حديث: يا صباحاه أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٤٦)﴾

عن ابن عباس قال: صعِدَ النَّبِيّ ﷺ الصفا ذات يوم فقال: «يا صباحاه» فاجتمعت إليه قريش قالوا: ما لك؟ قال: «أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم أما كنتم تصدقوني؟». قالوا: بلى. قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». فقال أبو لهب: تبًّا لك ألهذا جمعتَنا؟ فأنزل الله: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨٠١)، ومسلم في الإيمان (٢٠٨) كلاهما من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: صعِدَ النَّبِيّ ﷺ الصفا ذات يوم فقال: «يا صباحاه» فاجتمعت إليه قريش قالوا: ما لك؟ قال: «أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم أما كنتم تصدقوني؟». قالوا: بلى. قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». فقال أبو لهب: تبًّا لك ألهذا جمعتَنا؟ فأنزل الله: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

الحديث الشريف:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صَعِدَ النَّبِيُّ ﷺ الصَّفَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: «يَا صَبَاحَاهْ»، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ قَالُوا: مَا لَكَ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ العَدُوَّ يُصْبِحُكُمْ أَوْ يُمْسِيكُمْ أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟». قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ». فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾.


1. شرح المفردات:


● صَعِدَ: ارتفع وعلا على مكان مرتفع ليُسمِع الناس.
● الصفا: جبل معروف في مكة قرب الكعبة، وكان مكانًا لإعلان الأمور المهمة.
● يا صباحاه: نداء استغاثة أو تنبيه عند العرب عند حدوث خطر مفاجئ، كهجوم عدو.
● نذير: محذر من عذاب قريب.
● بين يدي عذاب شديد: قبل مجيء العذاب الشديد (أي يوم القيامة).
● تبًّا لك: كلمة دعاء بالهلاك والدمار، ومعناها: خيبة وهلاك لك.
● تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ: خسرت يدا أبي لهب وهلكتا.


2. شرح الحديث:


قام النبي ﷺ يوماً على جبل الصفا - وكان مكاناً يُعلن فيه العرب الأخبار المهمة - ونادى بأعلى صوته: "يا صباحاه!" وهي صيحة كان العرب يطلقونها عند الخطر، فتجمعت قريش مسرعةً لمعرفة السبب.
فلما اجتمعوا سألهم سؤالاً ذكياً ليستدرجهم إلى الإقرار بصدقه: لو أخبرتكم أن جيشاً يريد مهاجمتكم غداً أو مساءً، أكنتم تصدقونني؟ فأجابوا: نعم، لأنهم يعرفون صدقه وأمانته حتى قبل البعثة، وكانوا يسمونه "الصادق الأمين".
عندها أخبرهم ﷺ بأنه يحذرهم من عذاب شديد قادم - وهو عذاب الآخرة - إن لم يؤمنوا بالله ويتركوا الشرك.
لكن أبو لهب - عم النبي ﷺ الذي كان شديد العداء له - استهزأ به وقال: "تباً لك! ألهذا جمعتنا؟!" أي: هلاكاً لك، ألهذا التنبيه جمعتنا؟!
فأنزل الله تعالى سورة كاملة في ذمه وهلاكه، وهي سورة المسد:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾.


3. الدروس المستفادة:


● الحكمة في الدعوة: استخدم النبي ﷺ أسلوباً حكيماً ببدء السؤال بما يعترفون به (صدقه) ثم الانتقال إلى التحذير من العذاب.
● الصبر على الأذى: النبي ﷺ تحمل أذى قريش واستهزاءهم في سبيل تبليغ الرسالة.
● عاقبة الكفر والاستهزاء: أبو لهب مثالٌ للعاقبة السيئة لمن يعادي الله ورسوله، وقد نزل القرآن يتوعده بالنار.
● صدق النبي ﷺ: اعتراف قريش بصدقه قبل البعثة دليل على نبوته، فكيف يكذب على الله؟!
● الإنذار قبل العذاب: من رحمة الله أنه يرسل المنذرين قبل نزول العذاب.


4. معلومات إضافية:


- نزلت سورة المسد في أبي لهب وامرأته أم جميل (أروى بنت حرب)، التي كانت تحمل الشوك وتضعه في طريق النبي ﷺ لإيذائه.
- أبو لهب مات كافراً بعد غزوة بدر، ولم يؤمن قط، فتحقق فيه الوعد الإلهي.
- هذا الموقف كان في بداية الدعوة المكية، حيث كان النبي ﷺ يدعو قومه سراً وجهراً.

أسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يجعلنا من اتباع سنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٨٠١)، ومسلم في الإيمان (٢٠٨) كلاهما من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره. واللّفظ للبخاري، وسياق مسلم طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1254 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا صباحاه أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم

  • 📜 حديث: يا صباحاه أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا صباحاه أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا صباحاه أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا صباحاه أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب