أحِّدْ أحِّدْ - النبي ينها عن الدعاء بأصبعين

حديث: أحِّدْ أحِّدْ - النبي ينها عن الدعاء بأصبعين

عن أبي هريرة أن رجلا كان يدعو بإصبعيه فقال رسول الله ﷺ: «أحِّدْ أحِّدْ».
وفي لفظ: أن النبي ﷺ أبصر رجلا يدعو بأصبعيه جميعا فنهاه وقال: «بإحداهما باليمنى».

حسن: رواه الترمذي (٣٥٥٧)، والنسائي (١٢٧٢)، وأحمد (١٠٧٣٩)، والحاكم (١/ ٥٣٦) كلهم من حديث صفوان بن عيسى قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره باللفظ الأول.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو حديث صحيح.

1. شرح المفردات:

● يدعو بإصبعيه: أي يشير بأصبعيه السبابة والوسطى معاً أثناء الدعاء أو التشهد في الصلاة.
● أحِّدْ أحِّدْ: كلمة تقال للتأكيد على التوحيد والإفراد، ومعناها هنا: "وحدّ، أفرد"، أي استخدم إصبعاً واحدةً للإشارة.
● بإحداهما باليمنى: أي استخدم إحدى الأصبعين، وهي السبابة من اليد اليمنى.

2. شرح الحديث:

يصور لنا هذا الحديث المشهد التالي: كان رجل من الصحابة رضي الله عنهم يجلس في الصلاة (غالباً في التشهد) أو في الدعاء خارج الصلاة، وكان يشير بأصبعيه معاً (السبابة والوسطى) نحو القبلة تعظيماً لله وتوحيداً له أثناء دعائه.
فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل، وأمره أن يقتصر على الإشارة بإصبع واحدة فقط، وهي السبابة اليمنى.
الحكمة من النهي: النهي هنا ليس لأن الدعاء بأصبعين شرك، حاشا لله، ولكن لأمرين رئيسيين:
1- مخالفة الهيئة المشروعة: الهيئة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وواظب عليها هي الإشارة بالسبابة وحدها. فالإشارة بأصبعين خروج عن هذه السنة العملية.
2- سد الذريعة: لئلا يتشبه هذا الفعل بفعل بعض أهل الشرك الذين قد يستعملون إشارات خاصة بعباداتهم الباطلة، أو لئلا يُظن أن في ذلك معنىً يتعلق بتعدد المعبود (والعياذ بالله)، فجاء النهي لحسم هذا الباب وتأكيد معنى التوحيد الخالص بالهيئة والإشارة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الإتباع وعدم الابتداع: الحديث دليل على وجوب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل كبيرة وصغيرة، حتى في هيئة الإشارة بالأصبع في الصلاة والدعاء. فالدين ليس مجرد نيات وقلوب، بل هو أيضاً هيئات وأفعال توقيفية نأخذها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2- التوحيد في القول والعمل: حتى حركاتنا في العبادة يجب أن تنطق بالتوحيد. فالإشارة بإصبع واحدة ترمز إلى وحدانية الله تعالى، وأنه لا إله غيره.
3- الحكمة من التشريع: النهي عن الإشارة بأصبعين مع كونه عملاً صغيراً يبين لنا عظمة هذا الدين وكماله، حيث يحرص على سد جميع الذرائع الموصلة إلى الشرك أو مخالفة السنة.
4- الرفق في التعليم: نلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزجر الرجل زجراً شديداً، بل نهاه توجيهاً وتعليماً بلطف، وهذا من خلقه الكريم صلى الله عليه وسلم في تعليم الناس ودعوتهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● موضع الإشارة: تكون الإشارة بالسبابة في التشهد أثناء الصلاة، عند النطق بشهادة أن لا إله إلا الله ("أشهد أن لا إله إلا الله")، كما يسن رفعها عند الدعاء خارج الصلاة أحياناً.
● كيفية الإشارة: تكون الإشارة بتحريك السبابة قليلاً (رفعها وخفضها) أثناء الدعاء، دلالة على علو الله تعالى وتوحيده، كما جاء في بعض الأحاديث.
● الاستمرار في الإشارة: يسن أن تظل السبابة مرفوعة من بداية التشهد حتى التسليم من الصلاة، كما هو مذهب جمهور العلماء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٥٥٧)، والنسائي (١٢٧٢)، وأحمد (١٠٧٣٩)، والحاكم (١/ ٥٣٦) كلهم من حديث صفوان بن عيسى قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره باللفظ الأول.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب». وصحّح الحاكم إسناده.
واللفظ الثاني: رواه ابن حبان (٨٨٤) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا حفص بن غياث، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن عمر بن أبان وهو عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: «ومعنى هذا الحديث بإصبعيه في الدعاء عند الشهادة لا يشير إلا بإصبع واحدة».
وقوله: «أحِّد أحّد» أصله وَحِّدْ وَحِّدْ من التوحيد فقلبت الواو همزة. أي أَشِرْ بإصبع واحدة لأن الذي تدعوه واحد، لا شريك له.
وهذا الصحابي الذي رآه النبي ﷺ هو سعد بن أبي وقاص كما في الحديث الآتي: عن سعد بن أبي وقاص قال: مر علي النبي ﷺ وأنا أدعو بإصبعي فقال: «أحِّدْ، أحِّدْ» وأشار بالسبابة.
صحيح: رواه أبو داود (١٤٩٩)، والنسائي (١٢٧٣)، وصحّحه الحاكم (١/ ٥٣٦) كلهم من طريق أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن سعد بن أبي وقاص فذكره. وإسناده صحيح.
وقد اختلف فيه على الأعمش ولكن قول أبي معاوية أشبه بالصواب كما قال الدارقطني في العلل (٤/ ٣٩٧).
وقال الحاكم: «صحيح على شرطهما إن كان أبو صالح السمان سمعه من سعد.
قال الأعظمي: لا معنى لشك الحاكم في سماع أبي صالح من سعد فإنه وُلِدَ في خلافة عمر، وسعد بن أبي وقاص مات سنة خمس وخمسين على المشهور، وقد ثبت أن أبا صالح ذكوان سأل سعدا مسألة في الزكاة، وصرّح البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٥١٣) بسماعه من سعد. والله أعلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 135 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحِّدْ أحِّدْ - النبي ينها عن الدعاء بأصبعين

📜 حديث: أحِّدْ أحِّدْ - النبي ينها عن الدعاء بأصبعين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أحِّدْ أحِّدْ - النبي ينها عن الدعاء بأصبعين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أحِّدْ أحِّدْ - النبي ينها عن الدعاء بأصبعين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أحِّدْ أحِّدْ - النبي ينها عن الدعاء بأصبعين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية