علي بن أبي طالب أول من يجثو للخصومة يوم القيامة

حديث: علي بن أبي طالب أول من يجثو للخصومة يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠)﴾

عن علي بن أبي طالب أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. وقال قيس بن عباد: وفيهم أنزلت: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر: حمزة، وعلي، وعبيدة، أو أبو عبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة، وعتبة، والوليد بن عتبة.
وفي رواية: قال علي: فينا نزلت هذه الآية: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ ...﴾.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٣٩٦٥) عن محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا معتمر (وهو ابن سليمان)، قال: سمعت أبي (وهو سليمان التيمي) يقول: حدثنا أبو مجلز (وهو لاحق بن حميد) عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
هذا الأثر المروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والذي يذكر فيه قصة نزول الآية الكريمة، له شرح مفصل على النحو التالي:
### أولاً. شرح المفردات
● يجثو: يركع على ركبتيه، وهو وضعية الجلوس للخصومة والمحاكمة.
● للخصومة: للمنازعة والمحاجة أمام القاضي.
● تبارزوا: خرجوا للمبارزة والفردية في القتال قبل بدء المعركة العامة.
### ثانياً. شرح الحديث والأثر
يخبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذا الأثر عن فضيلة عظيمة له، وهي أنه سيكون أول من يجثو بين يدي الله تعالى يوم القيامة للخصومة. والمقصود بالخصومة هنا ليست خصومة ذنب أو إثم، حاشاه من ذلك، بل هي خصومة فضل وسبق وجهاد في سبيل الله.
ثم يذكر تابعي جليل هو قيس بن عباد (وهو تابعي ثقة، من كبار التابعين) أن هؤلاء الخصوم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] هم الذين تبارزوا يوم غزوة بدر الكبرى.
وهم ثلاثة من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقابل ثلاثة من أشراف كفار قريش:
- من المسلمين: حمزة بن عبد المطلب (أسد الله وأسد رسوله)، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم أجمعين.
- من الكفار: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة (أخوان)، والوليد بن عتبة (ابن عتبة).
فقد خرج هؤلاء الثلاثة من صفوف المشركين يطلبون المبارزة، فبرز لهم هؤلاء الثلاثة الأبطال من المسلمين. فقتل علي رضي الله عنه الوليد بن عتبة، وقتل حمزة رضي الله عنه شيبة بن ربيعة، وتقاتل عبيدة وعتبة حتى جرح كل منهما الآخر، ثم جاء علي وحمزة رضي الله عنهما فقتلا عتبة وأنقذا عبيدة، ولكن عبيدة رضي الله عنه استشهد متأثراً بجراحه لاحقاً.
فنزلت الآية تشير إلى هذه الواقعة العظيمة، حيث كان اختصامهم في ربهم: فالمؤمنون يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا، والكافرون يقاتلون لتعالب آلهتهم الباطلة. فكانت محنة وامتحاناً، وانتهت بانتصار الحق على الباطل.
وقول علي رضي الله عنه: "أنا أول من يجثو..." فيه إشارة إلى أنه سيكون طرفاً في هذه الخصومة الشريفة يوم القيامة، التي ستذكر فيها مناقبه وفضائله في ذلك اليوم العظيم، وسيكون فيها فوزه ونجاحه ظاهراً للجميع.
### ثالثاً. الدروس المستفادة
1- علو منزلة الجهاد في سبيل الله: فالله تعالى ذكر هذه الواقعة في كتابه الخالد، مما يدل على عظم مكانة الجهاد والمجاهدين.
2- الشهادة للصحابة بالفضل والسبق: فالحديث يظهر فضل هؤلاء الصحابة الأبرار، وسبقهم إلى الخير والجهاد.
3- اليقين بالحساب يوم القيامة: حيث سيحاسب الله الخلائق، ويقيم العدل بينهم، حتى في أمور كانت في الدنيا.
4- أن الخصومة ليست مذمومة على إطلاقها: بل منها ما هو محمود، كالخصومة في الحق والدفع عن الدين.
### رابعاً. معلومات إضافية
● الرواية الأخرى التي ذكرها السائل: "قال علي: فينا نزلت هذه الآية..." هي مؤكدة لنفس المعنى، وأن علياً رضي الله عنه كان يفتخر بكونه ممن نزلت فيهم هذه الآية، وشهد لهذا الفضل العظيم.
- هذه الواقعة (مبارزة يوم بدر) من أشهر وقائع الإسلام، وقد كانت مقدمة حسنة لنصر المؤمنين في ذلك اليوم الفاصل.
- يستدل بهذا الأثر على فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسبقه في الإسلام، وجهاده العظيم، وهو ما أجمع عليه أهل السنة والجماعة، محبين له ولجميع الصحابة، متبعين في ذلك منهج الاعتدال والإنصاف.
أسأل الله أن يجعلنا من المتحابين في جلاله، والمقتدين بنبيه وصحبه الكرام. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٣٩٦٥) عن محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا معتمر (وهو ابن سليمان)، قال: سمعت أبي (وهو سليمان التيمي) يقول: حدثنا أبو مجلز (وهو لاحق بن حميد) عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب فذكره.
والرواية الثانية رواها البخاري (٣٩٦٧) من طريق يوسف بن يعقوب، عن سليمان التيمي به.
قوله: «يجثو»: بالجيم والمثلثة أي يقعد على ركبتيه مخاصما، والمراد بهذه الأولية تقييده بالمجاهدين من هذه الأمة؛ لأن المبارزة المذكورة أول مبارزة وقعت في الإسلام.
وقوله: ﴿يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩)﴾ ﴿يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ﴾.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 920 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: علي بن أبي طالب أول من يجثو للخصومة يوم القيامة

📜 حديث: علي بن أبي طالب أول من يجثو للخصومة يوم القيامة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: علي بن أبي طالب أول من يجثو للخصومة يوم القيامة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: علي بن أبي طالب أول من يجثو للخصومة يوم القيامة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: علي بن أبي طالب أول من يجثو للخصومة يوم القيامة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية