حديث: إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)﴾

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: «يقول الله عز وجل: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، قال: يقول أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذاك حين يشيب الصغير،». ﴿وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ قال: فاشتد ذلك عليهم. قالوا: يا رسول الله! أينا ذلك الرجل، فقال: «أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل» قال: ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة». فحمدنا الله، وكبرنا. ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة». فحمدنا الله، وكبرنا، ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٤١)، ومسلم في الإيمان (٢٢٢) كلاهما من طريق الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره.

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: «يقول الله ﷿: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، قال: يقول أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذاك حين يشيب الصغير،». ﴿وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ قال: فاشتد ذلك عليهم. قالوا: يا رسول الله! أينا ذلك الرجل، فقال: «أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل» قال: ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة». فحمدنا الله، وكبرنا. ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة». فحمدنا الله، وكبرنا، ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وفيه بيان لأمر عظيم من أمور الغيب، وعبر ودروس مهمة للمسلمين.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● لبيك وسعديك: إجابة للنداء بمعنى: أنا مقبل عليك إقبالاً بعد إقبال، وسعديك: أي أسعد سعديك.
● بعث النار: أي الجماعة التي تُبعث إلى النار.
● يشيب الصغير: أي يصيب الناس فزع وهرم بسبب هول ما سمعوا.
● سكارى: في حالة ذهول ودهشة كالسكران.
● من يأجوج ومأجوج ألفا: أي أن عددهم كثير جداً، فمن كل ألف منهم تسعمائة وتسعة وتسعون.
● الرقمة: البقعة البيضاء في جلد الحيوان.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينادي آدم عليه السلام يوم القيامة، فيجيبه آدم بإجابة الخاضع المستسلم، فيأمره الله بإخراج بعث النار، أي الذين سيدخلون النار، فيستفهم آدم عن عددهم، فيخبره الله أن من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين في النار، وواحد فقط في الجنة.
فهذا النبأ العظيم سبب فزعاً شديداً للحاضرين، خاصة مع اقتران هذا الخبر بوصف أهوال يوم القيامة كما في الآية الكريمة: {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:2]. فاشتد الأمر على الصحابة، وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم باكين: أيُنا ذلك الواحد؟!
فطمأنهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا الحساب ليس خاصاً بهم، بل يشملهم ويشمل الأمم الأخرى، وأن منهم يأجوج ومأجوج وهم عدد هائل، فمن كل ألف من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون، ومن أمة محمد رجل واحد فقط من كل ألف! ثم بشّرهم صلى الله عليه وسلم بأنه يطمع أن يكونوا ربع أهل الجنة، ثم ثلث أهل الجنة، ثم نصف أهل الجنة! فحمد الصحابة الله وكبروا فرحاً بهذه البشارة.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن نسبة المسلمين الصالحين في الأمم السابقة قليلة جداً، مثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة البيضاء في ذراع الحمار.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظمة أهوال يوم القيامة وما فيها من أعداد هائلة تدخل النار، مما يحفز المسلم على الخوف من الله والعمل للنجاة.
2- فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أن نسبة من يدخل الجنة منها كبيرة مقارنة بالأمم السابقة.
3- بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بأنهم سيكونون نصف أهل الجنة، مما يدل على شرف هذه الأمة وكرامتها عند الله.
4- قلة الصالحين في الأمم السابقة مقارنة بهذه الأمة، مما يزيدنا شكراً لله على نعمة الإسلام.
5- الحث على التفاؤل والطمع في رحمة الله مع عدم اليأس من روح الله.
6- الاستجابة والانقياد لأمر الله كما فعل آدم عليه السلام عندما أجاب نداء ربه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- يأجوج ومأجوج أمتان عظيمتان من بني آدم، كما ذكر الله تعالى في القرآن، وهم من علامات الساعة.
- هذا الحديث لا يعني أن عدد أهل النار أكثر في المطلق، بل المقصود النسبة من بعض الفئات، وقد جاءت أحاديث أخرى تبين أن أهل الجنة أكثر من أهل النار.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من الله والرجاء في رحمته، فيخاف من هذه الأعداد الهائلة التي تدخل النار، ويرجو من الله أن يجعله من الناجين.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يباعد بيننا وبين النار، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٤١)، ومسلم في الإيمان (٢٢٢) كلاهما من طريق الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
قوله: «فذاك حين يشيب ...» معناه موافق لقوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا﴾ [سورة المزمل: ١٧].عن أنس بن مالك قال: أنزلت ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ إلى قوله تعالى ﴿وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢): قال: نزلت على النبي ﷺ وهو في مسير له، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه، فقال: «أتدرون أي يوم هذا؟ يوم يقول الله لآدم: يا آدم قُمْ، فابعثْ بعثَ النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحدا إلى الجنة»، قال: فكَبُرَ ذلك على المسلمين، فقال النبي ﷺ: «سددوا وقاربوا وأبشروا، فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، فإن معكم لخليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الإنس والجن».
صحيح: رواه عبد الرزاق في تفسيره (٢/ ٣١) - واللفظ له -، وعبد بن حميد (١١٨٥)،
وصحّحه ابن حبان (٧٣٥٤)، والحاكم (١/ ٢٩، و٤/ ٥٦٦) كلهم من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس فذكره.
وإسناده صحيح. وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 911 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة

  • 📜 حديث: إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب