حديث: الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرؤيا ثلاث

عن عوف بن مالك، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة».

حسن: رواه ابن ماجه (٣٩٠٧)، وابن أبي شيبة (٣١١٤٧) وصحّحه ابن حبان (٦٠٤٢) كلهم من طريق يحيى بن حمزة، حدثنا يزيد بن عَبيدة، حدثني أبو عبيد اللَّه مسلم بن مشكم، عن عوف بن مالك، فذكره.

عن عوف بن مالك، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أقسام الرؤيا وتصنيفها، رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام مالك في الموطأ، وغيرهم، وهو حديث صحيح.
أولاً: شرح مفردات الحديث:
● الرؤيا: ما يراه النائم في منامه.
● أهاويل: جمع هول، وهي الأمور المُخيفة المُفزعة التي تُثير الفزع والحزن.
● يُحزِن بها: يُسبب لها الحزن والهم والكآبة.
● يَهُمُّ به: يشغل به فكره ويهتم به أثناء اليقظة.
● جُزْءٌ من سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا: قِسم ونصيب من أجزاء النبوة الكثيرة.
ثانياً: شرح الحديث الإجمالي:
يصنف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الرؤيا التي يراها الإنسان في منامه إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
1- الرؤيا المنبثقة من الشيطان: وهي عبارة عن أحلام مزعجة ومخيفة، يقصد الشيطان من خلالها إحزان المؤمن وإدخال الهم والقلق على قلبه، كأن يرى الإنسان ما يكره أو يخاف منه. وهذه الرؤيا لا أساس لها من الصحة ولا تفسير لها، ويستحب للمسلم أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن شرها، وأن ينفث عن يساره ثلاثاً، ولا يذكرها لأحد.
2- الرؤيا التي هي انعكاس للهموم اليومية: وهي ما يُسمى "أضغاث أحلام"، حيث يرى الإنسان في منامه ما كان يشغل باله ويفكر فيه أثناء يقظته، من أمور دنيوية أو مشاغل أو مخاوف. فهي نتاج للتفكير البشري الطبيعي وليست رؤيا لها معنىً prophetic أو تفسير.
3- الرؤيا الصالحة الصادقة: وهي التي هي جزء من النبوة. وهي بشرى من الله تعالى لعبده، يريه فيها ما يسره أو يحذره من خير أو شر. وقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة. وسبب ذكر العدد (46) – والله أعلم – أنه قيل: كانت مدة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وعشرون سنة، وكان أول ما بدئ به من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكانت مدة الرؤيا الصادقة قبل البعثة ستة أشهر، وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من مدة النبوة (حيث أن 6 أشهر من 23 سنة تساوي 1/46). وهي من علامات الإيمان وحسن الإسلام، كما جاء في الأحاديث.
ثالثاً: الدروس المستفادة والفَوائد:
1- الحكمة من وجود الأحلام المزعجة: بيان أن الشيطان حريص على إيذاء ابن آدم حتى في منامه، فيجب على المسلم أن يحصن نفسه بالذكر والأدعية النبوية قبل النوم.
2- عدم الاهتمام بالأحلام التافهة: عدم الالتفات إلى "أضغاث الأحلام" التي هي مجرد انعكاس للتفكير اليومي وعدم تحميلها أكثر مما تحتمل.
3- فضل الرؤيا الصالحة: بيان فضل الرؤيا الصادقة وأنها من بقايا النبوة، وهي من علامات التقوى والإيمان، وهي بشرى للمؤمن.
4- آداب الرؤيا: يستفاد من الأحاديث الأخرى آداب التعامل مع الرؤيا، كالحمد لله عليها، وتفسيرها بخير، وعدم ذكرها إلا لناصح أو عالم أو محب، وأن يحذر من الرؤيا السيئة فلا يذكرها لأحد ويتعوذ من الشيطان.
5- التفريق بين أنواع الرؤى: هذا الحديث يعلمنا التمييز بين أنواع ما نراه في المنام، فلا نخلط بين الوساوس الشيطانية والهواجس النفسية والبشائر الإلهية.
رابعاً: معلومات إضافية:
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الأذكار النبوية قبل النوم، مثل قراءة آية الكرسي، وسورتي الإخلاص والمعوذتين، فإنها تحفظه – بإذن الله – من كيد الشيطان في اليقظة والمنام.
- إذا رأى المسلم رؤيا صالحة فليحمد الله عليها وليستبشر، وليقصها على من يحب ليؤولها له بخير.
- لا يجوز التعامل مع تفسير الأحلام من خلال الكتب أو المواقع المشبوهة التي تخلط بين التخمين والعرافة، بل يسأل عنها أهل العلم والاستقامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٩٠٧)، وابن أبي شيبة (٣١١٤٧) وصحّحه ابن حبان (٦٠٤٢) كلهم من طريق يحيى بن حمزة، حدثنا يزيد بن عَبيدة، حدثني أبو عبيد اللَّه مسلم بن مشكم، عن عوف بن مالك، فذكره.
قال مسلم بن مشكم: قلت له: أنت سمعت هذا من رسول اللَّه ﷺ؟ قال: نعم، أنا سمعته من رسول اللَّه ﷺ، أنا سمعته من رسول اللَّه ﷺ.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن عبيدة -بفتح العين- وهو السكوني الدمشقي فإنه حسن الحديث.
وأما البوصيري فقال في مصباح الزجاجة: إسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 13 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة

  • 📜 حديث: الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب