حديث: أيها الناس أتيتم أيها الناس أتيتم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٤٦)﴾

عن بريدة بن الحصيب قال: خرج إلينا النَّبِيّ ﷺ يومًا، فنادى ثلاث مرار،
فقال: «أيها الناس! تدرون ما مثلي ومثلكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «إنَّما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم، فبعثوا رجلًا يتراءى لهم، فبينما هم كذلك أبصر العدو فأقبل لينذرهم، وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه، فأهوى بثوبه: أيها الناس! أُتيتم، أيها الناس! أُتيتم» ثلاث مرار.

حسن: رواه أحمد (٢٢٩٤٨) عن أبي نعيم، حَدَّثَنَا بشير، حَدَّثَنِي عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: فذكره.

عن بريدة بن الحصيب قال: خرج إلينا النَّبِيّ ﷺ يومًا، فنادى ثلاث مرار،
فقال: «أيها الناس! تدرون ما مثلي ومثلكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «إنَّما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم، فبعثوا رجلًا يتراءى لهم، فبينما هم كذلك أبصر العدو فأقبل لينذرهم، وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه، فأهوى بثوبه: أيها الناس! أُتيتم، أيها الناس! أُتيتم» ثلاث مرار.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني، وفيه يضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً رائعاً يوضح منزلته ووظيفته العظيمة تجاه أمته.

أولاً. شرح المفردات:


● يتراءى لهم: أي يتطلع وينظر من مكان مرتفع ليرى قدوم العدو من بعيد وينذرهم.
● أبصر العدو: رأى العدو مقبلاً.
● فأهوى بثوبه: أسرع وألقى بثوبه (ردائه) إشارة للاستنفار والتحذير الشديد.
● أُتيتم: أي قد أتاكم العدو، وجاءكم الخطر من حيث لا تشعرون.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه ذات يوم ونادى بهم ثلاث مرات ليجذب انتباههم إلى أهمية ما سيقوله.
ثم سألهم سؤالاً يستدعي التفكير: «أيها الناس! تدرون ما مثلي ومثلكم؟» فأجابوا بأدب الجميع: "الله ورسوله أعلم".
فبدأ صلى الله عليه وسلم يشرح لهم المثل العبقري الذي يجسد حقيقة رسالته:
1- الشرح بالتتابع:
* "مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم": الأمة البشرية كانت تعيش في جاهلية وظلام، تخشى عواقب ضلالها وكفرها، ولكنها لا تدري من أين يأتيه الخطر الحقيقي (عذاب الله وسخطه).
* "فبعثوا رجلًا يتراءى لهم": وهذا الرجل هو النبي صلى الله عليه وسلم، المُبعث من عند الله لينظر من مكان عالٍ (بوحي السماء) ويرى الحق من الباطل، والخير من الشر، والطريق المستقيم من السبل المنحرفة.
* "فبينما هم كذلك أبصر العدو": فبينما هو على حالته هذه من الترائي والانتظار، رأى العدو الحقيقي (الشرك، الضلال، المعاصي، عذاب الله) مقبلاً على القوم.
* "فأقبل لينذرهم، وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه": فأسرع ليحذر قومه من الخطر الداهم، وخاف أن يسبقه العدو (أي أن يهلك القوم على ضلالهم قبل أن يبلغهم الرسالة وينقذهم).
* "فأهوى بثوبه: أيها الناس! أُتيتم، أيها الناس! أُتيتم": فلم يكتفِ بالصراخ العادي، بل استخدم حركة جسدية (إهواء الثوب) تدل على شدة الخوف والاستعجال والتحذير، وكرر النداء ليثبت الإنذار في قلوبهم.
2- المقصد من المثل:
* النبي صلى الله عليه وسلم هو ذلك الرجل الحريص على قومه، الذي رأى بعين النبوة خطر الكفر والضلال وعذاب الآخرة مقبلاً على الناس.
* الأمة هم أولئك القوم الغافلون عن الخطر الذي يتهددهم.
* العدو هو كل ما يؤدي إلى سخط الله وعذابه من الشرك والمعاصي.
* فدوره صلى الله عليه وسلم هو دور المنقذ والنذير الشديد الذي يبذل كل ما في وسعه لإنقاذ أمته من الهلاك الأبدي.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته على أمته: فهو ليس مجرد مُبلِّغ، بل هو نذير شفيق، يحمل همّ أمته ويخاف عليها أكثر من خوفها على نفسها.
2- بيان حقيقة الرسالة: وهي الإنذار من عذاب الله والتحذير من كل ما يقرب إليه. قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [البقرة: 119].
3- الحث على الاستجابة للإنذار النبوي: فإذا حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من شيء في سنته (كمعصية أو بدعة) فهذا إنذار من خطر حقيقي، يجب أن نأخذه بجدية كما يأخذ الجندي إنذار جاسوس من مكان مرتفع.
4- الحرص على تبليغ الدين: على الدعاة والعلماء أن يقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في حرصهم على إنقاذ الناس، واستخدام جميع الوسائل المشروعة للتحذير من الشر والضلال.
5- التكرار لأجل التأكيد والتثبيت: كرر النبي صلى الله عليه وسلم النداء "أيها الناس" و"أُتيتم" ثلاث مرات، مما يدل على أهمية المعلومة وخطورة الموقف، ويوجب على المسلم أن ينتبه قلبه وعقله لهذا التحذير.

رابعاً. معلومات إضافية:


* هذا المثل النبوي يذكرنا بقوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]. فقد كان صلى الله عليه وسلم يعز عليه أن يرانا نعصي الله أو نضل، لأنه يعلم العواقب الوخيمة.
* هذا الحديث يرد على من يزعم أن الدين قيود وحرمان، بل هو إنقاذ وتحذير من الهلاك في الدنيا والآخرة.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٩٤٨) عن أبي نعيم، حَدَّثَنَا بشير، حَدَّثَنِي عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل بشير وهو ابن المهاجر الغنوي الكوفي من رجال مسلم إِلَّا أنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يأت في حديثه ما ينكر عليه، تكلّم فيه أحمد، ووثّقه ابن معين، وقال النسائيّ: لا بأس به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1255 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أيها الناس أتيتم أيها الناس أتيتم

  • 📜 حديث: أيها الناس أتيتم أيها الناس أتيتم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أيها الناس أتيتم أيها الناس أتيتم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أيها الناس أتيتم أيها الناس أتيتم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أيها الناس أتيتم أيها الناس أتيتم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب