حديث: يد الله ملآى لا تغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩)﴾

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إنَّ الله قال لي: أَنفق أُنفق عليك». وقال: «يد الله ملآى، لا تغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار». وقال: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغِضْ ما في يده وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٨٤)، ومسلم في الزّكاة (٩٩٣) كلاهما من طريق أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إنَّ الله قال لي: أَنفق أُنفق عليك». وقال: «يد الله ملآى، لا تغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار». وقال: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغِضْ ما في يده وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث قدسي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل.

شرح الحديث:



# 1. شرح المفردات:


● «أَنفِقْ أُنفِقْ عَلَيْكَ»: أي أنفق في سبيل الخير، وأنا أزيدك من فضلي.
● «يَدُ اللَّهِ مَلْأَى»: أي أن يد الله تعالى مليئة بالخير والفضل، لا تنفد.
● «لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ»: أي لا تنقصها النفقة، مهما كثرت.
● «سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»: أي النفقة المستمرة ليلاً ونهاراً.
● «مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ»: أي كل ما أنفقه الله من رزق وعطاء منذ خلق الكون.
● «لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ»: أي لم ينقص ما عنده من الخير والفضل.
● «وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ»: إشارة إلى بدء الخلق، حيث كان العرش على الماء قبل خلق السماوات والأرض.
● «وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ»: أي أن الله تعالى هو الذي يقدّر الأرزاق ويوازن بين الخلق.

# 2. شرح الحديث:


هذا الحديث يتضمن ثلاثة أجزاء:
● الجزء الأول: قوله تعالى: «أَنفِقْ أُنفِقْ عَلَيْكَ»، وهو وعد من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، بأنه إذا أنفق في سبيل الله، فإن الله سيعوضه خيراً وأكثر. وهذا يشمل النفقة في جميع وجوه الخير، كالصدقة، وإغاثة الملهوف، وإنفاق العلم، والدعوة إلى الله.
● الجزء الثاني: قوله: «يَدُ اللَّهِ مَلْأَى، لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»، أي أن خزائن الله لا تنفد، مهما أنفق، فلو أنفق كل ما في السماوات والأرض، لما نقص من ملكه شيء، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [سبأ: 39].
● الجزء الثالث: قوله: «أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ»، وهذا تأكيد على أن إنفاق الله منذ خلق الكون لم ينقص من ملكه شيئاً، بل بقي فضله وعطاؤه كما هو. وقوله: «وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ»، إشارة إلى عظمة الله وقدرته، حيث كان عرشه على الماء قبل خلق السماوات والأرض. وقوله: «وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ»، أي أن الله هو الذي يوزع الأرزاق ويقدّر الأمور، يرفع من يشاء ويخفض من يشاء.

# 3. الدروس المستفادة منه:


● الحث على الإنفاق في سبيل الله: فالله تعالى يعد من أنفق بالخلف والعوض.
● التعريف بعظمة الله وكرمه: فالله غني عن العالمين، ولا ينقصه شيء، وهو الكريم الذي يعطي بدون حساب.
● الطمأنينة للمؤمن: بأن رزق الله واسع، ولا يجب أن يخشى الفقر إذا أنفق في الخير.
● التذكير بقدرة الله تعالى: حيث كان عرشه على الماء قبل خلق السماوات والأرض، وهو الذي يتحكم في كل شيء.

# 4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث القدسية.
- ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الجود والكرم، وأن يثق بوعد الله بالخلف والعوض.
- الإنفاق ليس مقصوراً على المال، بل يشمل إنفاق الوقت، والجهد، والعلم، والدعوة إلى الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنفقين في سبيله، والمؤمنين بوعده، وأن يرزقنا الكرم والجود، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٨٤)، ومسلم في الزّكاة (٩٩٣) كلاهما من طريق أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره. واللّفظ للبخاريّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1252 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يد الله ملآى لا تغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار

  • 📜 حديث: يد الله ملآى لا تغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يد الله ملآى لا تغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يد الله ملآى لا تغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يد الله ملآى لا تغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب