حديث: تحشرون حفاة عراة غرلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)﴾

عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «تُحشَرون حفاة عراة غرلا». قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض. فقال: «الأمر أشد من أن يهمهم ذاك».

متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٢٧)، ومسلم في كتاب الجنة (٢٨٥٩) كلاهما من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: حدثني القاسم بن محمد بن أبي بكر، أن عائشة قالت: فذكرت الحديث.

عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «تُحشَرون حفاة عراة غرلا». قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض. فقال: «الأمر أشد من أن يهمهم ذاك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو يصف لنا جانباً من أهوال يوم القيامة، وفيما يلي شرحه الوافي:

أولاً. شرح المفردات:


● تُحشَرون: تُجْمَعُونَ وتُسَاقُونَ إلى أرض المَحْشَر (أرض الموقف بين يدي الله تعالى).
● حُفَاة: بدون نعال أو خفاف، أي حافي القدمين.
● عُرَاة: بدون ملابس تستر الأجساد.
● غُرْلًا: غير مختونين، أي على الفطرة التي خلقهم الله عليها، ويراد به أن كل شيء يعتاده الإنسان في الدنيا من كسوة ومال وجاه سيزول، وسيعود الإنسان إلى حالته الأولى التي خُلق عليها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يوم القيامة يُبعثون ويُحشرون إلى أرض الموقف على هذه الهيئة الصعبة: حفاة الأقدام، عراة الأجساد، غير مختونين.
فاستشكلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هذا المنظر، وسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية نظر الرجال إلى النساء والعكس في مثل هذه الحالة، مما قد يسبب الحرج والفضيحة.
فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بأن شدة الأمر وهوله يوم القيامة أعظم وأكبر من أن يلتفت الناس أو يهتموا بهذا الأمر (أي نظر بعضهم إلى بعض)، فكل إنسان سيكون مشغولاً بنفسه، مذعوراً مما يراه من أهوال، خائفاً على مصيره، لا يفكر إلا في نجاته، حتى إنه لا يلتفت إلى أقرب الناس إليه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة أهوال يوم القيامة: الحديث يصور لنا جزءاً من الشدة والهول الذي سيكون عليه الناس يوم الحشر، مما يبعث في القلب الخوف والرهبة من ذلك اليوم، ويحفز المسلم على الاستعداد له بالأعمال الصالحة.
2- زينة الدنيا زائلة: أن كل ما يتزين به الإنسان في الدنيا من ملابس ومظاهر سيزول، ويبقى الإنسان وحيداً مع عمله. {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
3- الانشغال بالنجاة: أن الإنسان في المواقف العصيبة ينشغل بنفسه وبما هو أهم، فكيف بيوم القيامة وهو أعظم المواقف على الإطلاق؟ فليس هناك مكان للحياء أو الالتفات إلى أمور الدنيا.
4- الحث على الاستعداد: ينبغي للمسلم أن يتذكر هذا المشهد حتى يستعد لهذا اليوم بالإيمان والعمل الصالح، والتقوى، وترك المعاصي التي تورث الخزي والفضيحة يوم القيامة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحشر على هذه الحال هو للكفار والفجار، أما المؤمنون فسيحشرون ولكن سُتُر عوراتهم وليسوا عراة تماماً كما سيحشر الكفار، فقد وردت أحاديث بأن للمؤمنين نوراً يختلف بقدر أعمالهم، وهذا النور سيكون ستراً لهم. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "المؤمنون يحشرون يوم القيامة غرلاً محجلين من آثار الوضوء".
- المقصود بالحياء في الدنيا هو من صفات الإيمان، وهو خُلُق ممدوح، ولكن الأمر يوم القيامة فوق ذلك وأعظم منه.
نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ويرحمنا، وأن يحشرنا في زمرة عباده المؤمنين المستورين، وأن لا يفضحنا على رؤوس الخلائق.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٥٢٧)، ومسلم في كتاب الجنة (٢٨٥٩) كلاهما من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: حدثني القاسم بن محمد بن أبي بكر، أن عائشة قالت: فذكرت الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 912 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تحشرون حفاة عراة غرلا

  • 📜 حديث: تحشرون حفاة عراة غرلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تحشرون حفاة عراة غرلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تحشرون حفاة عراة غرلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تحشرون حفاة عراة غرلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب