الرؤيا من الله والحلم من الشيطان

حديث: الرؤيا من الله والحلم من الشيطان

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «الرؤيا من اللَّه، والحلم من الشيطان، فمن رأى من ذلك شيئًا يكرهه فليتعوذ باللَّه منها، ولينفث عن يساره ثلاثا، ولا يذكرها لأحد فإن ذلك لا يضره».

صحيح: رواه النسائي في الكبرى (١٠٦٧٢) عن علي بن حرب، حدثنا ابن فضيل، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● الرؤيا: ما يراه النائم من أمور محمودة أو مبشرة.
● الحلم: ما يراه النائم من أمور مكروهة ومنفرة.
● فليتعوذ بالله منها: أي فليستعذ بالله من شرها وشر ما فيها.
● ولينفث: النفث هو نفخ لطيف بدون ريق، أو مع قليل من الريق.
● عن يساره: أي نحو جهة اليسار.

2. شرح الحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أصلين عظيمين يتعلقان بما يراه الإنسان في منامه:
● الرؤيا الصالحة تكون من الله تعالى، وهي بشرى للمؤمن، وقد تكون جزءًا من النبوة كما جاء في الأحاديث.
● الحلم المكروه يكون من الشيطان، وهو مما يُتعب النائم ويُقلقه، والشيطان يحاول إحزان المؤمن وإخافته.
ثم يرشد النبي ﷺ إلى علاج نافع إذا رأى الإنسان شيئًا يكرهه في منامه، وذلك بثلاثة أمور:
1- الاستعاذة بالله من شرها: بأن يقول: "أعوذ بالله من شر هذه الرؤيا" أو ما يشبه ذلك.
2- النفث عن اليسار ثلاثًا: وهو نفخ لطيف مع قليل من البصق (بدون ضرر)، ويتوجه به إلى جهة اليسار؛ لأن الشيطان يكون من هذه الجهة كما في بعض الروايات.
3- عدم ذكرها لأحد: فلا يخبر بها أحدًا من الناس، لا صديقًا ولا قريبًا.
فمن فعل هذه الأمور الثلاثة، فإنها لا تضره بإذن الله، ويصرف الله عنه شرها.

3. الدروس المستفادة:

- التفريق بين الرؤيا الصادقة التي هي من الله، وبين الأحلام المكروهة التي هي من الشيطان.
- أن المؤمن يتعامل مع الأحلام المزعجة بالاستعانة بالله واللجوء إليه.
- النفث عن اليسار سنة نبوية عند رؤية ما يكره، وفيه إبعادٌ للشيطان.
- كتمان الرؤيا المكروهة وعدم إشاعتها؛ لأن في ذكرها إضرارًا بالنفس وإفسادًا للقلب.
- التوكل على الله واليقين بأنه هو الكافي والحافظ من كل شر.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- بعض العلماء يرى أن "الرؤيا" و"الحلم" قد يطلقان على معنى واحد، لكن النبي ﷺ فرّق بينهما في هذا الحديث.
- ينبغي للمسلم أن يحسن الظن بالله ويعلم أن هذه الأحلام ليست بحقيقة، ولا يفسرها إلا بخير.
- إذا رأى الإنسان ما يكره، فليس فقط لا يذكرها، بل يتحول إلى جنبه الآخر ويصلي ركعتين، كما في بعض الروايات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (١٠٦٧٢) عن علي بن حرب، حدثنا ابن فضيل، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه أيضًا (١٠٦٧٤) عن علي بن حجر، حدثنا إسماعيل، عن محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر نحوه.
وبهذين الاسنادين يكون الحديث صحيحا، ومحمد هو ابن عمرو بن علقمة بن وقاص، وإسماعيل هو ابن جعفر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرؤيا من الله والحلم من الشيطان

📜 حديث: الرؤيا من الله والحلم من الشيطان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الرؤيا من الله والحلم من الشيطان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الرؤيا من الله والحلم من الشيطان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الرؤيا من الله والحلم من الشيطان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية