حديث: الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرؤيا الصالحة من المبشرات، وهو جزء من النبوة

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة».

صحيح: رواه مسلم في الرؤيا (٢٢٦٥) من طرق، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ».
أخرجه البخاري (6990) ومسلم (2263).


1. شرح المفردات:


● الرُّؤْيَا: ما يراه الإنسان في منامه من أمور.
● الصَّالِحَةُ: الصادقة الحسنة، التي هي من الله تعالى، وهي التي تَصْدُق في الواقع أو تحمل خيرًا أو تذكيرًا.
● جُزْءٌ: حصّة ونصيب.
● مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا: هذا عدد للكثرة وليس للحصر، للدلالة على عظم شأنها وقدرها، وهو من أسلوب العرب في المبالغة.
● مِنَ النُّبُوَّةِ: من خصائص النبوة وعلاماتها.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم عن منزلة الرؤيا الصالحة وعلاقتها بالنبوة. والتفسير الجامع لهذا الحديث أن الرؤيا الصادقة الحسنة هي بشارة من الله لعبده، وهي من الأمور التي كانت من مقدمات النبوة، حيث كان أول ما بدئ به رسول الله ﷺ الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
فالرؤيا الصالحة نوع من أنواع الوحي الذي كان يخص به الأنبياء، وقد جعل الله منها حصة ونصيبًا لعباده الصالحين بعد انقطاع الوحي بوفاة النبي ﷺ. فهي بمثابة بقية من بقايا النبوة ومما بقي من أعلامها، تشريفًا من الله تعالى لعباده المؤمنين، وتنبيهًا لهم على الخير، أو تحذيرًا من الشر.
وقوله: «جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا» ليس المقصود به الحساب العددي، بل هو كناية عن القلة النسبية مع العظمة والفضل. أي أن هذه الرؤيا، مع عظم شأنها، ما هي إلا جزء صغير جدًا إذا قورنت بالوحي الكامل الذي ينزل على الأنبياء. وهذا من فضل الله تعالى على أمة محمد ﷺ.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم منزلة الرؤيا الصالحة: فهي من الله تعالى، وهي من علامات الإيمان والصالحات، كما جاء في حديث آخر: «أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا».
2- التفريق بين أنواع الرؤى: الحديث خاص بالرؤيا *الصالحة* الصادقة، وليس كل ما يراه النائم. فهناك أضغاث أحلام من الشيطان لتخويف الإنسان وإضلاله، وهناك حديث النفس.
3- التشجيع على حسن الظن بالله: الرؤيا الصالحة بشرى من الله لعبده، مما يزيد المؤمن طمأنينة ورجاء في رحمة الله وفضله.
4- عدم المبالغة في تفسير الرؤى: مع عظم شأنها، يجب على المسلم ألا يغلو فيها أو يجعلها مصدرًا للتشريع أو اليقين المطلق، بل يستبشر بها ويُحسن تفسيرها إن كانت واضحة، أو يعرضها على عالم إن التبس عليه أمرها.
5- إثبات كرم الله تعالى على هذه الأمة: حيث جعل لها نصيبًا من خصائص النبوة تشريفًا لها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- ينبغي للمسلم إذا رأى رؤيا حسنة أن يحمد الله عليها، ويُحدث بها من يحب، ولا يحدث بها حاسدًا أو جاهلاً.
- إذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها، ولا يذكرها لأحد، وليبصق عن يساره ثلاثًا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه، كما جاءت بذلك السنة.
- من أعظم ما يعين على الرؤيا الصادقة: صدق الحديث، وتقوى الله، وطهارة القلب، وذكر الله قبل النوم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الرؤيا (٢٢٦٥) من طرق، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
ورواه أحمد (٦٢١٥) عن سليمان بن داود الهاشمي، أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، عن عبيد اللَّه، به، وزاد: «فمن رأى خيرا فليحمد اللَّه، وليذكره، ومن رأى غير ذلك فليستعذ باللَّه من شر رؤياه، ولا يذكرها فإنها لا تضره».
والأشبه أن هذه الرواية غير محفوظة من حديث ابن عمر، فقد تفرد بها سعيد بن عبد الرحمن، وهو الجمحي، وكان صدوقا لكنه كان يهم، وقد رواه غير واحد عن عبيد اللَّه، منهم يحيى بن سعيد القطان وعبد اللَّه بن تمير، وأبو أسامة فلم يذكروا إلا الجزء الأول من الحديث.
ولكن هذه الزيادة ثابتة من حديث أبي قتادة وغيره، وهي مخرجة في موضعها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 9 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة

  • 📜 حديث: الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب