حديث: من لم يسجدهما فلا يقرأهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل سورة الحج

عن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله فُضّلتْ سورةُ الحج بأن فيها سجدتين؟ قال: «نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما».

حسن: رواه أبو داود (١٤٠٢)، والحاكم (٢/ ٣٩٠) كلاهما من حديث ابن وهب - والترمذي (٥٧٨) عن قتيبة بن سعيد - وأحمد (١٧٤١٢) عن أبي عبد الرحمن (وهو عبد الله بن يزيد المقرئ) كلهم (ابن وهب وابن المقرئ، وقتيبة) قالوا: حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر فذكره.

عن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله فُضّلتْ سورةُ الحج بأن فيها سجدتين؟ قال: «نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف الذي رواه عقبة بن عامر رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله فُضّلتْ سورةُ الحج بأن فيها سجدتين؟ قال: «نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما».

1. شرح المفردات:


● فُضّلت: أي تميزت واختصت بميزة عن غيرها.
سورة الحج: السورة الثانية والعشرون في القرآن الكريم.
● سجدتين: أي موضعين للسجود أثناء التلاوة، وهما في الآية (18) والآية (77) من سورة الحج.
● فلا يقرأهما: أي لا يقرأ هاتين الآيتين المخصوصتين بالسجود.

2. شرح الحديث:


سأل عقبة بن عامر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب تميز سورة الحج بوجود سجدتين فيها (وهي السورة الوحيدة في القرآن التي تحتوي على سجدتين)، فأكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك التميز، ثم بين أن من لم يسجد عند تلاوة هاتين الآيتين فلا ينبغي له أن يقرأهما؛ لأن السجود عند تلاوتهما واجب أو مستحب مؤكد، وتلاوتهما تستلزم أداء هذه العبادة.
والحديث يدل على أن سجود التلاوة عند المرور بآيات السجود في سورة الحج (وفي غيرها) هو سنة مؤكدة، بل قد يفهم منه بعض العلماء الوجوب إذا قرأ الإنسان الآية، لكن الجمهور على أن سجود التلاوة سنة وليس واجبًا، وهذا الحديث يحث على الالتزام به وعدم إهماله.

3. الدروس المستفادة:


● فضل سورة الحج: تميزها بسجدتين يدل على عظم مكانتها وأجر تلاوتها.
● أهمية سجود التلاوة: ينبغي للمسلم أن يحرص على السجود عند تلاوة آيات السجود، وإلا فليترك قراءتها إذا كان لا ينوي السجود، وهذا من كمال الأدب مع كلام الله تعالى.
● التأدب مع القرآن: الحديث يعلمنا أن تلاوة القرآن ليست مجرد قراءة حروف، بل تتضمن عبادة وخشوعًا، ومن ذلك السجود لله عند آيات السجود.
● الحث على العمل بالقرآن: لا يكفي مجرد التلاوة، بل يجب الاتعاظ والعمل بما فيه من أوامر ونواهٍ.

4. معلومات إضافية:


- مواضع السجود في سورة الحج: الأولى في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18]. والثانية في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77].
- حكم سجود التلاوة: سنة مؤكدة للقارئ والمستمع، ولا يشترط له طهارة أو استقبال قبلة عند جمهور العلماء، لكن الأفضل فعل ذلك.
- هذا الحديث رواه أبو داود وابن ماجه، وهو حسن.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته، ويعملون به، ويتأدبون بآدابه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٤٠٢)، والحاكم (٢/ ٣٩٠) كلاهما من حديث ابن وهب - والترمذي (٥٧٨) عن قتيبة بن سعيد - وأحمد (١٧٤١٢) عن أبي عبد الرحمن (وهو عبد الله بن يزيد المقرئ) كلهم (ابن وهب وابن المقرئ، وقتيبة) قالوا: حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة فإنه سيء الحفظ غير أن رواية ابن وهب وابن المقرئ وقتيبة بن سعيد عنه مستقيمة.
ورواه أيضا أحمد (١٧٣٦٤)، والحاكم (١/ ٢٢١) وغيرهما من طرق أخرى عن ابن لهيعة بإسناده مثله.
قال الحاكم: «هذا حديث لم نكتبه مسندا إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي أحد الأئمة، إنما نُقم عليه اختلاطُه في آخر عمره، وقد صحّت الرواية فيه من قول عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وأبي موسى وأبي الدرداء وعمار ﵃».
قال الأعظمي: أحاديث هؤلاء أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٣١٦ - ٣١٧)، وفي الصغرى - المنة الكبرى (٢/ ٤٥٣ - ٤٥٦) وهذه الآثار تُقوّي جانب ابن لهيعة بأنه لم يختلط في هذا الحديث.
ولكن قال الترمذي بعد تخريج الحديث: «هذا الحديث ليس إسناده بذاك القوي» فلعله يقصد به ابن لهيعة أو شيخه مشرح بن هاعان.
وأما ابن لهيعة فقد قلنا: إن رواية ابن وهب وابن المقرئ وقتيبة بن سعيد عنه مستقيمة لأنهم سمعوا منه قبل الاختلاط، وأما شيخه مشرح بن هاعان فهو حسن الحديث وثّقه ابن معين وقال ابن عدي: لا بأس به.
أو يقصد به الجزء الأخير من الحديث وهو قوله ﷺ: «فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما» لأن الثابت من الأحاديث الأخرى أن سجدة التلاوة غير واجبة، فيُحكم على هذا الجزء بأنه شاذ، أما تفضيل سورة الحج بالسجدتين فلا إشكال في ثبوته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 910 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يسجدهما فلا يقرأهما

  • 📜 حديث: من لم يسجدهما فلا يقرأهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يسجدهما فلا يقرأهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يسجدهما فلا يقرأهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يسجدهما فلا يقرأهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب