حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨)﴾

عن أبي ذرّ أن النَّبِيّ ﷺ قال يومًا: «أتدرون أين تذهب هذه الشّمس؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «إنَّ هذه تجري حتَّى تنتهي إلى مستقرّها تحت العرش، فتخرّ ساجدة، فلا تزال كذلك حتَّى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع، فتُصبح طالعة من مطلعها، ثمّ تجري حتَّى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخرّ ساجدة، ولا تزال كذلك حتَّى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع، فتُصبح طالعة من مطلعها، ثمّ تجري لا يستنكر الناس منها شيئًا حتَّى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي، أصبحي طالعة من مغربك، فتُصبح
طالعة من مغربها، فقال رسول الله ﷺ: «أتدرون متى ذاكم؟ . ذاك حين: ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨].

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨٠٢)، ومسلم في الإيمان (١٥٩) كلاهما من طريق إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، عن أبي ذرّ قال: فذكره.

عن أبي ذرّ أن النَّبِيّ ﷺ قال يومًا: «أتدرون أين تذهب هذه الشّمس؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «إنَّ هذه تجري حتَّى تنتهي إلى مستقرّها تحت العرش، فتخرّ ساجدة، فلا تزال كذلك حتَّى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع، فتُصبح طالعة من مطلعها، ثمّ تجري حتَّى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخرّ ساجدة، ولا تزال كذلك حتَّى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع، فتُصبح طالعة من مطلعها، ثمّ تجري لا يستنكر الناس منها شيئًا حتَّى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي، أصبحي طالعة من مغربك، فتُصبح
طالعة من مغربها، فقال رسول الله ﷺ: «أتدرون متى ذاكم؟ . ذاك حين: ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد،
فحديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه الذي سألت عنه من الأحاديث العظيمة التي تذكر بعظمة الخالق سبحانه وتعالى وتدبيره لهذا الكون، وتشير إلى أحد أشراط الساعة الكبرى، وهو طلوع الشمس من مغربها. وهذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.

شرح المفردات:


● تجرِي: تسير وتتحرك في فلكها كما أمرها الله.
● مستقرها: مكان استقرارها ونهابة مسيرها اليومي تحت العرش.
● تخر ساجدة: تضع نفسها خاضعة لله تعالى، ساجدة له تعبيرًا عن الخضوع والعبودية.
● لا يستنكر الناس منها شيئًا: يعتاد الناس على حركتها الطبيعية فلا ينكرونها أو يتعجبون منها.
● من مغربك: من جهة الغرب، بعد أن كانت تطلع دائمًا من المشرق.

شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن الشمس تجري في مسارها اليومي بتقدير الله وعظمته، حتى تصل إلى مكان تحت عرش الله تعالى، فتسجد له سجود عبادة وخضوع، وتظل على ذلك حتى يؤذن لها بالرجوع إلى مطلعها، فترجع لتبدأ يومًا جديدًا. وهذا يتكرر كل يوم.
ثم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس ستستمر على هذه الحال ـ من الطلوع من المشرق والسجود تحت العرش ـ إلى أن يأذن الله بحدوث تغيير عظيم في نظام الكون، وهو أن تؤمر بالطلوع من المغرب، فحينئذٍ تُغلق أبواب التوبة، ولا ينفع الإنسان إيمانه إذا لم يكن قد آمن من قبل.

الدروس المستفادة:


1- عظمة الله وتدبيره: الحديث يظهر عظمة الخالق وقدرته المطلقة على تسيير الكون بما فيه من عظيم المخلوقات كالشمس.
2- العبودية لله: حتى الجمادات مثل الشمس تسجد لله وتخضع لأمره، فالإنسان أولى بأن يكون عبدًا خاضعًا لله.
3- الإيمان بالغيب: الحديث يدعو إلى تصديق أخبار النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن لم ندرك كنهها بحواسنا.
4- التذكير بالآخرة وأشراط الساعة: الحديث ينبه إلى قرب القيامة ووجود علامات كبرى لها، مثل طلوع الشمس من مغربها.
5- الحث على المسارعة إلى التوبة: إذا طلعت الشمس من مغربها لن تقبل توبة، لذا يجب على الإنسان أن يبادر إلى التوبة والإيمان قبل فوات الأوان.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأدلة على أن الشمس هي التي تدور حول الأرض، وهو ما عليه اعتقاد أهل السنة والجماعة، وأن الله قد خلقها وجعلها تدور في فلك بتقديره.
- طلوع الشمس من مغربها يعد من العلامات الكبرى التي تؤذن بقرب القيامة، وقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة الأنعام الآية 158.
- السجود هنا للشمس هو سجود حقيقي يليق بها، لا نعلم كيفيته، ولكننا نؤمن به كما جاء، دون تحريف أو تعطيل.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٨٠٢)، ومسلم في الإيمان (١٥٩) كلاهما من طريق إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، عن أبي ذرّ قال: فذكره. واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ مختصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1277 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة

  • 📜 حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب