حديث: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرؤيا الصالحة من المبشرات، وهو جزء من النبوة

عن أنس بن مالك قال: قال النَّبِي ﷺ: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشّيطان لا يتمثل بيّ، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة».
وفي لفظ: «الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة».

متفق عليه: رواه البخاري في التعبير (٦٩٩٤) من طريق عبد العزيز بن مختار، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره باللفظ الأول.

عن أنس بن مالك قال: قال النَّبِي ﷺ: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشّيطان لا يتمثل بيّ، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة».
وفي لفظ: «الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الرؤيا الصالحة وتأويلها، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستنداً إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● «من رآني في المنام»: أي من رأى صورتي وهيئتي في نومه.
● «فقد رآني»: أي فقد رآني على الحقيقة، وليست من تخيلات الشيطان.
● «لا يتمثل بي»: أي لا يقدر الشيطان أن يتشكل ويظهر على صورتي صلى الله عليه وسلم.
● «جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة»: أي أن الرؤيا الصالحة هي إحدى خصال النبوة ومما كان يوحى به إلى الأنبياء، ولكنها ليست نبوة كاملة، بل جزء صغير منها.

ثانياً. شرح الحديث:


يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على حقيقة مهمة، وهي أن رؤيته في المنام هي رؤيا حق، لأن الشيطان عاجز عن أن يتشبه به أو يتخذ شكله وصورته صلى الله عليه وسلم. وهذا من تكريم الله لنبيه وحفظه له.
أما الجزء الثاني من الحديث، فيبين أن الرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن أو الرجل الصالح هي من آثار النبوة وبقاياها، حيث كانت الرؤيا الصادقة من أول ما بدأ به الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي من علامات النبوة. وقد جعلها الله عز وجل لعباده المؤمنين عزاءً وتثبيتاً وبشرى، فهي بمثابة الرسائل الإلهية والمناجاة الربانية لعباده في منامهم.
وقوله: «جزء من ستة وأربعين جزء» اختلف العلماء في تحديد الحكمة من هذا العدد، وأرجح الأقوال – كما ذكر العلماء – أنه يشير إلى مدة الوحي، حيث بدأ الوحي بالنبوة بالرؤيا الصالحة، وكانت هذه الرؤيا تمثل جزءاً من زمن النبوة الذي استمر ثلاثاً وعشرين سنة، وكانت مدة نزول الوحي بالرؤيا قبل البعثة ستة أشهر، وهي تساوي (1/46) من مدة النبوة الكلية (23 سنة). فالله أعلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وعصمته: حيث اختصه الله بأن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه به، مما يدل على علو منزلته وحفظه.
2- فضل الرؤيا الصالحة: فهي بشرى من الله تعالى لعباده المؤمنين، وتعد من علامات الإيمان وحسن الخاتمة.
3- الرابط بين النبوة والرؤيا: فالرؤيا الصادقة هي من بقايا النبوة، وقد كانت من أوائل علامات نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
4- الحث على الصلاح والتقوى: لأن الرؤيا الصالحة غالباً ما تكون للرجل الصالح، كما في اللفظ الآخر للحديث.
5- التفاؤل بالرؤيا الصالحة: فيستحب للمسلم أن يفرح بالرؤيا الحسنة ويقصها على من يحب، ولا يقصها على حاسد أو جاهل.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على صورته المعروفة، فقد رآه حقاً كما أخبر.
- ليس كل من ادعى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يكون صادقاً، بل لابد أن تكون الرؤيا مطابقة لوصفه المعروف في السنة، من كمال الخلقة والجمال والهيئة الكريمة.
- الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى المسلم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من الشيطان، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره.
- يستحب للمسلم أن يحسن الظن بربه في كل شيء، وأن ينتظر الخير من ربه في يقظته ومنامه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التعبير (٦٩٩٤) من طريق عبد العزيز بن مختار، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره باللفظ الأول.
ورواه مسلم في الرؤيا (٧: ٢٢٦٤) من طريق شعبة، عن ثابت، عنه إِلَّا أنه لم يذكر أعظه، وإنما أحال على حديث عبادة قبله، وليس في حديث عبادة ذكر رؤيا النَّبِيّ ﷺ في المنام.
ورواه البخاري في التعبير (٦٩٨٣) من طريق مالك (وهو في الموطأ ١)، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس فذكره باللفظ الثاني.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 6 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي

  • 📜 حديث: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب