حديث: الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرؤيا الصالحة من المبشرات، وهو جزء من النبوة

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [يونس: ٦٤] «الرؤيا الصالحة يبشر بها المؤمن جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة، فمن رأى ذلك فليخبر بها وادا، ومن رأى سوى ذلك فإنما هو الشيطان ليحزنه، فلينفث عن يساره ثلاثا، وليسكت، ولا يخبر به أحدا».

حسن: رواه الطبري في تفسيره (١٢/ ٢٢٣) والبيهقي في الشعب (٤٧٦٤) من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [يونس: ٦٤] «الرؤيا الصالحة يبشر بها المؤمن جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة، فمن رأى ذلك فليخبر بها وادا، ومن رأى سوى ذلك فإنما هو الشيطان ليحزنه، فلينفث عن يساره ثلاثا، وليسكت، ولا يخبر به أحدا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [يونس: ٦٤] «الرؤيا الصالحة يبشر بها المؤمن جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة، فمن رأى ذلك فليخبر بها وادا، ومن رأى سوى ذلك فإنما هو الشيطان ليحزنه، فلينفث عن يساره ثلاثا، وليسكت، ولا يخبر به أحدا».


1. شرح المفردات:


● البشرى: الخبر السار الذي يسر النفس ويبهجها.
● الرؤيا الصالحة: ما يراه المسلم في منامه من أمور خيرة تحمل معاني طيبة.
● جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة: نصيب من إلهام النبوة دون أن تكون نبوة.
● فليخبر بها وادا: أي فليخبر بها من يحب ويود، أو من يثق به.
● ينفث: النفث هو نفخ الهواء مع قليل من ريق بدون بصق.
● عن يساره: جهة الشمال.


2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بذكر الآية الكريمة ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ والتي تشير إلى أن المؤمنين يبشرون في الدنيا بعلامات تدل على رضى الله تعالى، ومن هذه العلامات الرؤيا الصالحة.
ثم يبين النبي ﷺ أن الرؤيا الصالحة جزء من أجزاء النبوة، حيث كانت الرؤيا الصادقة من أول ما أوحي به إلى النبي ﷺ، وهي من بقايا النبوة التي ينعم الله بها على المؤمنين الصالحين.
وقوله: «جزء من ستة وأربعين جزءًا» يحتمل أن يكون هذا العدد مقصودًا لسبب خاص، كأن تكون مدة نزول الوحي في المنام قبل البعثة ستة أشهر، ومجموع سنوات النبوة ثلاث وعشرون سنة، فتصبح النسبة جزءًا من ستة وأربعين. وقيل غير ذلك، والمقصود التأكيد على أن الرؤيا الصالحة من آثار النبوة وإن كانت ليست نبوة كاملة.
ثم يرشد النبي ﷺ إلى كيفية التعامل مع الرؤى:
- إذا رأى الإنسان رؤيا صالحة، فليخبر بها من يحب ويثق به، ولا يخبر بها من يحسده أو يسيء تفسيرها.
- وإذا رأى رؤيا سيئة أو مزعجة، فإنها من الشيطان؛ ليحزن المؤمن ويقلقه، فعليه أن:
1- ينفث عن يساره ثلاثًا: أي يتفل عن جهة الشمال (موضع الشر) ثلاث مرات مع قليل من الريق.
2- يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم (كما في روايات أخرى).
3- لا يخبر بها أحدًا، حتى لا تتحقق أو تؤثر عليه سلبًا.
4- يغير جنبه الذي كان نائمًا عليه (في روايات أخرى).


3. الدروس المستفادة:


- الرؤيا الصالحة من علامات الإيمان وحسن الخاتمة، وهي بشرى من الله للمؤمن.
- ينبغي للمسلم أن يحسن الظن بالله ويعلم أن الرؤيا الصالحة تثبيت من الله له.
- يجب الحذر من إخبار الرؤيا السيئة لأحد، لأن ذلك قد يجعلها تتحقق أو تؤثر سلبًا على النفس.
- النفث والتفل عن الشمال مع الاستعاذة بالله من الشيطان من الوسائل الشرعية لدفع الشر والأذى.
- ينبغي للمسلم أن يتحرى الصدق والأمانة في نقل الرؤى، وأن لا يتخذها وسيلة للادعاء أو الكذب.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالرؤى.
- الرؤيا الصالحة تكون من الله، والرؤيا السيئة من الشيطان، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان».
- من السنة أن يقول المسلم إذا رأى رؤيا صالحة: «الحمد لله»، وإذا رأى ما يكره يقول: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ولا يذكرها لأحد.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الرؤيا الصالحة، وأن يعيذنا من كيد الشيطان وشر الرؤيا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبري في تفسيره (١٢/ ٢٢٣) والبيهقي في الشعب (٤٧٦٤) من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص فذكره. واللفظ للبيهقي.
ولفظ الطبري مختصر.
وإسناده حسن من أجل دراج أبي السمح، فإنه صدوق في غير أبي الهيثم. وعمرو بن الحارث هو أبو أمية المصري، وعبد الرحمن بن جبير هو المصري المؤذن.
ورواه أحمد (٧٠٤٤) عن حسن الأشيب، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج به نحوه إلا أن فيه: «جزء من تسعة وأربعين جزء من النبوة».
وعبد اللَّه بن لهيعة فيه كلام معروف.
وبمعناه ما روي عن رجل من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء عن قول اللَّه تعالى ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [يونس: ٦٤] فقال: «ما سألني عنها أحد غيرك إلا رجل واحد منذ سألت رسول اللَّه ﷺ، سألت رسول اللَّه ﷺ، فقال: «ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له».
رواه الترمذي (٢٢٧٣) عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء فذكره.
وقد اختلف في إسناد هذا الحديث، ذكره الدارقطني في العلل (١٠٨٠) وصوب هذا الوجه. وفي إسناده رجل مبهم.
وبمعناه أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الإيمان، باب ذهاب النبوة بعد نبوة نبينا ﷺ وبقاء المبشرات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة

  • 📜 حديث: الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب