حديث: إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (١٠٤)﴾

عن ابن عباس قال: خطب النبي ﷺ فقال: «إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة
غرلا ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا إنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ﴾ إلى قوله: ﴿شَهِيدٌ﴾ [سورة المائدة: ١١٧]، فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٤٠)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٥٨: ٢٨٦٠) كلاهما من طريق شعبة، عن المغيرة بن النعمان شيخ من النخع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: خطب النبي ﷺ فقال: «إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة
غرلا ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا إنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ﴾ إلى قوله: ﴿شَهِيدٌ﴾ [سورة المائدة: ١١٧]، فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه وصف ليوم القيامة وحال الناس فيه، وشفاعة النبي ﷺ لأمته، وبيان لحال بعض العصاة.

أولاً. شرح المفردات:


● محشورون: مجتمعون ومجمعون في صعيد واحد.
● حفاة: بدون أحذية أو نعال.
● عراة: بدون ملابس.
● غرلاً: غير مختونين، أي على الفطرة التي خلقهم الله عليها.
● ذات الشمال: جهة الشمال، وهي جهة أهل الشقاء والعذاب.
● مرتدين على أعقابهم: راجعين إلى الكفر والضلال بعد إيمانهم، ناكثين للعهد.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن حال الناس يوم القيامة، حيث يُحشرون جميعًا حفاةً عراةً غير مختونين، كما خلقهم الله أول مرة، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: 104].
ثم يبين ﷺ أن أول من يُكسى من الخلائق يوم القيامة هو الخليل إبراهيم عليه السلام، تكريمًا له.
ثم ينتقل إلى مشهد عظيم من مشاهد الشفاعة، حيث يُؤخذ قوم من أمته إلى جهة الشمال (جهة النار)، فيتوسل النبي ﷺ إلى ربه قائلاً: "يا رب أصحابي"، فيُجاب بأن هؤلاء قد ارتدوا على أعقابهم بعد وفاته، أي رجعوا إلى الكفر والضلال ونبذوا الإسلام.
فيرد النبي ﷺ مستشهدًا بقوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [المائدة: 117]، أي أنني شهدت عليهم ما دمت بينهم، وأما بعد وفاتي فأنت الرقيب عليهم.
فيُقال له: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين منذ فارقتهم، أي استمروا على الردة والكفر بعد موتك.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظمة يوم القيامة وهوله: حيث يُحشر الناس جميعًا على تلك الحالة من العري والحفاء، مما يدل على ذلهم وحاجتهم إلى رحمة الله.
2- إثبات الشفاعة: للنبي ﷺ ولغيره من الأنبياء والصالحين، لكنها لا تنفع الكفار والمرتدين.
3- خطر الردة بعد الإيمان: وأنها من أعظم الذنوب التي تخرج من الملة وتُسخط الله.
4- أن النبي ﷺ لا يعلم الغيب: فهو لا يعلم ما أحدثه الناس بعد وفاته، وهذا من أدلة بشرية النبي ﷺ وعدم علمه بالغيب.
5- فضل إبراهيم عليه السلام: وعلو منزلته عند الله تعالى.
6- الحث على الثبات على الدين: والحرص على عدم الارتداد أو الانحراف بعد الهداية.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الشفاعة العظيمة، وهو جزء من "الشفاعة الخاصة" التي يختص بها النبي ﷺ.
- الردة أنواع: قد تكون بالقول (كسب الله أو رسوله)، أو بالفعل (كالسجود للصنم)، أو بالاعتقاد (كإنكار أمر معلوم من الدين بالضرورة).
- يجب على المسلم أن يحذر من كل ما يؤدي إلى الردة أو يخدش عقيدته.
نسأل الله الثبات على دينه، وحسن الخاتمة، وأن يتقبل شفاعة نبينا محمد ﷺ لنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٤٠)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٥٨: ٢٨٦٠) كلاهما من طريق شعبة، عن المغيرة بن النعمان شيخ من النخع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 907 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا

  • 📜 حديث: إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب