حديث: عن ناس من الأعراب يأتون النبي ﷺ فإذا رجعوا إلى بلادهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (١١)﴾

عن ابن عباس، قال: كان ناس من الأعراب يأتون النبي ﷺ، فيسلمون، فإذا رجعوا إلى بلادهم، فإن وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن، قالوا: إن ديننا هذا صالح، فتمسكوا به، وإن وجدوا عام جدوبة وعام ولاد سوء وعام قحط، قالوا: ما في ديننا هذا خير، فأنزل الله.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير (٥/ ٤٠٠) - والضياء في المختارة (١٠/ ١١٨ - ١١٩) كلاهما من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن عثمان، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.

عن ابن عباس، قال: كان ناس من الأعراب يأتون النبي ﷺ، فيسلمون، فإذا رجعوا إلى بلادهم، فإن وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن، قالوا: إن ديننا هذا صالح، فتمسكوا به، وإن وجدوا عام جدوبة وعام ولاد سوء وعام قحط، قالوا: ما في ديننا هذا خير، فأنزل الله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان ناس من الأعراب يأتون النبي ﷺ، فيسلمون، فإذا رجعوا إلى بلادهم، فإن وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن، قالوا: إن ديننا هذا صالح، فتمسكوا به، وإن وجدوا عام جدوبة وعام ولاد سوء وعام قحط، قالوا: ما في ديننا هذا خير، فأنزل الله.


1. شرح المفردات:


● الأعراب: هم سكان البادية من العرب.
● عام غيث: سنة ممطرة.
● عام خصب: سنة وفيرة الخير والزرع.
● عام ولاد حسن: سنة تنتج فيها المواشي مواليد سليمة وقوية.
● جدوبة: قحط وجفاف.
● عام ولاد سوء: سنة تكون فيها مواليد المواشي ضعيفة أو مشوهة.
● عام قحط: سنة شدة وجدب.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث حال بعض الأعراب الذين كانوا يأتون إلى النبي ﷺ ويعلنون إسلامهم، لكن إيمانهم لم يكن راسخًا في قلوبهم، بل كان مرتبطًا بالمصلحة الدنيوية. فإذا رجعوا إلى بلادهم ووجدوا الخير والرخاء قالوا: "هذا بسبب ديننا الجديد (الإسلام)"، فيتمسكون به ظاهريًا. أما إذا وجدوا الشدة والقحط والجدب قالوا: "هذا الدين لم يجلب لنا خيرًا"، فيتراجعون عن الإسلام.
وهذا الموقف يدل على ضعف إيمانهم وعدم فهمهم لحقيقة الإسلام، حيث جعلوا الإيمان مرتبطًا بالمنفعة المادية فقط، دون استيعاب أن الدنيا دار اختبار وامتحان، وأن الرخاء والشدة كلاهما ابتلاء من الله تعالى.
ما أنزله الله تعالى:
أنزل الله تعالى في معرض الرد على هذا المنطق الفاسد قوله:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: 11].
فهذه الآية تصف حال من يعبد الله على حرف (أي على طرف واضطراب)، فإن أصابه خير اطمأن وثبت، وإن أصابته فتنة أو شدة انقلب على وجهه ورجع عن دينه.


3. الدروس المستفادة:


1- الإيمان الحقيقي ثابت لا يتزعزع:
المسلم الحق يعبد الله في الرخاء والشدة، في العسر واليسر، ولا تربط إيمانه بالمنافع الدنيوية.
2- الدنيا دار اختبار:
الرخاء والشدة كلاهما ابتلاء من الله؛ فالشدة اختبار للصبر، والرخاء اختبار للشكر.
3- ذمّ التعلق بالمظاهر الدنيوية في الدين:
من يدخل الإسلام طمعًا في منفعة دنيوية، فإنه سينقلب عند أول محنة.
4- ضرورة تربية النفس على الثبات:
يجب على المسلم أن يعمل على تثبيت إيمانه بالعلم والعبادة والذكر، حتى لا يتأثر بتقلبات الدنيا.
5- الوعيد الشديد للمترددين المنقلبين:
من انقلب على عقبيه بعد إيمانه فقد خسر الدنيا والآخرة، وهذا هو الخسران المبين.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- ينبغي للمسلم أن يتدبر حاله ولا يجعل إيمانه مرتبطًا بالظروف المادية، بل يكون إيمانه ثابتًا كالجبال.
- من أسباب الثبات على الدين: كثرة الدعاء، مصاحبة الصالحين، طلب العلم، وتذكر الآخرة.
أسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه، ويجعلنا من العابدين له حق عبادته في السراء والضراء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير (٥/ ٤٠٠) - والضياء في المختارة (١٠/ ١١٨ - ١١٩) كلاهما من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن عثمان، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أحمد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن سعد، وأشعث بن إسحاق، وجعفر بن أبي المغيرة، فكلهم حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 916 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن ناس من الأعراب يأتون النبي ﷺ فإذا رجعوا إلى بلادهم

  • 📜 حديث: عن ناس من الأعراب يأتون النبي ﷺ فإذا رجعوا إلى بلادهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن ناس من الأعراب يأتون النبي ﷺ فإذا رجعوا إلى بلادهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن ناس من الأعراب يأتون النبي ﷺ فإذا رجعوا إلى بلادهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن ناس من الأعراب يأتون النبي ﷺ فإذا رجعوا إلى بلادهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب