى لو كان صبر لقص الله علينا من خيره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الداعي يبدأ بنفسه في الدعاء

عن أبي بن كعب في قصة الخضر وموسى قال قال رسول الله ﷺ: «رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾ [سورة الكهف: ٧٦] ولو صبر لرأى العجب» قال: وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه رحمة الله علينا وعلى أخي كذا رحمة الله علينا.
وفي لفظ عنه: قال: كان رسول الله ﷺ إذا دعا لأحد بدأ بنفسه، فذكر ذات يوم موسى فقال: «رحمة الله علينا وعلى موسى، لو كان صبر لقص الله تعالى علينا من خيره، ولكن ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (١٣٨٠: ١٧١ - ١٧٢) من طريق رقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب فذكره باللفظ الأول في قصة الخضر وموسى.

عن أبي بن كعب في قصة الخضر وموسى قال قال رسول الله ﷺ: «رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عجل لرأى العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾ [سورة الكهف: ٧٦] ولو صبر لرأى العجب» قال: وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه رحمة الله علينا وعلى أخي كذا رحمة الله علينا.
وفي لفظ عنه: قال: كان رسول الله ﷺ إذا دعا لأحد بدأ بنفسه، فذكر ذات يوم موسى فقال: «رحمة الله علينا وعلى موسى، لو كان صبر لقص الله تعالى علينا من خيره، ولكن ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


يذكر الحديث قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر كما وردت في سورة الكهف، ويحكي لنا النبي ﷺ موقفًا من هذه القصة معبرًا عن رأفته ورحمته بسيدنا موسى، ومستنبطًا منها الدروس والعبر.


1. شرح المفردات:


● عجل: بمعنى استعجل وترك الصبر.
● ذمامة: الذمامة هي الحرمة والحق والعهد، والمقصود هنا أن سيدنا موسى أخذته غيرة وحمية على الشرع عندما رأى ما فعله الخضر مما ظاهره منكر.
● من لدني عذرًا: أي أن الخضر اعتذر لموسى اعتذارًا بينًا واضحًا من عنده.
● لو صبر: أي لو استمر موسى في الصحبة مع الخضر ولم يشترط شرطه.
● بدأ بنفسه: أي أن النبي ﷺ كان إذا ترحم على أحد أو دعا له، يدعو لنفسه أولاً ثم للغير، تواضعًا منه ﷺ وحسن أدب.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ عن قصة سيدنا موسى مع الخضر، ويذكر أن الله رحم موسى حيث لم يطلع على بعض الأمور التي لو اطلع عليها لشَقَّ عليه رؤيتها أو لفهمها على غير حقيقتها. فسيدنا موسى -عليه السلام- استعجل في الحكم على أفعال الخضر التي كانت تخفي وراءها حِكَمًا عظيمة وأسرارًا إلهية، واشترط على الخضر ألا يسأله عن شيء بعد ذلك، وإلا فارقه.
وفي هذا يقول الله تعالى:
﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾
أي: قال الخضر لموسى: إن سألتني عن شيء بعد هذه المسألة فلا تصاحبني، فقد أعذرت إليك وبيَّنتُ لك أنك لن تستطيع معي صبرًا.
ولكن النبي ﷺ يلفتنا إلى أن موسى -عليه السلام- لو صبر وواصل الصحبة لرأى عجائب أخرى وحِكَمًا أعظم، لكن حكمة الله اقتضت أن تنتهي الصحبة عند هذا الحد.


3. الدروس المستفادة:


1- الصبر مفتاح العلم والفهم: فالعجلة قد تحرم الإنسان من فوائد عظيمة، والعلم يحتاج إلى تأنٍّ وصبر.
2- الأدب مع العلماء والمعلمين: فسيدنا موسى مع نبوته وعلمه العظيم، ذهب إلى الخضر يتعلم منه، وهذا أدب عظيم في طلب العلم.
3- التواضع وبدء الدعاء بالنفس: فالنبي ﷺ كان يبدأ بنفسه في الدعاء والترحم، وهذا من كمال أدبه وتواضعه.
4- الحكمة الإلهية خلف الأحداث: فما ظاهره شر قد يكون خيرًا، وما يبدو منكرًا قد يكون له حكمة بالغة لا نعلمها.
5- الاعتراف بالفضل والرحمة للأنبياء: فالنبي ﷺ يترحم على موسى ويذكر أن رحمة الله شملته في عدم إطلاعه على بعض الأمور.


4. معلومات إضافية:


- هذه القصة وردت في سورة الكهف من الآية 60 إلى الآية 82.
- الخضر عليه السلام هو العبد الصالح الذي أعطاه الله علمًا من لدنه، واختلف العلماء في نبوته، والأرجح أنه نبي.
- قصة موسى مع الخضر ترمز إلى أن العلم لا حدود له، وأن الإنسان مهما بلغ من العلم فإن فوق كل ذي علم عليم.

اللهم ارحمنا وارحم أنبياءك ورسلك، واجعلنا من المتعلمين المتواضعين، ووفقنا للصبر وحسن الأدب في طلب العلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (١٣٨٠: ١٧١ - ١٧٢) من طريق رقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب فذكره باللفظ الأول في قصة الخضر وموسى.
وروى البخاري هذه القصة من أوجه كثيرة غير أنه لم يذكر جزء البداءة بالنفس.
واللفظ الثاني: رواه أحمد (٢١١٢٦)، وأبو داود (٣٩٨٤)، والترمذي (٣٣٨٥)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٥٧٤) كلهم من طرق، عن حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب فذكره.
والسياق لأحمد وسياق الآخرين نحوه إلا أن الترمذي اقتصر على أن رسول الله ﷺ كان إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه.
وإسناده حسن من أجل حمزة الزيات فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: حمزة الزيات لم يخرج له البخاري وإنما أخرج له مسلم.
ورواه ابن ماجه (٣٨٥٢) من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «يرحمنا الله وأخا عاد».
والصحيح عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 134 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رحمة الله علينا وعلى موسى لو كان صبر لقص الله علينا من خيره

  • 📜 حديث: رحمة الله علينا وعلى موسى لو كان صبر لقص الله علينا من خيره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رحمة الله علينا وعلى موسى لو كان صبر لقص الله علينا من خيره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رحمة الله علينا وعلى موسى لو كان صبر لقص الله علينا من خيره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رحمة الله علينا وعلى موسى لو كان صبر لقص الله علينا من خيره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب