حديث: مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها الا الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (١١)﴾

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إِلَّا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأيّ أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر».

صحيح: رواه البخاريّ في الكسوف (١٠٣٩) عن محمد بن يوسف، قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن
عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إِلَّا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأيّ أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تُقرر عقيدة مهمة من عقائد الإسلام، وهي تفرد الله تعالى بعلم الغيب.

أولاً. نص الحديث وروايته:


الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «مِفْتَاحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ: لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ، وَلاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي الأَرْحَامِ، وَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ».

ثانياً. شرح المفردات:


● مفتاح الغيب: المفتاح هو ما يُفتح به الشيء. والمراد أن هذه الخمس هي أصول وأبواب علم الغيب التي استأثر الله بها.
● الغيب: كل ما غاب عن علم الخلق وإدراكهم.
● ما يكون في غد: ما سيحدث في المستقبل القريب (اليوم التالي) أو البعيد.
● ما يكون في الأرحام: أي حال الجنين في بطن أمه، أذكر هو أم أنثى، شقي أم سعيد، وما إلى ذلك من تفاصيل.
● ماذا تكسب غدًا: ما سيعمله الإنسان من خير أو شر في المستقبل.
● بأي أرض تموت: في أي مكان ستحل بها الوفاة.
● متى يجيء المطر: وقت نزول المطر تحديداً.

ثالثاً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن الله تعالى قد استأثر بعلم خمسة أمور هي من أعظم مفاتيح الغيب، لا يعلمها أحد سواه. وهي:
1- علم المستقبل: لا يعلم أحد من الخلق ما سيحدث له أو للعالم في الغد أو في الأيام القادمة، مهما بلغ من الذكاء أو التخطيط. وهذا يقطع الطريق على الكهنة والمنجمين والدجالين الذين يدعون علم الغيب.
2- علم ما في الأرحام: لا يمكن لأحد أن يعلم حقيقة الجنين في بطن أمه إلا بعد خروجه، سواء كان ذكراً أم أنثى، وكيف سيكون شكله، وحاله، ورزقه، وعمره. وما يراه الناس اليوم بالسونار من معرفة جنس الجنين فهو من باب الاطلاع على حاضر أمر مخلوق، وليس علماً غيبياً بمستقبله وكينونته الكاملة.
3- علم ما تكسبه النفس غدًا: لا يستطيع الإنسان أن يجزم بما سيفعله في المستقبل، فقد يخطط لشيء ثم يغير الله من حاله. وهذا يربي في المسلم التوكل على الله وعدم الغرور بالأعمال.
4- علم مكان الموت: لا يدري الإنسان في أي بقعة من الأرض ستموت روحه، أفي بلده أم في سفر، أفي بيته أم في الطريق. وهذا يدعو المسلم إلى أن يكون دائماً على استعداد للقاء الله، حيثما كان.
5- علم وقت نزول المطر: لا يمكن لأحد أن يتنبأ بدقة مطلقة بموعد نزول المطر إلا الله تعالى. وما تتوقعه هيئات الأرصاد هو من باب التقديرات العلمية القابلة للخطأ والصواب، وليست علماً يقينياً بالغيب.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات استئثار الله بعلم الغيب: وهذا أصل عقدي مهم، فمن ادعى علم شيء من هذه الخمس فقد كفر، لأنه نازع الله في صفة من صفاته.
2- الرد على المنجمين والكهنة: فكل من ادعى معرفة المستقبل أو قراءة الطالع فهو كاذب، وقد قال النبي ﷺ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً».
3- التوكل على الله وعدم الغرور: فالإنسان لا يدري ما يخبئه له الغد، فيجب أن يتوكل على الله حق التوكل ويستعد للقائه.
4- الحث على الاستعداد للموت: حيث إن الإنسان لا يعلم أين ومتى سيموت، فيجب أن يكون على حال طيبة يرضاها ربه حيثما حل به الموت.
5- التذكير بقدرة الله تعالى: فالله هو الذي يدبر الأمور كلها، وينزل الغيث، ويخلق في الأرحام ما يشاء.

خامساً:

معلومات إضافية:
- هذه الخمسة هي من مفاتيح الغيب، وليست كل الغيب. فالغيب أعم وأشمل، ولكن هذه من أعظم مفاتيحه وأظهرها.
- العلم بالغيب نوعان: علم غيب مطلق (وهو ما استأثر الله به)، وعلم غيب نسبي (وهو ما أطلَع الله عليه بعض أنبيائه ورسله بوحي منه، كبعض أخبار المستقبل التي أخبر بها النبي ﷺ).
نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يحفظنا من الشرك والضلال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الكسوف (١٠٣٩) عن محمد بن يوسف، قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن
عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
وقوله: «في الأرحام»: ليس مقصورا على معرفة الذكر والأنثى في الرحم، بل هو شامل لجميع مراحل حياة الطفل، من كونه سعيدا أو شقيا، ومن كونه غنيا أو فقيرا ونحو ذلك.
وقوله: ﴿وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1265 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها الا الله

  • 📜 حديث: مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها الا الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها الا الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها الا الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها الا الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب