حديث: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إكثار الداعي في دعائه من قوله: يا ذا الجلال والإكرام

عن ربيعة بن عامر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام».

صحيح: رواه أحمد (١٧٩٦) والنسائي في الكبرى (٧٦٦٩)، والحاكم (١/ ٤٩٨ - ٤٩٩) كلهم من طرق، عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن حسان - هو الفلسطيني -، عن ربيعة بن عامر فذكره.

عن ربيعة بن عامر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ.
هذا حديث عظيم في باب الدعاء والذكر، وها هو شرحه على النحو التالي:


الحديث بنصه:


عن ربيعة بن عامر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ».
(رواه الترمذي في جامعه، وقال: حديث حسن، والنسائي في السنن الكبرى، وأحمد في المسند، وهو حسن).


١. شرح المفردات:


● أَلِظُّوا: مِنَ الإِلْظَاظ، وأصلها: اللَّزُومُ وَالْمُوَاظَبَةُ وَالإِكْثَارُ. أي: الْزَمُوا هذا الدعاء وأَكْثِروا منه، وداوموا عليه.
● يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ: يا صاحب العظمة والكبرياء، ويا من له الإكرام والعطاء الجزيل.
● الْجَلَال: العظمة والكبرياء، وهو وصف لله تعالى يدل على كمال عظمته وجلاله.
● الْإِكْرَام: هو إفاضة الخير والإنعام على عباده، وهو وصف لله تعالى يدل على كرمه وجوده وإحسانه.


٢. شرح الحديث:


يأمرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن نداوم ونتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم العظيم من أسمائه الحسنى، وهو "ذو الجلال والإكرام".
● لماذا هذا الاسم بالذات؟
لأنه يجمع بين صفتين عظيمتين:
1- جلال الله وعظمته وكبرياؤه، مما يوجب في قلب العبد الخشية والتعظيم.
2- إكرام الله وكرمه وجوده، مما يوجب في قلب العبد الرجاء والطمع في فضله.
فالداعي بهذا الاسم يجمع بين الخوف والرجاء، وهما ركنا العبادة الأساسيان. فهو يعظم ربه ويخافه، وفي نفس الوقت يطمع في كرمه وإحسانه.
● صيغة الدعاء:
يكون بأن يقول العبد: "يا ذا الجلال والإكرام"، ويمكن أن يدعو بعده بحاجته، مثل أن يقول: "يا ذا الجلال والإكرام، ارزقني كذا" أو "اغفر لي" أو "ارحمني". فهو مناداة لله تعالى بهذا الاسم ثم سؤاله الحاجة.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على الإكثار من هذا الذكر: أمر النبي ﷺ بالملازمة والإكثار منه، مما يدل على فضله العظيم وأثره في إجابة الدعاء.
2- التعلق بأسماء الله الحسنى: الدعاء بأسماء الله من أعظم أسباب الإجابة، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.
3- الجمع بين الخوف والرجاء في العبادة: هذا الاسم يربي في قلب العبد هذين المقامين العظيمين.
4- سهولة الذكر وعدم مشقته: فهو ذكر قصير لفظاً، عظيم معنىً، يمكن للمسلم أن يكثر منه في كل وقت وحال.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


● مكانة الحديث: هذا الحديث من الأحاديث التي يتعلق بها أهل السنة والجماعة في أبواب الدعاء والذكر.
● وقت الدعاء به: يستحب الإكثار منه في جميع الأوقات، وفي السجود خاصة، كما ورد في بعض الآثار عن السلف.
● ثمرة هذا الدعاء: من داوم على هذا الذكر عظم الله في قلبه، ووسّع عليه في رزقه، وقرب إليه ما يطلبه بحوله وقوته وكرمه سبحانه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٩٦) والنسائي في الكبرى (٧٦٦٩)، والحاكم (١/ ٤٩٨ - ٤٩٩) كلهم من طرق، عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن حسان - هو الفلسطيني -، عن ربيعة بن عامر فذكره.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد وهو كما قال.
وقوله: «ألظوا بيا ذا الجلال والاكرام» أي أكثروا من قوله: يقال: ألظّ بالشيء ويلظ إلظاظا إذا لزمه وثابر عليه.
وبمعناه ما روي عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام».
رواه الترمذي (٣٥٣٤ م)، والطبراني في الدعاء (٩٣)، وابن عدي في الكامل (٧/ ٢٥٦١) كلهم من طرق عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب، وقد روي هذا الحديث عن أنس من غير وجه».
قال الأعظمي: في إسناده يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
ورواه الترمذي (٣٥٣٥)، وأبو يعلى (٣٨٣٣)، والطبراني في الدعاء (٩٤) كلهم من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس فذكره.
وقد جزم الترمذي وأبو حاتم الرازي والدارقطني أن المؤمل غلط فيه، والصواب عن حماد، عن ثابت وحميد، عن الحسن مرسلا. انظر: علل ابن أبي حاتم (٢٠٦٩) وعلل الدارقطني (١٢/ ٢٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 132 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام

  • 📜 حديث: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب