عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة

حديث: عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة

عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط البجلي أنه سمع أبا بكر حين قبض النبي ﷺ يقول: قام رسول الله في مقامي هذا عام الأول، ثم بكى أبو بكر ثم قال: «عليكم بالصدق؛ فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب؛ فإنه مع الفجور وهما في النار، وسلوا الله المعافاة فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة». الحديث.

صحيح: رواه ابن ماجه (٣٨٤٩)، وأحمد (٥، ١٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٢٤)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٧٩ - ٨٨٣) وصحّحه ابن حبان (٩٥٢)، والحاكم (١/ ٥٢٩) كلهم من طرق، عن أوسط البجلي فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه موعظة جامعة من الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في لحظة تاريخية مفصلية، وهي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، مما يزيده أهمية وعمقاً.

أولاً. شرح المفردات:

● قام رسول الله في مقامي هذا عام الأول: أي وقف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المكان نفسه قبل عام (أي في حجة الوداع).
● عليكم بالصدق: الزموا الصدق في الأقوال والأفعال والأحوال.
● مع البر: مقترنًا بالبر، وهو الخير الكثير والطاعة.
● وهما في الجنة: الصدق والبر طريق موصل إلى الجنة.
● إياكم والكذب: احذروا الكذب وتحاشوه.
● مع الفجور: مقترنًا بالفجور، وهو الميل عن الحق والوقوع في المعاصي.
● وهما في النار: الكذب والفجور طريق موصل إلى النار.
● سلوا الله المعافاة: اطلبوا من الله العافية والسلامة من الشرور في الدين والدنيا.
● بعد اليقين: بعد الإيمان الراسخ واليقين الكامل بالله.

ثانياً. شرح الحديث:

يحدثنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه في هذا الموقف المؤثر، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وهو يذكر الناس بموقف النبي في نفس المكان قبل عام في حجة الوداع، مما يدل على حرصه على اتباع سنة النبي وتذكير الأمة بها.
ثم ينتقل إلى وصيته الجامعة التي تركز على ثلاثة أركان عظيمة:
1- الوصية بالصدق وملازمة البر: الصدق هو مطابقة القول للواقع والاعتقاد، وهو أساس الأخلاق الإسلامية وأصل كل خير. والبر هو كلمة جامعة لكل خير وطاعة وفضيلة. والصدق يؤدي إلى البر، وهما متلازمان يقودان صاحبهما إلى الجنة.
2- التحذير من الكذب واقترانه بالفجور: الكذب هو الإخبار بخلاف الواقع، وهو أساس كل رذيلة وذنب. والفجور هو الخروج عن طاعة الله وارتكاب المعاصي. والكذب يؤدي إلى الفجور، وهما متلازمان يقودان صاحبهما إلى النار.
3- الحث على سؤال الله المعافاة: بعد التوحيد والإيمان اليقيني، فإن أعظم نعمة ينعم الله بها على العبد هي العافية في الدين والدنيا: عافية القلب من الشرك والشك، وعافية البدن من الأمراض والبلاء، وعافية العرض منالاغتياب، وغير ذلك. وهي نعمة عظيمة لا يعرف قدرها إلا من فقدها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- مكانة الصدق: أن الصدق هو أساس الدين والأخلاق، وهو طريق النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.
2- خطر الكذب: أن الكذب من أكبر الذنوب وأخطرها على الفرد والمجتمع، وهو مدخل للشرور والفساد.
3- أهمية الدعاء بالمعافاة: أن المسلم يجب أن يداوم على سؤال الله العافية في جميع الأمور، فهي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.
4- حكمة القادة: أن القائد الحكيم في أوقات الأزمات والمحن يركز على تذكير الناس بالأخلاق والقيم الأساسية واللجوء إلى الله، كما فعل أبو بكر رضي الله عنه.
5- اقتران الأخلاق بالعقيدة: أن الإسلام يربط بين السلوك الأخلاقي والعقيدة، فالصدق من الإيمان، والكذب من النفاق.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من وصايا أبي بكر الصديق المشهورة، وقد رواه الإمام أحمد في المسند وهو حسن.
- اليقين هنا هو الإيمان الكامل بالله ورسوله واليوم الآخر، وهو أعلى مراتب الإيمان.
- المعافاة تشمل العافية في الدين من الشرك والبدع، والعافية في البدن من الأسقام، والعافية في المال من الآفات، والعافية في العرض منالاغتياب.
نسأل الله أن يجعلنا من الصادقين، ويبعدنا عن الكذب وأهله، ويهب لنا المعافاة في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٨٤٩)، وأحمد (٥، ١٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٢٤)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٧٩ - ٨٨٣) وصحّحه ابن حبان (٩٥٢)، والحاكم (١/ ٥٢٩) كلهم من طرق، عن أوسط البجلي فذكره.
وإسناده صحيح. وصحّحه الحاكم.
ورواه أحمد (٦) من طريق معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري، عن أبيه، رفاعة بن رافع، قال: سمعت أبا بكر الصديق، يقول على منبر رسول الله ﷺ: سمعت رسول الله ﷺ يقول: فبكى أبو بكر حين ذكر رسول الله ﷺ، ثم سري عنه، ثم قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول في هذا القيظ عام الأول: «سلوا الله العفو والعافية، واليقين في الآخرة والأولى».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 141 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة

📜 حديث: عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية