حديث: لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)﴾

عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله! ادع على المشركين. قال: «إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة والأدب (٢٥٩٩) من طرق عن مروان الفزاري، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله! ادع على المشركين. قال: «إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح جانبًا مهمًا من أخلاقه ورسالته. وهاك الشرح الوافي له:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله! ادع على المشركين. قال: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً».
(رواه مسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● لَعَّانًا: اللعان هو الدعاء باللعنة والطرد من رحمة الله. واللعان هو كثير اللعن.
● رَحْمَةً: المراد أن الله بعثه رحمة للعالمين، يشمل ذلك المؤمنين والكافرين، بدعوتهم إلى الهدى وإخراجهم من الظلمات إلى النور.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يروي الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن بعض الصحابة طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو على المشركين الذين آذوه وأذوا المسلمين، وصدوا عن سبيل الله، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض ذلك وأخبرهم بأنه لم يبعث لعانًا يدعو على الناس بالهلاك واللعنة، بل بعث رحمة للعالمين.
وهذا الموقف يظهر عظمة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وتسامحه وصبره، حتى مع أعدائه. فلم يكن يرد الإساءة بالإساءة، بل كان يدعو لهم بالهداية، كما حدث في قصة أهل الطائف عندما دعا لهم قائلًا: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».


3. الدروس المستفادة منه:


● الرحمة والرفق في الدعوة: يجب على الداعية أن يكون رحيمًا بالناس، حتى بأعدائه، ويسعى لهدايتهم لا لهلاكهم.
● الصبر على الأذى: النبي صلى الله عليه وسلم صبر على أذى المشركين ولم يدعُ عليهم، وهذا درس في الصبر وتحمل المشاق في سبيل الدعوة.
● القدوة الحسنة: النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة في الأخلاق والسلوك، وهذا الموقف يعلمنا أن نكون رحماء متسامحين.
● مقصد البعثة النبوية: أن الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن الدعاء على الكفار ليس من منهج النبي صلى الله عليه وسلم، إلا في حالات محدودة جاءت فيها الأدلة، مثل الدعاء على أفراد معينين قد بلغوا في العدوان والفساد مبلغًا عظيمًا.
- ينبغي للمسلم أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحمته وتسامحه، وأن يدعو للكافرين بالهداية لا بالهلاك.
- هذا الحديث يرد على من يتهم الإسلام بالعنف أو القسوة، فإن نبي الإسلام كان أرحم الناس وأرفقهم.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وسلوكه، وأن يعيننا على نشر رحمته وهداه في العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة والأدب (٢٥٩٩) من طرق عن مروان الفزاري، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 908 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة

  • 📜 حديث: لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب