حديث: إن آثاركم تكتب فلا تنتقلوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (١٢)﴾

عن أبي سعيد الخدريّ قال: كانت بنو سلمة في ناحية المدينة، فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾ فقال رسول الله ﷺ: «إن آثاركم تكتب، فلا تنتقلوا».

حسن: رواه الترمذيّ (٣٢٢٦)، وابن جرير الطبريّ في تفسيره (١٩/ ٤١٠)، والحاكم (٢/ ٤٢٨، ٤٢٩) كلّهم من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن أبي سفيان طريف بن شهاب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

عن أبي سعيد الخدريّ قال: كانت بنو سلمة في ناحية المدينة، فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾ فقال رسول الله ﷺ: «إن آثاركم تكتب، فلا تنتقلوا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه، وهو حديث صحيح. وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● بنو سلمة: قبيلة من الأنصار من الخزرج، وكانت منازلهم في طرف المدينة المنورة بعيداً عن المسجد النبوي.
● النقلة: الانتقال من مكان إلى آخر، أي ترك منازلهم والانتقال إلى مكان أقرب إلى المسجد.
﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾: هذه الآية الكريمة من سورة يس (آية 12).
● آثارهم: جمع أثر، وهو ما يتركه الإنسان من بصمة أو عمل بعد موته أو ذهابه، ويشمل هنا الخطى التي يمشيها إلى المسجد.
● «إن آثاركم تكتب»: أي أن خطاكم ومسيركم إلى المسجد تُكتَب في سجلات الحسنات.


2. شرح الحديث:


كانت ديار بني سلمة في طرف المدينة بعيدة عن المسجد النبوي، فاشتاقوا إلى الخير والفضل، وأرادوا أن ينتقلوا إلى مكان أقرب إلى المسجد ليسهل عليهم حضور الصلوات في الجماعة، وليكثروا من الأجر بسهولة.
فنزلت الآية الكريمة: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾، والتي تُعْلِمُنا أن الله تعالى يكتب كل ما يعمله الإنسان في حياته، بل ويكتب حتى الآثار التي يتركها، ومنها الخطى إلى الصلاة.
فجاء النبي ﷺ ليُبَيّن لهم معنى هذه الآية في شأنهم، فقال: «إن آثاركم تكتب»، أي أن كل خطوة تخطونها إلى المسجد تُكتَب لكم بها حسنة، وترتفع بها درجة، وتُحَطُّ عنكم بها خطيئة. فإذا انتقلتم وصار المسجد قريباً منكم، فاتكم أجر هذه الخطى والمشقة التي كانت في الطريق. ولذلك نهاهم عن الانتقال قائلاً: «فلا تنتقلوا».
ففهم الصحابة رضي الله عنهم ذلك، فبقوا في منازلهم، يذهبون إلى المسجد ويُكْتَب لهم أجر المشي كل يوم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حرص الصحابة على الخير: فهم لم يريدوا الانتقال للراحة، بل ليزدادوا قرباً من المسجد وطاعة الله.
2- فضل المشي إلى المسجد: كل خطوة إلى الصلاة فيها أجر عظيم، كما في الحديث: «مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالْأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً» (رواه مسلم).
3- أن الله يكتب الآثار: ليس فقط الأعمال، بل حتى الآثار الناتجة عنها، كمن مشى إلى خير فكُتِبَ له أجر مشيه حتى بعد موته إذا استمر أثره.
4- الحكمة من المشقات: sometimes, the hardship in doing good is نفسها a source of great reward. فالمشقة في الطريق إلى الطاعة أجرها أعظم.
5- طاعة النبي ﷺ وانقياد الصحابة: فهموا الأمر فامتثلوا مباشرة دون تردد.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على سعة رحمة الله وحسن توفيقه لعباده، حيث جعل المشقة في ذاتها طريقاً للأجر.
- فيه إشارة إلى عظم أجر الذاهب إلى المسجد، خاصة إذا بعدت داره.
- يستفاد منه أيضاً فضل البعد عن المسجد إذا كان يقصد به زيادة الأجر، لا الهروب من الزحام أو مثل الأمور الدنيوية.
- هذه القصة كانت سبباً في نزول جزء من الآية، وهو ما يُعرف بـ "سبب النزول"، مما يوضح معناها.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٢٢٦)، وابن جرير الطبريّ في تفسيره (١٩/ ٤١٠)، والحاكم (٢/ ٤٢٨، ٤٢٩) كلّهم من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن أبي سفيان طريف بن شهاب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وأبو سفيان طريف بن شهاب ضعيف، لكنه لم ينفرد به، بل توبع عليه، فقد رواه البزّار - كما ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره - من طريق شعبة وعبد الأعلى كلاهما عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة به. والجريري كان قد اختلط، ولكن رواية شعبة وعبد الأعلى عنه كانت قبل الاختلاط.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1273 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن آثاركم تكتب فلا تنتقلوا

  • 📜 حديث: إن آثاركم تكتب فلا تنتقلوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن آثاركم تكتب فلا تنتقلوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن آثاركم تكتب فلا تنتقلوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن آثاركم تكتب فلا تنتقلوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب