حديث: مَنْ عَمِلَ بِقَوْلِهِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤)﴾

عن ابن مسعود أن رجلا أَصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله ﷺ، فذكر ذلك له، فأنزلت عليه: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ قال الرجل: أَلي هذه؟ قال: «لمن عمل بها من أمتي».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٨٧)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٣: ٤٠) كلاهما من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود، فذكوه.

عن ابن مسعود أن رجلا أَصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله ﷺ، فذكر ذلك له، فأنزلت عليه: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ قال الرجل: أَلي هذه؟ قال: «لمن عمل بها من أمتي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يحمل بشرى عظيمة ورسالة تطمين لكل مؤمن وقع في معصية ثم ندم وأراد التوبة.

أولاً. شرح المفردات:


● أَصابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً: أي فعل معها قبلة بشهوة، وهي من موجبات الحد في الزنا، ولكنها دون الجماع، وتعد من كبائر الذنوب.
● فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم نادماً مستفتياً، يريد أن يعرف كيف يكفر عن ذنبه.
● فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: أي نزلت هذه الآية الكريمة في سياق هذه الواقعة، لتكون جواباً وتخفيفاً من الله تعالى.
● طَرَفَيِ النَّهَارِ: الصلوات المفروضة في طرفي النهار، وهما صلاة الفجر وصلاة العصر.
● وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ: الزلف جمع زلفة، وهي القربة والدرجة، والمقصود بها صلاة المغرب والعشاء.
● إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ: الأعمال الصالحة تكفر وتمحو السيئات والذنوب.
● ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ: هذا الذي ذكر من تكفير الحسنات للسيئات هو عظة وعبرة لكل من يتعظ ويذكر الله.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي ابن مسعود رضي الله عنه عن رجل من المسلمين، وقع في خطيئة كبيرة وهي تقبيل امرأة أجنبية (ليست محرمًا له) بشهوة، فانزعج وندم على ما فعل، وشعر بثقل الذنب على قلبه.
لم ييأس من رحمة الله، بل انطلق مسرعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعترف بذنبه أمامه، يسأله عن المخرج والكفارة.
فأراد الله تعالى أن يطمئن هذا التائب وكل من يشبهه، فأنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظة آية من كتابه، تبين أن العلاج والكفارة هي الإكثار من الحسنات، وأعظمها الصلوات المفروضة في أوقاتها بخشوع وإتقان، فإنها تكفر الذنوب وتمحو الآثام.
فسأل الرجل المذنب مستبشراً: (ألي هذه؟) أي: هل هذا التكفير خاص بي وحدي؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بما يوسع دائرة الرحمة ويشمل الأمة كلها: (لمن عمل بها من أمتي). أي أن هذا الوعد الإلهي عام لكل من تاب وأناب وأقام الصلاة وحافظ على الطاعات من هذه الأمة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: فالذنب وإن عظم، فإن رحمة الله ومغفرته أعظم، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
2- فضل الصلاة وأثرها في تكفير الذنوب: فالصلاة هي عماد الدين، وهي من أعظم الحسنات التي تمحو السيئات، خاصة إذا أداها المسلم بخشوع وحضور قلب.
3- الندم والمسارعة إلى التوبة: ليس العيب في الوقوع في الخطيئة، ولكن العيب في الإصرار عليها وعدم الرجوع إلى الله. وهذا الرجل قدوة في سرعة الرجوع إلى الله والندم على المعصية.
4- الاستبشار برحمة الله وعدم اليأس: يجب على المسلم أن يكون حسن الظن بالله تعالى، وأن يعلم أن باب التوبة مفتوح، وأن الحسنات يذهبن السيئات.
5- العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب: هذه القاعدة الأصولية مهمة، فالله تعالى حين أنزل هذه الآية بسبب هذا الرجل، جعل حكمها عاماً يشمل كل من عمل بها من الأمة، فهي نزلت لسبب ولكن حكمها عام.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أدلة فضل الصلاة وأنها كفارة للذنوب، كما في الحديث الآخر: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن، ما لم تغش الكبائر».
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على الطاعات بعد التوبة، لتمحو أثر المعصية، كالصدقة، وصيام النوافل، والإكثار من الاستغفار.
- هذا الحديث لا يعني التهاون في فعل الذنوب تحت ذريعة أن الصلاة ستكفرها، بل يجب اجتناب المعاصي أصلًا، فإن أذنب المسلم فليتب وليستكثر من الحسنات.
نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من الذنوب والخطايا، وأن يجعلنا من التوابين المستغفرين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٦٨٧)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٣: ٤٠) كلاهما من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود، فذكوه. واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه كاملا لهذا الإسناد، وإنما أحال على حديث قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 702 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ عَمِلَ بِقَوْلِهِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

  • 📜 حديث: مَنْ عَمِلَ بِقَوْلِهِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مَنْ عَمِلَ بِقَوْلِهِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مَنْ عَمِلَ بِقَوْلِهِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مَنْ عَمِلَ بِقَوْلِهِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب