فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة

حديث: فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦)﴾

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: «أمّا أهل النّار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النّار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم)، فأماتهم إماتة، حتَّى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثّوا على أنهار الجنّة، ثمّ قيل: يا أهل الجنّة! أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل». فقال رجل من القوم: كأن رسول الله ﷺ قد كان بالبادية.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨٥) عن نصر بن عليّ الجهضمي، حَدَّثَنَا بِشر - يعني ابن المفضل -، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أمّا أهل النّار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النّار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم)، فأماتتهم إماتة، حتَّى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثّوا على أنهار الجنّة، ثمّ قيل: يا أهل الجنّة! أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل». فقال رجل من القوم: كأن رسول الله ﷺ قد كان بالبادية.

1. شرح المفردات:

● أهل النار الذين هم أهلها: أي الكفار والملحدون الذين خُلِّدوا فيها، وهم لا يخرجون منها أبدًا.
● لا يموتون فيها ولا يحيون: أي لا يموتون موتًا يستريحون به، ولا يحيا لهم حياة طيبة، بل هم في عذاب دائم.
● أصابتهم النار بذنوبهم: أي دخلوا النار بسبب ذنوبهم وكبائرهم، وهم من عصاة المؤمنين.
● فحمًا: أي صاروا مثل الفحم المحترق المتفحم.
● أذن بالشفاعة: أي أذن الله تعالى للشفعاء (كالنبي ﷺ والملائكة والصالحين) أن يشفعوا في إخراج بعض العصاة من النار.
● ضبائر ضبائر: أي جماعات جماعات، أو حزمًا متراكبة.
● بثّوا: نُثِروا ووزعوا.
● أنهار الجنة: أنهار الجنة المختلفة كأنهار الماء واللبن والعسل.
● أفيضوا عليهم: اسكبوا عليهم من ماء أنهاركم.
● تنبتون نبات الحبة في حميل السيل: أي ينبتون نباتًا سريعًا شديد الاخضرار، كما تنبت النبتة في مكان جريان السيل حيث تكون التربة خصبة والماء وفيرًا.

2. شرح الحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث صنفين من أهل النار:
الصنف الأول: الكفار الخالدون في النار
وهم الذين كفروا بالله ورسله، وهؤلاء لا يموتون في النار موتًا يريحهم من العذاب، ولا تكون لهم حياة طيبة، بل هم في عذاب دائم مقيم.
الصنف الثاني: عصاة المؤمنين
وهم مؤمنون ارتكبوا كبائر الذنوب ولم يتوبوا منها، فدخلوا النار عقابًا على ذنوبهم، لكنهم لا يخلدون فيها. فيعذبون في النار حتى يصيروا مثل الفحم المتفحم، ثم يأذن الله تعالى بالشفاعة لهم، فيُخرجون منها بشفاعة النبي ﷺ وغيره من الشفعاء.
ثم يُجمع هؤلاء العصاة ويُنثرون على أنهار الجنة، ويُقال لأهل الجنة: اسكبوا عليهم من ماء أنهاركم، فيُصيبهم ذلك الماء، فتنبت أجسادهم نباتًا سريعًا وجميلًا، كما تنبت البذرة في تربة خصبة غنية بماء السيل.
وقول الرجل: "كأن رسول الله ﷺ قد كان بالبادية" يشير إلى دقة تشبيه النبي ﷺ ووضوحه، حيث شبه نبات أجسادهم بنبات الحبة في حميل السيل، وهو تشبيه مألوف لأهل البادية الذين يدركون سرعة النمو وخصوبته في أماكن جريان الماء.

3. الدروس المستفادة:

● العدل الإلهي: فالله تعالى يعذب العصاة على ذنوبهم، لكنه لا يخلد في النار إلا الكفار.
● رحمة الله الواسعة: حيث يخرج عصاة المؤمنين من النار بالشفاعة، ويُدخلهم الجنة بعد تطهيرهم.
● فضل الشفاعة: خاصة شفاعة النبي ﷺ، التي تكون لأهل الكبائر من أمته.
● أهمية التوبة: فالحديث يحذر من التساهل في الذنوب، لأن بعضها قد يؤدي إلى دخول النار ولو مؤقتًا.
● عظمة قدرة الله: حيث يحيي الأجساد المتفحمة وينبتها نباتًا جديدًا كما ينبت النبات.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تثبت شفاعة النبي ﷺ لأهل الكبائر من أمته، وهو من عقائد أهل السنة والجماعة.
- الرواة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه كثيرون، والحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره.
- "حميل السيل" هو ما يحمله السيل من طين وتربة خصبة، حيث تكون البذور أسرع نموًا وأكثر خضرة.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من النار، وأن يجزينا الجنة بفضله ورحمته.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٨٥) عن نصر بن عليّ الجهضمي، حَدَّثَنَا بِشر - يعني ابن المفضل -، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1270 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة

📜 حديث: فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية