حديث: لا تدعوا أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (٥٠)﴾

عن أبي موسى الأشعري قال: كنا مع النَّبِيّ ﷺ في سفر، فجعل الناس يجهرون
بالتكبير، فقال النَّبِيّ ﷺ: «اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبًا وهو معكم» ... الحديث.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠٢)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٧٠٤) كلاهما من طريق عاصم (هو الأحول)، عن أبي عثمان (هو النهدي)، عن أبي موسى الأشعري فذكره.

عن أبي موسى الأشعري قال: كنا مع النَّبِيّ ﷺ في سفر، فجعل الناس يجهرون
بالتكبير، فقال النَّبِيّ ﷺ: «اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبًا وهو معكم» ... الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ».
(متفق عليه: أخرجه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


* في سفر: أثناء السفر.
* يجهرون: يرفعون أصواتهم.
* بالتكبير: بقول "الله أكبر".
* أربعوا على أنفسكم: كلمة "أربعوا" تأتي من الرُّبْعَة، وهي الاعتدال والتوسط وعدم الإفراط. والمعنى: ارفقوا بأنفسكم، لا تبالغوا في رفع الأصوات ولا تتكلفوا المشقة. وقيل: معناه "اخفضوا أصواتكم".
* أصم: الذي لا يسمع.
* غائبًا: البعيد الذي لا يحضرك.
* سميعًا: يسمع كل شيء حتى همس النفس.
* قريبًا: قريب من عباده بعلمه وإحاطته.
* وهو معكم: أي بعلمه وسمعه وبصره وقدرته، كما فسره أهل العلم.


2. شرح الحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم مسافرين مع النبي ﷺ، فأخذوا يرفعون أصواتهم بالتكبير (ذكر الله تعالى) بحماس واجتهاد، ظانين أن رفع الصوت أبلغ في التعبد وأعظم في الأجر.
فنبههم النبي ﷺ إلى خطئهم في هذا الفهم، وأرشدهم إلى الأدب الصحيح في الدعاء والذكر، وهو خفض الصوت والاعتدال وعدم الصياح، وذلك للأسباب التالية:
* أن الله تعالى ليس بأصم حتى تحتاج إلى رفع صوتك ليسمعك.
* وليس بغائب حتى تحتاج إلى الصياح لتصل إليه دعوتك.
* بل هو سميع يسمعك حتى لو همست بذكرك.
* وهو قريب من عباده بعلمه وقدرته، أقرب إليك من حبل الوريد.
* وهو معكم أينما كنتم بعلمه وإحاطته، يسمع ويرى.
فالحديث يربي المؤمن على الإخلاص والخشوع في الذكر والدعاء، ويبين أن التقرب إلى الله لا يكون بالمبالغة في رفع الصوت والتكلف، بل يكون بالقلب الخاشع والنية الصادقة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- التوسط والاعتدال في العبادة: الإسلام دين الوسطية، ينهى عن الغلو والمبالغة حتى في العبادات، فخير الأمور أوسطها.
2- التأدب مع الله تعالى في الدعاء والذكر: من أدب الدعاء عدم رفع الصوت فيه بشكل مفرط، لأن الله قريب مجيب.
3- تصحيح المفاهيم الخاطئة: قد يظن بعض الناس أن رفع الصوت في الذكر من شدة الإيمان، فبين النبي ﷺ أن الخشوع والإخلاص هو الأصل.
4- إثبات صفات الله تعالى: الحديث يثبت صفات الله الكاملة من السمع والقرب، على الوجه اللائق بجلاله دون تشبيه أو تمثيل.
5- قرب الله من عباده: يغرس الحديث في قلب المؤمن شعورًا دائمًا بقرب الله منه ومعيته، فيأنس بذكره ويطمئن بمناجاته.
6- الرفق بالنفس: النهي عن إتعاب النفس وتكليفها ما لا طاقة لها به من العبادات التي لم يشرعها الله.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أصل عظيم في آداب الدعاء، وقد جمع الله بين الأمرين (القرب والسمع) في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
* لا يعني النهي عن الجهر مطلقًا، فقد كان النبي ﷺ يجهر بالذكر في المواطن التي تشرع فيها الجهر، كالأذان والتكبير في الأعياد والعقبات، ولكن النهي هنا عن الإفراط والمبالغة في رفع الصوت إلى حد الصياح والتكلف.
* يستفاد من الحديث أيضًا أن الإخلاص شرط لقبول العمل، والمبالغة في رفع الصوت قد تدخل فيه شوائب الرياء والسمعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠٢)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٧٠٤) كلاهما من طريق عاصم (هو الأحول)، عن أبي عثمان (هو النهدي)، عن أبي موسى الأشعري فذكره.
قوله: ﴿قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ﴾ هو على سبيل التنزل في المجادلة مع المكذبين الذين كانوا يرمونه بالضلال، فقال: إن ضلاله يختص به، لا يتعدى إلى غيره بخلاف الهداية فإنما كانت بالوحي من عند الله الذي هو سميع لأقوالكم وأصواتكم، فيحاسبكم على عدم إيمانكم به، وهو قريب ممن دعاه وسأله.
ولذا أمر النَّبِيّ ﷺ بخفض الأصوات عند الدعاء والتكبير والتهليل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1257 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تدعوا أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا

  • 📜 حديث: لا تدعوا أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تدعوا أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تدعوا أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تدعوا أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب